قاعدة نبوية /
قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:
"من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافىً في جسده، عنده قوت يومه،
فكأنما حيزت له الدنيا".
قيل في معنى "آمنًا في سربه": أي في أهله وعياله،
وقيل: في مسكنه.
في القواعد الدنيوية، وفي دساتير الدول الغربية المتقدمة،
الديموقراطية، والتي يضرب "الحالم العربي" الأمثال بقوانينها، ويقارن ظلمنا
بعدالتها، ويقيس فوضويتنا بنظامها، ويعاير تخلف قومنا برُقي شعوبها، هناك أيضاً تكون
الأوليات كالتالي:
أمن، سكن، صحة!
مع تحفظي على مستوى الخدمات التي تقدمها الدولة، إلا أن حكومة
الكويت نجحت بفضل من الله في تحقيق مبادىء القاعدة النبوية للمواطن بمستويات جيدة،
فبات الكويتي آمناً في سكنه، لديه قوته يومه، والعافية من الله!
هذه القاعدة لم ترضِ طموح جماعة "هل من مزيد"،
اللي ما يترس عينها ألا التراب، فلم تقتنع بما تيسّر لها، لا كمّاً، ولا كيفاً، بل
تجاوزت من الطمع، والجشع إلى الوقاحة بأن استهزأوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وحقّروا كل من يحمد الله على نعمة الأمن، والمأوى، والعافية، وأطلقوا عليهم "جماعة
ماكلين شاربين"!!
وبما أنني وبكل رضى من جماعة ماكلين، شاربين، الحامدين، الشاكرين
أنعم الله، فأحب أقول للي ما يترس فمه ألا التراب:
أنا أيضاً أحتقرك يا حرقوص، ولا أشوفك بالعين شيئا، ولا أستغرب
أن تحتقرني، وتستهزىء بي، فقد استهزأت قبلا بما هو أجل وأعظم، بحديث الرسول الكريم،
وليست الأولى، فقد سبق أن استهزأت بحديث "وإن جلد ظهرك"، وسبق لك أن أوّلت
آيات القرآن زوراً لتحقيق مبتغاك، ونلت من المشايخ حين
إعتقدت أن فتاويهم تحول بينك وبين غاياتك، ومطامعك الرخيصة.
نعم رخيصة، فمن المعروف عن جماعة "هل من مزيد"
أنها لا تثير قضايا الأمن، والسكن، والصحة، والتعليم، والأكل! والشرب! بالقدر الذي
تستحقه هذه الأولويات، بل أن هذه الأولويات كما يبدو ليست ضمن الأولويات لدى الجماعة!
إذن ما هي أولويات "جماعة هل من مزيد"؟
من أولوياتها: الديموقراطية! الكرامة! الحريات! المال! وإن
جاءت على حساب نعمة الأمن، والطمأنينة، والمأوى، والأكل، والشرب، وكل متطلبات الحياة
الكريمة التي انتزعت من شعوب أوكلت أمرها إلى "جماعات هل من مزيد" التي سعت
إلى الرخيص وفقدت كل شيء.
المنطق يقول أن الدولة التي تهيئ لشعبها سبل العيش الكريم،
فتوفر له السكن، والقوت، والتعليم، والعلاج، ويبات فيها المواطن آمناً في سربه، لا
يمكن أن تهين كرامته، أو أن تسلب حريته.
المشكلة يا إخوان أن أحدهم توّهم، وأوهم الناس أنهم شركاء
في المال والسلطة!
ثم جاء بعده راعي الحسبة الذي أحصى عدد براميل النفط وضربها
بسعر السوق، ثم قسمها على عدد سكان الكويت، وقال: هذا نصيب الفرد!!
لا يا حرقوص، مهي كذا!!
لسنا شركاء في المال، ولا في السلطة بذلك المفهوم السطحي
الذي تعتقده، والنفط مهو بـ وِرْثَةْ شايب يتم تقسيمها بآلة حاسبة!
الدول لا تدار بعقليات "تعال نتحاسب" أو
"عطني قسمي"!
يا حرقوص، لو أدرك أمثالك زمن الرسول صلى الله عليه وسلم
لاعترضوا على أعدل الخلق في تقسيم المال، كما فعل ذو الخويصرة الذي قال: اعدل يا محمد،
ويلك!
اللي مثلك / لن يعرف قيمة الأمن والمأوى إلا اذا تشرد وخاف،
ولن يعرف معنى ماكلين شاربين إلا اذا جاع، وهاك الساع دوّر الديموقراطية، والحريات!
يا حراقيص، الحكاية عندكم ليس دين، ولا عدالة، ولا اصلاح،
الحكاية أنكم تلهثون خلف المال، وبعضكم يسعى إلى السلطة.
يا حراقيص، المال والسلطة لدى الدولة، وخصمكم هي الحكومة،
فما يغضبكم من مسلم فهم واقتدى بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، واقتنع بنصيبه من
الدنيا؟؟
*
خلاصة القول:
الحمد لله ماكلين، شاربين، آمنين، مطمئنين، كرامتنا مصانة،
وحريتنا مكفولة.