2015-01-25

مخمّة السنغافوري لا تنظّف العقول

مؤسس سنغافورة الحديثة (لي كوان كيو) وأول رئيس وزراء لها؛ له مقولة خالدة يرددها أناس كثيرون من هواة الإقتداء والتمثّل بأقوال الحكماء... مع عدم العمل بها.
يقول لي كوان "مكافحة الفساد مثل تنظيف الدرج، يبدأ من الأعلى إلى الأسفل".
في نقاش مع أحد الزملاء حول الفساد المستشري في البلد وكيفية القضاء عليه أو الحد منه ذكرت له أن محاربة الفساد تبدأ من الدائرة الأصغر ثم التي تليها، بإصلاح الفرد لنفسه وأولاده وعائلته وبيئته المحيطة به وعمله وهكذا، حتى يظهر تأثير ذلك في المجتمع وتعم ثقافة الإصلاح فيُلجم الفساد ويخنس المبررون و..
قاطعني زميلي بـ لا لا لا، هذا كلام فاضي، تنظيف الدرج يبدأ من الأعلى إلى الأسفل!! إذا لم تصلح السلطة لن يصلح شيء!
قلت: وأين موقعك أنت من الدّرَجْ؟
قال: المواطن مسكين ويعتبر آخر درجة في الأسفل.
وإلى متى سنترك "إدْرِجتنا" متسخة وننتظر إلى أن يكنس الآخرون أوساخهم، ويلقونها علينا أسفل منهم؟!
قلت له ذلك رغم علمي بأن الأمثال تضرب ولا تقاس.
زميلي هذا يحمل شهادة من جامعة لا يعرف إسم مديرها، ولم يتحدث يوماً إلى أحد دكاترتها، كما أنه لا يعلم أين مقرّها، وأيضاً هو في عمله يمارس أحد أنواع الفساد الإداري الذي أعلمه أنا، ولا ينكره هو، لكنه يبرره بمقولة: وقّفت علينا، البلد كله خربان!
سأحاول أن أثبت لكم اليوم أن الديرة فيها خير... وبها صالحون ومصلحون، وأن محاربة الفساد تبدأ من إصلاح الفرد لنفسه، وأن التقاعس تذرعاً بفساد الحكومة هو عذر واهٍ.
بسم الله /
نقر جميعاً أن وزارة التربية مؤسسة حكومية فاشلة بإمتياز، عطفاً على سوء الإدارة، وضعف الرقابة على المؤسسات التعليمية العامة والخاصة، مروراً بالمناهج العقيمة، والأساليب التربوية التقليدية، وانتهاءً بـ 4 آلاف معلم ومعلمة أخذوا كادراً مالياً فخرّجوا لنا جيلاً لا يستطيع دخول الإختبارات بدون آيفون!
فساد رأس السلّم في وزارة التربية، وفشل الوكلاء ومساعدي الوكلاء في مهامهم، وتقاعس مدراء المناطق التعليمية عن أداء واجباتهم بالشكل المطلوب، كل ذلك لم يمنع المصلحين من الإصلاح، ولم يقف عائقاً أمام نجاح إدارة مدرسة ثانوية الفرزدق، وإدارة المعهد الديني في منطقة الفحيحيل، ومدارس أخرى لم ينتظر مدراؤها ووكلاؤها أن تكنس الدرجة العلوية أولاً، ولم يعولوا على مقولة "الإصلاح يأتي من فوق" تلك الحجة الواهية التي يرددها الكسالى الخايبين.
أصلح هؤلاء المدراء ذاتهم فأصلحوا ما حولهم.
عملوا وفق ما تمليه عليه ضمائرهم، فأرضوا ربهم، و"حللوا معاشهم"، وأدوا الأمانة التي أُوكلوا بها، ولم يركنوا إلى مخمّة (لي كوان كيو).
فقيسوا على ذلك وإبدأوا بإصلاح أنفسكم.
لن يمنعكم من الإصلاح أحد، ولن يرغمكم على الفساد أحد.
*
خلاصة القول:
كل واحد ينظّف إدرجته!
.

