في الربع الأخير، من القرن الـ20، كانت كرة القدم هواية كل الشباب في الكويت، فلا يمكن أن تخلو ساحة، أو براحة من ملعب، فالجميع يمارس هذه اللعبة، والكل يبحث فيها عن موضع قدم، حتى اللي ما يعرف يلعب، يشتري كورة علشان يلاعبونه! أو يبدي استعداده ليلعب في أي مركز، حارس، دفاع، أو حتى احتياط، المهم أن يهرب من العزلة، ويدخل مع المجموعة في الجو العام، المسيطر، في تلك الحقبة.
*
الإنسان، الطبيعي، المُدرك، يحدد موقفه من أي قضية، انطلاقاً من مبدأ، ورؤية، ومعرفة تامة بحقيقة، وتفاصيل، وأبعاد تلك القضية، يمضي في طريقه، تسيّره قناعاته، وإن خالفه الجميع، لا يستوحش الطريق لقلّة السالكين، حتى في الهواية، والمزاج، يعيش جوّه.
الإنسان، الطبيعي، البسيط، يتخذ مواقفه من القضايا، تحت تأثير الجو العام من حوله، وانسجاماً مع رأي الأكثرية، فتجده يبدي رأيه، ويتفاعل، ويشارك في الهاشتاق، بطريقة النسخ، واللصق، وفي الليل يجي للدوانية، ويزحف جنبك، وينشدك؛ ي ولد، وش السالفة بالضبط؟ 🤓
الإنسان، الحزبي، الخبيث، ينظر لكل قضية بعين المستثمر، فيتخذ رأيه بناءً على ما تقتضيه مصلحته، ويعمل على تكييف الحدث، وتجييره، للحصول على أي مكاسب ممكنة، لذلك تجد أن هذا النوع من الكائنات، لا بد وأن يقع في المتناقضات، مع مرور الوقت، واختلاف المصالح، وتغيّر الظروف، فلا بد أن تكتشف أن له موقفين، متناقضين، من قضيتين، متماثلتين، وخير مثال؛ نواب، ودكاترة، وكوادر حزب الإخوان، في مواقفهم من القضايا المتشابهة، ما قبل تعديل الدوائر الإنتخابية في 2008، وما بعدها، ومواقفهم من حكّام الدول العربية، ما قبل الثورات، وما بعدها.
وأكثر ما يستثمر فيه الخبثاء، هو الجو العام، والبسطاء.
في أحد النقاشات الطبيعية، قلت لشخص طبيعي، بسيط: ما رأيك في مواقف جمعان في مجلس 2006، وما رأيك في مواقفه بعد تغيّر النظام الإنتخابي، وعدد الدوائر؟ قال: كانت مواقفه سيئة، لكن الرجّال تغيّر، وصار زين 🤓
قلت: ما تغيّر، لكنه تكيّف مع المتغيّرات🚶🏻♂️
هذا البسيط، ضحيّة جو عام، تم استثماره لتحسين صورة سيّئة.
وهل تعلم، أن الجو العام يُصْنع؟
نعم، في كثير من الأحيان، تتم تهيئة ساحة، وبراحة، وملعب، ونجوم، وخلق جو عام، يتم استدراج البسطاء إليه، بطريقة، أو بأخرىٰ، ثم يندمج الجميع لا شعورياً، حتى يخيّل للبسيط، أنه سيكون في عزلة، إن لم يدخل جوّهم هذا، فيسعىٰ للمشاركة، والدخول، بأي وسيلة، حتى لو يشتري لهم ⚽️.
قبل 77 يوماً، دخل كثير من البسطاء في الجو العام لتلميع الناطق الرسمي، حتى أن أحدهم أرسل لي رسالة واتساب، فيها غلو بالمديح، وصور مرفقة بتعليقات ثناء، ومقطع يتمتم فيه الناطق بآيات قرآنية، وهاشتاق #محشوم، وأشياء أخرىٰ، بلا عنوان، ولا مناسبة!
غريبٌ أمرهم!
منذ متى والناطق الحكومي مقدّر، ومحشوم لدىٰ البسطاء؟؟ ومنذ متىٰ يُصدِّق البسطاءُ الناطقَ الرسمي؟ ومنذ متى يُمتدح الناطق، وتُكَذّب الحكومة في نفس الوقت؟ وما الفرق بين ناطق، وناطق؟
الناطق الرسمي؛ متحدّث بلسان الحكومة، يقرأ أخبارها، ويُذيع قرارتها، ويتلو مستجداتها، إن صَدَق الناطق، فالحكومة صادقة، وإن كذبت فهو شريكها.
على كل حال، الذي حدث هو أن أحدًا ما! -من جماعة "إن هبّت رياحك فاغتنمها"-، عمد إلى صناعة جو عام، من خلال استثمار مزاج البسطاء، وارتياحهم من الإجراءات الحكومية، الأخيرة، من أجل تحسين صورة حزب سيئ، وإبراز بعض كوادره، من الصف الثاني، رغم أنها لم تقدم أي شيء يذكر، اللهم إلا أنها قرأت نشرة الأخبار.
