2020-06-25

عِيش جَوّكْ

في الربع الأخير، من القرن الـ20، كانت كرة القدم هواية كل الشباب في الكويت، فلا يمكن أن تخلو ساحة، أو براحة من ملعب، فالجميع يمارس هذه اللعبة، والكل يبحث فيها عن موضع قدم، حتى اللي ما يعرف يلعب، يشتري كورة علشان يلاعبونه! أو يبدي استعداده ليلعب في أي مركز، حارس، دفاع، أو حتى احتياط، المهم أن يهرب من العزلة، ويدخل مع المجموعة في الجو العام، المسيطر، في تلك الحقبة.
*


الإنسان، الطبيعي، المُدرك، يحدد موقفه من أي قضية، انطلاقاً من مبدأ، ورؤية، ومعرفة تامة بحقيقة، وتفاصيل، وأبعاد تلك القضية، يمضي في طريقه، تسيّره قناعاته، وإن خالفه الجميع، لا يستوحش الطريق لقلّة السالكين، حتى في الهواية، والمزاج، يعيش جوّه.

الإنسان، الطبيعي، البسيط، يتخذ مواقفه من القضايا، تحت تأثير الجو العام من حوله، وانسجاماً مع رأي الأكثرية، فتجده يبدي رأيه، ويتفاعل، ويشارك في الهاشتاق، بطريقة النسخ، واللصق، وفي الليل يجي للدوانية، ويزحف جنبك، وينشدك؛ ي ولد، وش السالفة بالضبط؟ 🤓

الإنسان، الحزبي، الخبيث، ينظر لكل قضية بعين المستثمر، فيتخذ رأيه بناءً على ما تقتضيه مصلحته، ويعمل على تكييف الحدث، وتجييره، للحصول على أي مكاسب ممكنة، لذلك تجد أن هذا النوع من الكائنات، لا بد وأن يقع في المتناقضات، مع مرور الوقت، واختلاف المصالح، وتغيّر الظروف، فلا بد أن تكتشف أن له موقفين، متناقضين، من قضيتين، متماثلتين، وخير مثال؛ نواب، ودكاترة، وكوادر حزب الإخوان، في مواقفهم من القضايا المتشابهة، ما قبل تعديل الدوائر الإنتخابية في 2008، وما بعدها، ومواقفهم من حكّام الدول العربية، ما قبل الثورات، وما بعدها.

وأكثر ما يستثمر فيه الخبثاء، هو الجو العام، والبسطاء.

في أحد النقاشات الطبيعية، قلت لشخص طبيعي، بسيط: ما رأيك في مواقف جمعان في مجلس 2006، وما رأيك في مواقفه بعد تغيّر النظام الإنتخابي، وعدد الدوائر؟ قال: كانت مواقفه سيئة، لكن الرجّال تغيّر، وصار زين 🤓
قلت: ما تغيّر، لكنه تكيّف مع المتغيّرات🚶🏻‍♂️
هذا البسيط، ضحيّة جو عام، تم استثماره لتحسين صورة سيّئة.

وهل تعلم، أن الجو العام يُصْنع؟
نعم، في كثير من الأحيان، تتم تهيئة ساحة، وبراحة، وملعب، ونجوم، وخلق جو عام، يتم استدراج البسطاء إليه، بطريقة، أو بأخرىٰ، ثم يندمج الجميع لا شعورياً، حتى يخيّل للبسيط، أنه سيكون في عزلة، إن لم يدخل جوّهم هذا، فيسعىٰ للمشاركة، والدخول، بأي وسيلة، حتى لو يشتري لهم ⚽️.

قبل 77 يوماً، دخل كثير من البسطاء في الجو العام لتلميع الناطق الرسمي، حتى أن أحدهم أرسل لي رسالة واتساب، فيها غلو بالمديح، وصور مرفقة بتعليقات ثناء، ومقطع يتمتم فيه الناطق بآيات قرآنية، وهاشتاق #محشوم، وأشياء أخرىٰ، بلا عنوان، ولا مناسبة!

غريبٌ أمرهم!
منذ متى والناطق الحكومي مقدّر، ومحشوم لدىٰ البسطاء؟؟ ومنذ متىٰ يُصدِّق البسطاءُ الناطقَ الرسمي؟ ومنذ متى يُمتدح الناطق، وتُكَذّب الحكومة في نفس الوقت؟ وما الفرق بين ناطق، وناطق؟

الناطق الرسمي؛ متحدّث بلسان الحكومة، يقرأ أخبارها، ويُذيع قرارتها، ويتلو مستجداتها، إن صَدَق الناطق، فالحكومة صادقة، وإن كذبت فهو شريكها.

على كل حال، الذي حدث هو أن أحدًا ما! -من جماعة "إن هبّت رياحك فاغتنمها"-، عمد إلى صناعة جو عام، من خلال استثمار مزاج البسطاء، وارتياحهم من الإجراءات الحكومية، الأخيرة، من أجل تحسين صورة حزب سيئ، وإبراز بعض كوادره، من الصف الثاني، رغم أنها لم تقدم أي شيء يذكر، اللهم إلا أنها قرأت نشرة الأخبار.


*
خلاصة القول:
انتبه.. لا يستثمرونك.

.