2015-01-24

الأفـــاك سلمان العودة

سلمان العودة مدلس أفّاك كذّاب وعلى 4 شوارع.
كتب مقالاً ليس أسوأ من توقيت نشره في حسابه على تويتر سوى مضمونه.
إسقاطة خبيثة مكشوفة يحاول فيها إيحاءً جر الشباب إلى مقارنة بين صدام حسين بعد أن ذكر مآثره، وبين الملك عبدالله بعد أن تطرق لتشرذم العرب، يريد من ذلك أن ينسب المجد والقوة إلى الأول، ويحمّل أوزار الأمة وتفرقها الثاني.
ثم يختم بأن الطغاة لا يستحقون أن نذرف عليهم دمعة، وينشر ذلك على حسابه في تويتر مساء موت الملك عبدالله رحمه الله.
يا خبيث، لقد بدأ سقوط الأمة وتشرذمها من صدام حسين الذي كان سبباً لتسليم العراق لأمريكا وإيران.
وكان للإخوان وممثلهم الهاشمي موقف متضامن مخزي في العراق، وقد ذكر سفير الإخوان والمتحدث بإسمهم يوسف ندا تفاصيل كثيرة تكشف عن أجندة حزبه التي تسلك طريقها على جثث المسلمين واستمرت المحاولات لتنفيذها من خلال ثورات سوريا وتونس وليبيا ومصر واليمن، فتشتت الأمة، وكنت أنت يا سلمان أحد دعاتها، ويساندك إخوانك القرضاوي والسويدان والعريفي ومن خلفكم سذج القوم.
المهم / صُدم سلمان العودة بردود الأفعال من الشعب السعودي والخليجي تجاه توقيت ومضمون مقاله الخبيث الذي كشف ما يخفي في صدره من حقد وشماته وفرحة بموت الملك عبدالله.
ورغم أن الغضب وردود الأفعال كانت على مضمون المقال أكثر منها على توقيته وخصوصاً حين يختمه بتلميح خبيث عن موت الطغاة فقد حاول سلمان العودة الخروج من هذا المأزق بالكذب والتدليس فكتب تغريدة مفادها أن المقال كُتب وأرسل إلى الصحف يوم الإربعاء قبل موت الملك! ولو إفترضنا صحة كلامه فإن ذلك لا يعفيه من نشره في حسابه على تويتر يوم الجمعة مساءً وأثناء مراسم العزاء، والمعلوم أن متابعي حسابه على تويتر أكثر من قراء صحف السعودية مجتمعة.
كما أن سلمان العودة يعلم بتدهور حالة الملك الصحية وأن أخبار موته والشائعات إنتشرت منذ مساء يوم الثلاثاء.
في تغريدته الأخيرة ترحم سلمان العودة على موتى المسلمين واستنكف عن الترحم على الملك عبدالله بالإسم مما يكشف كذبه ومحاولة تدليسه على الناس، لكنه دعىٰ للملك سلمان بن عبدالعزيز، لأنه يخاف بطش الأحياء!
*
خلاصة القول:
ولتعرفنهم في لحن القول
.




2015-01-17

إسمع التلاوة أعطيك حلاوة

قبل قرابة القرن، وفي صعيد مصر كان هناك مبشّـر
نصراني يعمل على نشر المسيحية بين الفقراء من أهل القرى التي يتفشى فيها الجهل، لكنهم مسلمون بالفطرة، رغم أن منهم من يعبد الله على حرف!
كان هذا النصراني يواعدهم تحت ظل شجرة ويوزع عليهم الطعام والحلوى بعد أن يلقي عليهم القصص والحكايات عن قدرات المسيح وبركات العذراء وأن الله... ثلاثة! (تعالى الله). 
يحاول ترسيخ معتقده عن الثالوث المقدس في عقولهم بتكرار الحديث يوماً بعد يوم.. مستعينـاً بـ الحلاوة
يجتمع تحت ظل هذه الشجرة كبار سن ونساء وأطفال، يستمعون حديث هذا المبشّر رغم أنهم لا يفقهون كثيرا من قوله، لكنهم يصبّرون أنفسهم من أجل الطعام والحلاوة في نهاية التلاوة.
وكان أحد أهل العلم من أهل القرية قد فطن لهذا المبشر الخبيث فـ كان يرقبه من مسافة قريبة ويتركه إلى أن ينتهي من حديثه ويقوم بتوزيع ما معه من طعام وحلوى على الفقراء المسلمين
ثم يقول بصوت عال مخاطباً تلك الجمــوع: وحـّـدووووووه
فـ يردون عليه بصوت واحد يجلجل المكان:
لاااااا إلـــه إلا الله.. محمد رســول الله
وحينها يسقط في يد النصراني ويذهب حديثه عن الثالوث المقدس هباءً منثوراً بعد توحيد هؤلاء المسلمين لله بمجرد تذكيرهم من قبل ذلك المسلم الفطن.
يستمر المبشر بالقيام بعمله وتكرار نفس القصص والحكايا وتوزيع الطعام والحلوى... ويستمر صاحبنا بتذكير الناس بأن الله واحد.
*
خلاصة القول:
الله واحد يا النصراني
.
هذه الصورة ما زالت معلقة في مستشفى الصدري (الكويت) وكتب عليها: الدكتورة كارلفري تقوم بتلاوة بعض الأدعية على المريضات!!! الكويتيات

