في لندن، شيعي منبوذ من عقلاء أهله لا يحمل جنسية بلده ولا
هوية وطنه اسمه ياسر تعدى بالشتم على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فتصدى له بعض
من أهل السنة في الكويت بالإحتجاجات والتصريحات والندوات التي شارك فيها صادق القوم
ومتسلقها باسم الدفاع عن أم المؤمنين، وكنّا قبل ذلك بعام قد حاصرنا الحكومة في غزوة
الفالي حتى أرغمناها على الإستسلام والرضوخ لشروطنا وإبعاد شاتم الصحابة خارج البلاد،
ثم انتصرنا أخرى رغم أنف الوشيحي وأسيل بطرد الملحد نصر أبو زيد وعدم السماح له بتدنيس
أرضنا الطاهرة.
تكررت قبل ذلك وبعده أحداث مشابهة محلية وعالمية كان التفاعل
معها بقدر اهتمام الإعلام، ننشط بتسليط الضوء ونركن إلى الهدوء بمجرد أن يدير المخرج
كاميرته عن المشهد.الأحداث السابقة كانت في الربع الأخير من أعوام 2008 و 2009 و 2011 / ولا أدري ما حكاية الربع الأخير لكنني أعلم أنها تزامنت مع وجود ناصر المحمد على رأس السلطة التنفيذية -المغضوب عليها- مدعوماً بأغلبية برلمانية ترجّحها كتلتان شيعية وليبرالية، فهل كان نصرنا ذاك للدين وللعقيدة أم كان مجرد ورقة ضغط سياسية حاولنا من خلالها إحراج ريّس الحكومة مع حلفائه من المذهب الشيعي والفكر الليبرالي؟
أثق أن غالبية المشاركين والمتفاعلين مع الأحداث السابقة
يأخذون الأمور بظواهرها تدفعهم الفطرة السليمة والنيّة الطيبة الصادقة التي قد لا تسعفهم
في فهم مقاصد الأقلية المتكسبة التي اطلعت على ما هو أخطر من ذلك تجاه العقيدة ولم
تحرك ساكناً لا سابقاً ولا لاحقاً، لأن الإنتصار للعقيدة بالنسبة لهم أمر ثانوي لا
يرون أنه مسؤوليتهم المباشرة في كثير من الأحيان مثبتين أن مشاركاتهم السابقة أمر مرتبط
بالتكتيك السياسي أكثر من ارتباطه بالعقيدة والذب عن الصحابة وأمهات المؤمنين.
أكثر من حالة مشابهة وأشد خطورة من سابقاتها كشفت أن ردود
أفعال السياسيين غير صادقة وتفاعلهم لا يتعلق بحجم الحدث بقدر تعلقه بشخص وهوية وانتماء
من قام بذلك الحدث والحاجة أو المنفعة من ذلك، والمغردة ولاّدة حالة من ضمن عدة حالات
تكشف لنا زيف المواقف وتناقض الأفعال وردودها.
تجاوزت ولادة ما تلفظ به ياسر تجاه أم المؤمنين قبحاً، وتجرأت
على ما لم يجرؤ الفالي على قوله، وقالت في الله قولاً يستعيذ منه نصر أبو زيد!
تجاوزت ولاّدة كل الحدود وعبرت كل الخطوط وكسرت كل القيود،
لكن أهل السياسة عميت أبصارهم وصمّت آذانهم وكممت أفواههم، لقد علموا وسمعوا وقرأوا،
ثم تجاهلوا وصمتوا وغضوا النظر عن هرطقات الناشطة السياسية المبجلة المؤثرة في الحراك
الشبابي، بل أنهم زادوا على ذلك بتهديد الحكومة بعدم التعرض لها كونها من حرائر الكويت!
الوطنيات! المخلصات! المحشومات! وغيرها من تلك العبارات التي رددها نواب من الأغلبية
وكررها بعض مسلمين ركنوا الدين جانباً من أجل الحراك وما تتطلبه المرحلة والمصلحة من
وجهة نظرهم القاصرة.
وحتى لا يعذر أحد من جهل، سأورد لكم بعض ما قالته ولاّدة
وسأضعه لكم بين أقواس لتطلعوا عليه وتحاسبوا أنفسكم أولاً ثم تواجهوا به نوابكم مخضرمهم
وملتزمهم ووطنيهم وصاحب المبدأ فيهم، وليراجع بعدها كل من رضي قولها سلامة عقيدته،
وليتحسس كل مادحٍ لها شاربه
!!
كتبَتْ:
(صلاة إلى
آلهة الحب.. أصلي أتضرع غفرانك أيتها الآلهة المبجلة أنشد في رياضك الرحمة وأعوذ بك
من غضبك وشر عقابك)
(أشهد أن لا إله إلا الله وأنك نبي العشق- نزار قباني - حي على الحياة
والحب أخضر وآمنت بالحب فردا)
(الحب في باريس كالصلاة في الحرم)
(جاء رمضان يمشي مشية لا أشتهيها / رمضان لا أهلاً ولا سهلاً)
(كل ما أعرفه أن الملائكة سعيدة بإستقبال مايكل جاكسون وتغني له: we are the world وتصفق له بحرارة، إلى جنات الخلد يا مايكل لن ننساك)
(إبليس رفض الإعتراف بالتعددية فتشبث بأن لا يسجد لغير الواحد فأعطي
للصفر قيمة تضاهي قيمة الواحد)
(هي الروح يسكبها الله في قدور النصيب، يشعل نار التجارب، يرقبها تغلي
تسلق تشوى لتنضج الطبخة، يحتفل الاُلى على موائد أرواحهم الساخنة)
(أحترم كل حبيبين يعيشان مع بعضهما خارج منظومة الزواج لأنني لا أؤمن
بأن ورقة سخيفة يخطها مأذون أسخف هي ما يمنح العلاقات قدسيتها)
(الله جل جلاله يرسل لي دوماً ملائكة بصورة صديقات بمنتهى الجمال ليثبت
لي أنه يحبني.. الله يتصرف معي كعاشق وأنا أبادله المحبة)
(ترى ملينا من سالفة أم المؤمنين.. أمهات المؤمنين تسع رضي الله عنهن..
كلجن حلوات وخلصنا)
انتهى /
ومن أراد الإستزادة فعليه الإطلاع على مدونة المغردة التي كتبت فيها يوماً تدوينة -عندما كانت إلى جانب التجار
والحكومة- بعنوان جلسة الناقلات تلمز فيها أحد نواب المعارضة البارزين (إلى النائب
؟؟ هو الكلب إلا أنه فيه ملالة.. وسوء مراعاة وما ذاك في الكلبِ)
وكتبت مؤخراً (سألت بو ناصر: من هالسروْ اللي يمّي.. قلت
بقلبي اش هاليراعه هذا ليش ساطر على القنفات! أصلاً مو لايق على المكان.. طلع عبيد)
وليس غريباً على مثلها احتقار الدين والتقزز من الناس والنظر
إليهم بفوقية وعنصرية منتنة، إنما المستغرب والمستهجن أن يغفل عقلاء الناس عن مثل هذا
الهرطقة والتعدي والشذوذ الفكري والنفس العنصرية وهم من وقف لأسباب مشابهة ضد ياسر
وأبو زيد، وبدلاً من الإعتراض عليها ونبذها نراهم يقربونها ويذبون عنها ويقدموها على
منابر الخطابة ويحذرون الحكومة من التعرض لها!
خلاصة القول:
إذا لم تكن العقيدة ضمن أولوياتك فلا تجعلها آخر إهتماماتك..
واحذر أن تكون من رياجيل ولاّدة