2023-03-27

قِلّةْ فهم

قبل أن تحاول فهم السياسة، يجب أن تفهم الحياة.

غالبية الشعوب، الخليجية، والعربية، والآسيوية، وكثير من شعوب دول الغرب، اللي عندهم معلومة عن الكويت، لديها فكرة عامة، حول مستوىٰ معيشة الفرد الكويتي، وجودة الحياة، وأن هذه البقعة من الأرض، هي الأفضل، لاجتماع مسببات السعادة فيها، لكن الكويتي -منفرداً- يرىٰ عكس ذلك تماماً، لأنه يعاني من إشكالية في الفهم الصحيح للحياة؛ فغالب ربعنا، يعتقدون أن السياسة هي الحياة!، وأن مجلس الأمة ترياق الحياة!، وأن النائب السابق هو سفير السعادة في هذه الحياة!، وبما أن أوضاع السياسة الداخلية، في حالة ارتباك دائم، بسبب تجاذبات أهل السياسة، وبسبب التسليم بكل ما يُنشر في تويتر، ويُرسل في قروبات الواتساب، فقد انعكس ذلك، على نفسية قليل الفهم، فظن أن الوضع سيِّء جداً، وأن الحياة زفت، رغم أن الواقع الذي يعيشه، يُكذّب الشعور الذي يعتقده، ويناقض حديث مجلسه، الروتيني، الذي يجلب الهم، ويقتل المتعة.

صديقي قليل الفهم، أُخرج من دائرة الزفت، التي رسمتها حول نفسك، حاول أن تفهم الحياة، واستمتع بها، لا تجعل النواقص تنغّص عيشتك، انظر للدنيا بعين الرضىٰ، لا تنظر لها بعين النواب، وحسابات تويتر، وحاول تواجه نفسك، وتقنعها بأمرين؛ أنك ما تفهم في السياسة، وأنك فاهم الدنيا غلط!، ترىٰ الجهل في السياسة مهو عيب، لكن العيب، أن يتجاوز عمرك الـ40، وأنت ما فهمت الحياة.

يا صديقي، عندما ينحصر فهمك، وإدراكك في حدود ما ترى وتسمع فقط، فأنت تعاني من قلة موارد الفهم.

*

خلاصة القول:

اللي يفهم الحياة، يزهد في السياسة!


.

2023-03-15

الأغلبية ما تفهم

أكثر الناس؛ "غافلون، يجهلون، مشركون، فاسقون، لا يعقلون، لا يفقهون، لا يعلمون، لا يؤمنون، لا يسمعون، لا يشكرون"، آيات في القرآن وصفت الأكثرية، بأوصاف مذمومة، شرعاً، وعقلاً، تكشف واقع البشر، بشكل عام، وحال ربعنا بشكل خاص، فلا تغتر بالأكثرية، والأغلبية، والشعبية!

ليس عليك هداهم، وليس هناك داع أصلاً، أن تجتهد، وتشغل نفسك، وتحاول تصحّي النايم، اتركهم للزمن يصحّيهم.

الأغلبية مثل العجينة، والغافل فيها، مثل حبة ملح، أو سكر، أو بودرة خميرة، أو صفار بيض، أو شعرة رمش خدامة، لكنه امتزج خلاص، وذابت شخصيته، في الخلطة، بمجرد اندماجه، في غوغاء الديموقراطية الزائفة، والمشاركة في المظاهرات، والمسيرات، والثورات، وتسليم نفسه لشعارات الأحزاب، والاعتقاد بتفاهات النواب، والمشي معهم، وخلفهم، فبات من المستحيل استخلاصه، وإعادته إلى طبيعته الأولىٰ، ثم ينتهي به المطاف، أحد مكونات خبزة مأكولة!!

أكل حزب الله خبزة رموز مجلس 2006، لأنهم كانوا يجهلون، وأكل مرزوق خبزة كتلتهم الشعبية في مجلس 2009 لأنهم غافلون، وأكل جابر المبارك خبزة أغلبيتهم في مجلس 2012 لأنهم لا يعقلون، وأكلت حدس خبزة مقاطعتهم في مجلس 2016 لأنهم ما يفهمون، ومن 2016 حتى 2020، تعرمشهم كل فمٍ فاتح، ثم جاء عبيد وأكل الخبزة الأخيرة في تكميلي مجلس 2020، لأنهم ما يسمعون، وأنت معهم في كل المراحل، ماكول، سواء كنت حبة سكر، أو شعرة رمش خدامة.