2015-01-12

أطفال السياسة

يقول أبو سعد:
"اشتريت لإبنتي التي تدرس في الصف الأول ابتدائي علم الكويت وباجات صور أمير البلاد وولي العهد بمناسبة الإحتفالات الوطنية، لكنني تفاجأت أن البنت ترفض الباجات، وتقول: مابي هذي جيب لي صور بابا جابر"!!
في كل دوانية يكرر أبو سعد هـ السالفة الماصخة، وفي كل مرة يشاركه الموضوع أكثر من شخص ولدىٰ كل واحد منهم أيضاً حكاية مشابهة.
وبشكل لافت ماصخ أيضاً نجد أن كثير من الشباب والنساء يتعمدون في المناسبات الوطنية وضع ملصقات لصور الشيوخ الأموات على مركباتهم.
وهكذا وقاحة الكبار تمنح الصغار جرأة رفض صور الأحياء.
ماذا يعرف طفل في الـ 6 ـادسة من عمره عن جابر الأحمد الذي توفى قبل أكثر من 8 سنوات، ومن الذي أدخل إلى قلبه حب هذا ورفض ذاك؟
ينكر أبو سعد وغيره أن أولادهم سمعوا منهم كلاماً أو تلقوا توجيهاً قد يكون سبباً في اتخاذهم هذا الموقف - السلبي - من كل ما يتعلق بالحكومة والحكام.
من أين سمعوا إذن؟
ربما من أولاد الجيران أو من أقرانهم في المدرسة!
ومن أين سمع أقرانهم وأولاد جيرانهم؟
يمكن من ميري الشغالة!!
الطفل ابن بيئته، وصدى صوت أهله، وببغاءٌ يردد كل ما يُلقّن ويسمع من ألفاظ تصدر ممن هم حوله مع جهله بمعناها، وقد سمع أولادنا ما نردده في مجالسنا وانحازوا إلى مواقفنا تجاه الآخرين، فأحبوا من ظنوا أننا نحب، وأظهروا بغضاً لمن ظهرت كراهيتنا له من خلال لغة خطابنا المتكرر على مسامعهم.
 
والآن / وبعد أن عرفنا بمن تأثر الصغار، يأتي السؤال:
كيف ترسخت هذه الثقافة في عقول الكبار؟
الجواب يحتاج لسرد طويل وتفصيل لا حاجة لتكراره، حيث ذكرتُ في مقالات سابقة كيف تحولت الخصومة السياسية بين بعض النواب وحكومة ناصر المحمد إلى خصام ومواجهة مباشرة بين بعض السياسيين وسمو الأمير (بعد طلاق حدس من الحكومة ورحيل المحمد) بتكتيك متعمد انتهى إلى خطاب كفى عبثاً.
تبعات الأحداث السياسية وتصدر المشهد السياسي من قبل جهات إعلامية وأشخاص يجهلون مبادىء وأبجديات العمل السياسي ويفتقدون لثقافة الإختلاف أوجدت ثقافة الكراهية والنبذ والإقصاء والفرز الدخيلة على مجتمع ذو نسيج واحد تميز شعبه بالترابط والتلاحم فيما بينهم، كما كان للحاكم دائماً نصيباً من الحب والمودة.
*
المهم / بالأمس شاهدت مقطعاً لنائب محترم سابق قدوة يداعب طفلاً في الخامس الإبتدائي ويسأله: أنت مع الحكومة أو مع المعارضة؟!!
فيجيب الطفل: (مع المعارضة)، فيصيح أحد الحضور مشجعاً "كفووو"!
ماذا يعلم هذا الطفل عن الحكومة والمعارضة؟
ماذا يعرف عن السياسة؟
وإلى أين ستذهب به هذه الـ"كفو"؟
ألا تخشون أن يكبر هذا الطفل ويكبر معه كرهه للحكومة ثم يجدكم يوماً في موقع الحكومة ويجد غيركم معارضة؟!
ألا تخشون أن تحصدوا سوء ما تغرسون؟
دعوه يكبر ويميّز ويقرر.
اتركوا الصغار لينعموا بحياتهم ويستمتعوا بطفولتهم، بعيداً عن خلافاتكم السياسية.
لا تفرضوا عليهم وصايتكم وتوجهاتكم، فالقضية هنا ليست فزعة قبلية أو طائفية، أو تشجيع العربي والقادسية.
لا تزرعوا كره الحاكم والحكومة في نفوس الصغار وتوسعوا الفجوة بين الشعب وقيادته، فقد يترتب على ذلك نشوء جيل لا يدين بولاءٍ لوطنٍ ترسخ في ذهنه أنه ملك للحاكم فقط.
ألا تتفكرون كيف ترسخت فكرة الهجرة في أذهان الأجيال الأخيرة؟
أيها المواطنون / الحاكم لا يدوم والحكومات لا تعمّر، والمنطق يستدعي أن نبقي على هيبة الحكومة، ورمزية الحاكم، حتى نحافظ على كيان الوطن، وترابط أبناء الشعب.
لذلك يجب أن نبقي خلافاتنا السياسية في نطاقها.
*
خلاصة القول:
إفصلوا الأطفال عن السياسة

