يقول الشاعر:
وتسمعُ أصواتَ الفراعلِ حوله
يعاوينَ أولاد الذئاب الهقالِسا
الفُرعل هو ولد الضبعة، أما الهقالس فهي الثعالب، وقيل الهَقَلّس الذئب المغبِّرْ، أي في لونه غَبَره.
وجاء في لسان العرب: الهقلّس السيء
الخُلق.
عاد أنتم كيف ما تبونها ركّبوها!
*
كان أحد الأمراء في رحلة صيد، فرمىٰ
بسهمه طيراً ولم يُصبه، فقال أحد مرافقيه: أحسنت يا سيدي، فنظر إليه الأمير بغضب
وقال: أتهزأ بي؟! قال: لا يا سيّدي، بل أحسنت إلى الطير أن تعمدت عدم إصابته ليعيش!
يقال أن هذا المرافق الهقلّس هو سيّد
الهقالس أجمع، وهو أول من ابتدع الترقيع الفاضح، الذي تفرّع منه التبرير الحقير
للأسياد، والتبرير أنواع ودرجات، أعلاها درجة "التبرير حتى الموت"، وهو
ما يمارسه أذناب الأحزاب اليوم، ومن يتبعهم من إمّعات العرب المستعبدين أنفسهم
للأتراك، حيث باتت هفوات أسيادهم أوضح من سالفة راعي الطير، ومع ذلك جاءت
تبريراتهم أقوى من ترقيعة مرشدهم الهقلّس الأكبر!
عندما تمكن حزب الاخوان من الحكم في
مصر سارع إلى إعادة العلاقات المقطوعة منذ 3 عقود مع إيران، فزار مرسي طهران،
واستقبل أحمدي نجاد في مصر.
بعض الهقالس، والفراعل الذين امتهنوا
التبرير لكل سقطات الاخوان قالوا أن دول الخليج تخلت عن مرسي فلجأ إلى إيران
لحاجته لدعم مادي ينهض باقتصاده!
المبررون في الخليج يعتبرون أن ايران
هي العدو الأول، والأخطر، ومع ذلك برروا هرولة مرسي إلى ايران وكيّفوها، وهم هنا
كمن يبرر للعاهرة بيع شرفها من أجل المال.
يعلم المبررون أن قطر دعمت حزب الاخوان
بمليارات نقدية، وسندات، وبادرت بالإستثمار في مصر مرسي بمليارات أخرى.
المبررون كانوا يتبجحون بدعم تركيا
اللامحدود لحزب الاخوان الحاكم.
المبررون جهلوا أن الكونجرس الأمريكي
استجوب علناً الرئيس أوباما - لاحقاً - لتسليمه مليار ونصف المليار إلى حزب
الاخوان.
وربما أيضاً جهل الفراعل أن حزب
الاخوان يملك كيانا اقتصاديا هائلا يكفي لنهضة دولة، وربما لا يعلم الهقالس أن
ثروة يوسف ندا لوحده تفوق ميزانية بعض الدول.
والآن يأتي السؤال / هل فعلاً كانت
هناك حاجة لطلب الدعم المادي من ايران العاجزة عن اطعام شعبها؟
http://justideaq8.blogspot.com/2013/05/blog-post_1.html?m=1
1 مايو 2013
الجواب: لا طبعاً / وأقسم بالله أن
السالفة مهي سالفة فلوس يا هقالس.
إعادة العلاقات مع ايران لا علاقة لها
بالمال، ولا باقتصاد مصر، إنما كانت مرحلة - استعجلوها - ضمن مخطط متفق عليه لما
بعد الثورات العربية، ولعل من يملك القليل من الذاكرة يستحضر استماتة ودعم ايران،
وتركيا، وقطر لثورة مصر تحديداً، وكيف أن الرئيس الايراني رفع السبابة والوسطي عند
وصوله أرض مصر، في اشارة فهمها من كان له لب حينها، وجهلها كل هقلّس وفرعل.
سقط المشروع الاخواني في مصر، فانتقلت
الأذناب إلى تبعية الرأس البديل الذي استقبلت بلاده كل الهاربين من مصر، وقامت
برعاية مؤتمراتهم، ومؤامراتهم.
لقد أصبحوا أذناباً لأردوغان.
كان الأتباع يتغنون بموقف أردوغان من
اسرائيل بعد القطيعة التي حصلت بين البلدين، الصديقين، الحليفين.
وكانوا يفخرون بموقف أردوغان من القضية
السورية.
وأيضاً كانوا يمارون بموقف أردوغان من
روسيا، وينشدون الأشعار بالطيارين الأبطال الذين أسقطوا الطائرة الروسية.
ثم ماذا حصل؟
أعاد أردوغان العلاقات مع اسرائيل، ثم
أوعز بعدها للبرلمان التركي بالتصويت بالموافقة على التطبيع مع الكيان الصهيوني،
وعندما استنكر فعله أهل قتلى سفينة مرمرة، وأعضاء اللجنة الخيرية التي كانت تشرف
على رحلة السفينة، رد عليهم بـ: أنتم أصلاً لم تبلغوني بمغادرة السفينة، ولم
تستأذونني!!
ثم زار أردوغان بوتين واعتذر منه
باللغة الروسية، وألقى القبض على الطيّار التركي البطل بتهمة تعمد اسقاط الطائرة
الروسية دون اذن!
واليوم يصرح رئيس الحكومة التركية،
ووزير خارجيتها، بوجود خطأ في سياسة تركيا تجاه القضية السورية، في احتمال لإعادة
العلاقات بطريقة ما!
كل هذا، وما زالت الوجيه العريضة تبرر،
وما زالت الفراعل يعاوين الهقالس، وتحطم الأرقام القياسية في النباح المستمر لـ 5
سنوات دون توقف من أجل أردوغان الذي كشف بمواقفه الأخيرة أنه تجاوز مرحلة امتطاء
ظهر الحمير العرب، إلى مرحلة أخرى.
- نكتفي
*
خلاصة القول:
يا هَـقَـلّــسْ
.