أخذت عهداً على نفسي، ألا أقدم نصحاً، لمن تجاوز عمره الـ40، لأن غالبية هذه الفئة العمرية، راحت في العجينة، لذا، أقدم نصحي اليوم، فقط، لمن هم في العقد الثالث، وما دون، اسأل الله أن ينير بصيرتهم، ويهديهم سراطه المستقيم، فأقول مستعيناً بالله: إن الديموقراطية كذبة، والأغلبية مجرد عدد، والشعبوية غوغاء، والرموز السياسية أصنام، مصنوعة من تمر، فلا تغتروا بشعارات الأحزاب، ولا تستمعوا لأصحاب الصوت المرتفع من النواب، واعلموا أنه لا يوجد في الكويت شيء اسمه معارضة، دينوا بالولاء للحاكم، قولاً، وفعلاً، وكونوا لحكومتكم أداة بناء، لا معاول هدم، خالفوا أفعال الأغلبية الغافلة، تجنبوا حماقات الأكثرية الجاهلة، لا تشاركوا الشعبوية تجمعاتهم، وفوضويتهم.

لا تحترموا كل أغلبية يستقوي أفرادها بالخارج على حكومة بلدهم، سواء كانت منظمة دولية، أو محكمة أجنبية، أو قناة جزيرة، أو ب ب سِ، أو غيره.

الأحزاب ذات القيادة الخارجية، قنابل موقوتة، ومشاريع خيانة جاهزة، لا يتحالف معها إلا متخاذل، أو غبي، احذروا الأحزاب مرة، واحذروا حلفاءهم الأغبياء 37 مرة.

وأخيراً، تعرّفوا على بعض صفات مكونات العجينة، لكي تتجنبوا الاختلاط بهم: يكرهون حكام الخليج، والعرب بلا استثناء، لا يقبلون من علماء الدين سوىٰ فتاوىٰ زكاة الفطر، والجمع في السفر والمطر، يُجمعون أن القضاء في الكويت فاسد، يعتبرون رجل الأمن أداة قمع في يد السلطة، يطالبون بتطبيق القانون ويخالفونه، غالبيتهم غير منتظمين في أعمالهم، جميع تجاربهم وتحالفاتهم السابقة فاشلة، قراراتهم ارتجالية، تكتيكاتهم غير مدروسة، تصرفاتهم شوارعية، هوجاء، .... يُناقشون بصوتٍ مرتفع، ودايم معصّبين!!

*

خلاصة القول:

‏اللهم اجعلنا ممن قيل فيهم:‏ (وقليلٌ ما هم).


.

2023-03-02

سالم الطويل .. لا يهمّونك

 




الشيخ سالم الطويل، لا يكرهه إلا حزبي عفن، أو جاهل بأمور الشرع، وتحديداً من كان من مخلفات الحراك البائد، جماهير الثورات، أتباع النواب، الذين يصفقون في الندوات، ويركضون في المسيرات.

ما الذي يدفعهم لكراهيته؟ دينه! عقيدته! منهجه! سوء خُلقه! ألفاظه!، لا والله، لا شيء من هذا، إنما صراحته، ووضوحه، ولأنه قال لهم يوماً: أن "لا جهاد في سوريا"، "وأن المظاهرات حرام"، "وأن دعاة الثورات، وقوم الحِراك، ليسوا سوىٰ طُلّاب دنيا، وحُكم، ومال"، ولأنه "أفتىٰ بعدم جواز الخروج على الحاكم"، ولأنه استدل بحديث "وإن جلد ظهرك"، على غير ما يشتهون، ولأنه قال: "حكام الخليج من حيث الدين والعقيدة، خير من أردوغان الذي يحكم بالعلمانية، وأنه صوفي، ليس على عقيدة أهل السنة"، باختصار، لأنهم يعتقدون أنه يحُول بينهم، وبين ما يسعون إليه، من مطامع الدنيا.

شخص واحد، لا يتبع حزبا، ولا ينتمي إلى جمعية، أو جماعة، وقّفهم على رِجِل، لأكثر من 10 سنوات، كشف حزبيتهم، وأسقط رموزهم، وعرّىٰ المبتدعة، ودعاة الضلال، سمّاهم بأسمائهم، ودمغ جباههم، بالحجج، والبراهين.

أشد على الكتيبة لا أبالي .. أحَتْفي كان فيها أم سواها

*


فيصل بن قزار الجاسم، نظن فيه الخير، وهو غير معني بردود أفعال، وعبارات، وتفاعل الجحلّط، الذين فرحوا بتعليقه على الشيخ سالم الطويل، الذي لن يعجزه الرد، وتوضيح الواضحات!!


*

خلاصة القول:

   راموا ضرّاً فنفعوا.

.

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...