2015-01-04

لو كان الديزلُ رجلاً!

تأثير إرتفاع سعر الديزل لا يمكن أن يطال جيب المواطن إذا أرادت الحكومة ذلك؛ من خلال تفعيل وتطبيق قوانين التجارة وحماية المستهلك، لكنها تتعمد غض النظر عن الشركات الجشعة  ومنتهزي الفرص المتلاعبين بالأسعار حين تمنحهم مساحة حرية كافية لزيادة إيراداتها - زيادة مفتعلة - من جيب المواطن البسيط.
*
صرح وزير التجارة بإتخاذ إجراءات رادعة، وهدد بمعاقبة الشركات التي تفتعل زيادة أسعارها متذرعة بارتفاع أسعار الديزل، رغم أنها ما زالت تتمتع بدعم حكومي للديزل وتحصل عليه بالسعر القديم.
أقول للسيد الوزير: ليت قرارك سبق كلامك!

*
رغم التأثير السلبي الواضح لتطبيق قرار رفع سعر الديزل، والذي ظهر -منذ اليوم الأول- على دخل وميزانية المواطن، إلا أن ردود أفعال الناس تجاه القرار -والمقتصرة على التذمر والتحلطم مكانك راوح- أثبتت أن تحريك الشارع سابقاً لم يكن له علاقة بالأسباب المعلنة للمظاهرات والمسيرات.
*
أصحاب الأجندات الإنتخابية والمطامع السياسية استغلوا في فترات سابقة جهل الناس في كيفية الحصول على مكتسباتهم ونيل مطالبهم، فأوهموهم أنها تنتزع بالقوة وبالضغط وبالترهيب من خلال الخروج إلى الشارع والتجمهر وافتعال المظاهرات وتحريك المسيرات.
*
أكثر من 30 تجمعا واعتصاما ومظاهرة ومسيرة في عام 2012 لم يغب عنها نائب ولا مرشح ولا ناشط ولا طامع ولا متشعبط.
زحمة حضور وتهافت على الظهور، تصريحات، وتهديدات، ودعوات للمقاطعة والعصيان المدني، وكلام كثير، ثم إنتهى كل شيء كما أرادت الحكومة!
*
شارَك الجميع في تلك التجمهرات، وجميعها لا ترتقي لأهمية وخطورة وتأثير رفع سعر الديزل على الدخل المباشر للمواطن، ومع ذلك يكتفي ثلة من "السابقين" بكلمتين في تويتر فيما تتخذ الأغلبية منهم وضعية "صامت".
*
لست أدعو لأي إعتصام أو حراك، لكنني أوضح هنا أن السياسي كاذب بطبعه، "يحدثك بما تريد ليحصل على ما يريد".
*
لو أن قرار رفع الديزل صدر ونحن مقبلون على إنتخابات لإمتلأ الفضاء صراخاً، وتويتر تغريداً، ولشدت الرحال إلى ساحة الإرادة!
*
لا أستبعد أن يكون وراء رفع سعر الديزل قرار سياسي مفتعل، ليس الهدف الأساسي منه  التضييق على الشعب، إنما تهييج "المواطن الناخب"  للضغط على النواب السابقين للدفاع واسترداد حقوقهم من خلال  المشاركة في أول إنتخابات مجلس أمة قادمة، وذلك لإضفاء الشرعية الشعبية على البرلمان، والقضاء على الفئة المعارضة المتعنتة التي تصر على تقطيع الرقيّة بالمقص!
*
سيظل التحليل السابق قائماً ما لم تتخذ الحكومة قراراً يوقف إرتفاع الأسعار المفتعل خلال هذا الأسبوع.
*
خلاصة القول:
الشعب لا يشرب الديزل

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...