*
خلاصة القول:
انتبه.. لا يستثمرونك.
.
*
الإنسان، الطبيعي، المُدرك، يحدد موقفه من أي قضية، انطلاقاً من مبدأ، ورؤية، ومعرفة تامة بحقيقة، وتفاصيل، وأبعاد تلك القضية، يمضي في طريقه، تسيّره قناعاته، وإن خالفه الجميع، لا يستوحش الطريق لقلّة السالكين، حتى في الهواية، والمزاج، يعيش جوّه.
الإنسان، الطبيعي، البسيط، يتخذ مواقفه من القضايا، تحت تأثير الجو العام من حوله، وانسجاماً مع رأي الأكثرية، فتجده يبدي رأيه، ويتفاعل، ويشارك في الهاشتاق، بطريقة النسخ، واللصق، وفي الليل يجي للدوانية، ويزحف جنبك، وينشدك؛ ي ولد، وش السالفة بالضبط؟ 🤓
الإنسان، الحزبي، الخبيث، ينظر لكل قضية بعين المستثمر، فيتخذ رأيه بناءً على ما تقتضيه مصلحته، ويعمل على تكييف الحدث، وتجييره، للحصول على أي مكاسب ممكنة، لذلك تجد أن هذا النوع من الكائنات، لا بد وأن يقع في المتناقضات، مع مرور الوقت، واختلاف المصالح، وتغيّر الظروف، فلا بد أن تكتشف أن له موقفين، متناقضين، من قضيتين، متماثلتين، وخير مثال؛ نواب، ودكاترة، وكوادر حزب الإخوان، في مواقفهم من القضايا المتشابهة، ما قبل تعديل الدوائر الإنتخابية في 2008، وما بعدها، ومواقفهم من حكّام الدول العربية، ما قبل الثورات، وما بعدها.
وأكثر ما يستثمر فيه الخبثاء، هو الجو العام، والبسطاء.
في أحد النقاشات الطبيعية، قلت لشخص طبيعي، بسيط: ما رأيك في مواقف جمعان في مجلس 2006، وما رأيك في مواقفه بعد تغيّر النظام الإنتخابي، وعدد الدوائر؟ قال: كانت مواقفه سيئة، لكن الرجّال تغيّر، وصار زين 🤓
قلت: ما تغيّر، لكنه تكيّف مع المتغيّرات🚶🏻♂️
هذا البسيط، ضحيّة جو عام، تم استثماره لتحسين صورة سيّئة.
وهل تعلم، أن الجو العام يُصْنع؟
نعم، في كثير من الأحيان، تتم تهيئة ساحة، وبراحة، وملعب، ونجوم، وخلق جو عام، يتم استدراج البسطاء إليه، بطريقة، أو بأخرىٰ، ثم يندمج الجميع لا شعورياً، حتى يخيّل للبسيط، أنه سيكون في عزلة، إن لم يدخل جوّهم هذا، فيسعىٰ للمشاركة، والدخول، بأي وسيلة، حتى لو يشتري لهم ⚽️.
قبل 77 يوماً، دخل كثير من البسطاء في الجو العام لتلميع الناطق الرسمي، حتى أن أحدهم أرسل لي رسالة واتساب، فيها غلو بالمديح، وصور مرفقة بتعليقات ثناء، ومقطع يتمتم فيه الناطق بآيات قرآنية، وهاشتاق #محشوم، وأشياء أخرىٰ، بلا عنوان، ولا مناسبة!
غريبٌ أمرهم!
منذ متى والناطق الحكومي مقدّر، ومحشوم لدىٰ البسطاء؟؟ ومنذ متىٰ يُصدِّق البسطاءُ الناطقَ الرسمي؟ ومنذ متى يُمتدح الناطق، وتُكَذّب الحكومة في نفس الوقت؟ وما الفرق بين ناطق، وناطق؟
الناطق الرسمي؛ متحدّث بلسان الحكومة، يقرأ أخبارها، ويُذيع قرارتها، ويتلو مستجداتها، إن صَدَق الناطق، فالحكومة صادقة، وإن كذبت فهو شريكها.
على كل حال، الذي حدث هو أن أحدًا ما! -من جماعة "إن هبّت رياحك فاغتنمها"-، عمد إلى صناعة جو عام، من خلال استثمار مزاج البسطاء، وارتياحهم من الإجراءات الحكومية، الأخيرة، من أجل تحسين صورة حزب سيئ، وإبراز بعض كوادره، من الصف الثاني، رغم أنها لم تقدم أي شيء يذكر، اللهم إلا أنها قرأت نشرة الأخبار.
*
خلاصة القول:
انتبه.. لا يستثمرونك.
.