الشعور بالحنين للوطن الأم إحساس عميق، غالباً لا يحسن عامة
الناس التعبير عنه لفظاً.
مثلاً / عندما تزور أرض أجدادك - في نجد والحجاز والجنوب
- ينتابك إحساس غريب ويختلج في صدرك شيء لا تعلم حقيقته، فتعجز عن التعبير عنه، لكنك
تعلم في داخلك أنه شعور جميل، تماماً مثل شعور ناصر القصبي عندما يقول: (أحس بشي في
صدري يدغدغني بس مدري وش هو)!!
المهم / المنطق يقول أن المواطن الكويتي -القبلي تحديداً-
يميل بالفطرة إلى تلك البقعة التي أصبحت بعده كياناً عظيماً إسمه المملكة العربية السعودية،
فأرضها ساسه ومسقط راسه، وفيها أهله وناسه، ثم أنها عمقه الإستراتيجي، وقبل كل شيء
وبعده هنالك مرجعيته الدينية.
من غير المنطقي أن كل ما سبق سقط - بسهولة - من إعتبارات
شريحة ليست بالقليلة من أبناء القبائل في الكويت، وقد حدث ذلك مرتين، أولاهما كان في
فترة ما قبل الغزو العراقي للكويت، وكان ذلك بسبب تفاهة الكورة وأهلها، وتنافساتها،
وممارسات القائمين عليها، والتي أوصلت الشباب إلى درجات متقدمة من الخلاف والكراهية
وصلت أحياناً إلى حد الفتنة، لكنها إنطفأت بحمد الله، بسبب المعروف الذي وضعته المملكة
وشعبها في بطن الكويتيين بموقفها الخالد من الغزو العراقي.
بعد 20 عاماً من صفاء النفوس والهدوء والوئام، تسبب اللئام
في سقوط تلك الإعتبارات للمرة الثانية، لكن الأمر مختلف تماماً هذه المرة، فأبناء القبائل
أقحموا أنفسهم في قضية لا ناقة لهم فيها ولا كورة!
القضية باختصار:
الغرب يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط بما يتلائم ومصالحه، فصنع
الثورات العربية، مستغلاً خبثاء الحزبية، ومن خلفهم أدعياء الحرية من الشعوب الغبية.
انتهى
طيّب / وش دخّل جنابك في الموضوع يا نجدي؟
أيش بك على المملكة يا حجازي؟
وحتى أنت يا الجنوبي صرت عليها مثل شيطان الحماطه!
*
((تشهد هذه الفترة توافقاً وعلاقات طيبة وصلت إلى أعلى درجاتها بين
حكومة بلدنا الكويت وحكومة بلدنا الثاني المملكة العربية السعودية، وتواد بين الشعبين،
لكن كلاب الأحزاب ومن خلفهم بعض الأذناب يأبون إلا شذوذا))
*
خلاصة القول:
"ثوري خبيث العمل في بلادي وزينٍ لمن يستعيره"!
.