2020-06-22

سعد ذُبابة

ثيران مصر، حينما نجحت ثورتهم، بدعمٍ من أوباما، وهيلاري، وسقطت حكومة حسني مبارك، ثم آلت الأمور إلى حزب الاخوان، وتمكنوا من السلطة، أطلقوا مصطلح "الفلول" على كل موظفي الدولة من وزراء، ووكلاء، ومدراء، وقياديين، وقضاة، ومحافظين، وشركاء ثورة، وعلى كل من أرادوا تنحيته، وإقصاءه، والتخلّص منه، للتفرّد في السلطة.
والفلول تعني: الجماعات المتفرقة، المنهزمة من الجيش، بعد نهاية المعركة.

كوادر حزب الإخوان الكويتي، وأتباعهم من هوامش الحِراك -اللي مو فاهمين ٣ أرباع الموضوع-، عندما انتشوا بنتائج الثورات، وعلا كعبهم في شارع المظاهرات، وظنوا أنهم الصوت الأعلىٰ، نعتوا كل من خالف حِراكهم، بـ"الإنبطاحي"، لإرهابه فكرياً، وعزله اجتماعياً، وتحييده سياسياً، لتخلو لهم الساحة، ويمضوا إلى مبتغاهم.
والإنبطاح؛ فعلٌ قبيح، مشتق من عمل قوم لوط.

الفريقان أعلاه، بعدما دارت الدائرة عليهم، وتم تجريدهم من سلطاتهم، وتنظيف الميادين منهم، وضعف تأثيرهم في الشارع، وأصبحوا هم "فلول"، انحصر تواجدهم في ساحة تويتر فقط، فعملوا على إعادة ترتيب أوضاعهم، بخطط بديلة، فتمركزوا، وتمحوروا، وبدّلوا جلودهم، واشتغلوا على تضليل الهوامش، والبسطاء، والغافلين.
والتّمحْور؛ الإلتفاف، والدوران حول الشيء.

لكن الساحة لم تُخلىٰ لهم، فطيور شلوىٰ كانوا لهم بالمرصاد، يزاحمونهم، ويكشفون ألاعيبهم، ويفضحون كذبهم، وتدليسهم، وينزعون أقنعتهم، مما أزعج كباتن الفريقين أعلاه، وأربك خططهم، فضاق فضاء تويتر بقناة الجزيرة القطرية، ووكالة الأناضول التركية، وبالثيران العربية، والكوادر الاخوانية، فاستحدثوا -كعادتهم- مصطلحاً، قذراً، جديداً، بعنوان "الذباب الإلكتروني"، ينعتون به كل صاحب دليل، وحجة يعجزون عن الرد عليه، ثم جاءت الهوامش تدربي راسها خلفهم، وتردد؛ ذباب إلكتروني!
والذبابة؛ حشرة صغيرة تألف القذارة.

الذين يتداولون هذه المصطلحات الإقصائية، والألفاظ البذيئة، ينقسمون إلى فئتين؛ فئة تعلم معناها، تتعمد إطلاقها، وتسعىٰ لتحقيق هدف من خلال رواجها في المجتمع، والفئة الثانية عبارة عن شلّة كَمّـوج، تردد، ولا تفهم.

هذه المصطلحات، وهذه الألفاظ لم تأتِ صدفة، من سُباب وكيح، أو قَطّةْ ظريف، إنما يتم صُنعها، ونشرها، وترويجها، بشكل مدروس، وامدرّس، مكتوب، ومنقول من السبّورة👌🏽.
والسبّورة؛ لوح يكتب عليه المدرسون توجيهاتهم، فينسخها الأتباع في تويتر.

يقول مرشدهم الأول: "من لحق بنا فهو مسلم، ومن وقف ضدنا فقد حكم على نفسه بالكفر".
من هنا إنطلقت قاعدة الإقصاء إلى اللّانهائيّة وما بعدها، فأنت فلول، وانبطاحي، وذبابة، إذا لم تتبع منهجهم، وتنقاد لهم، وتدعم قضيتهم، وتساند مظاهراتهم، أو حتى مجرد أن تخالف رأيهم.

هاا وسلامتكم، وتعيشون، فقط حبيّت أوضح لكم كيف يشتغلون 😉، ومن قال بالناس، قالوا به.


*
خلاصة القول:
عزّي لحال الهوامش، ما يدرون.



.

2020-06-18

الغنـاوشـهْ

قبل سُنيّات، تم الإعلان -رسمياً- عن زيارة الرئيس السيسي للكويت، فتجمهرت كوادر حزب الإخوان، معهم هوامش فلول الحِراك، في هاشتاق (لا هلا ولا مرحبا بالسيسي)، فثار غبار ميدان تويتر، بسبب كثرة التفحيط، وكَثُر الصياح، وزاد النياح، مع أن السيسي ما ضر الكويت بشيء، ورغم أنه حليف استراتيجي لدولتنا، ورغم أنه ضيف صاحب السمو، لكن المفحّطين ما يستحون.

قبل أمس، انتشر خبر -غير رسمي- عن دعوة رئيس البرلمان الكويتي، لرئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي -رئيس حزب الإخوان التونسي- لزيارة لكويت، فاستهجن هذه الزيارة كل مواطن، كويتي يعلم حقيقة مواقف الغنوشي المخزية، والمعادية لدولة الكويت، واستحضر المستهجنون دعم راشد الغنوشي لصدّام، وتأييده للغزو العراقي للكويت، وتصريحاته المسيئة لحكامنا، فعبّروا عن ذلك بهاشتاق (لا هلا ولا مرحبا بالغنوشي)، فثار عسام ميدان تويتر، إثر دخول مفاجىء، عنيف لسعد مرزوق، وبعض أصدقائه المفحّطين، المنزعجين من ردة فعل إخوانهم الكويتيين، الطبيعية!!، فشنوا هجوماً مضاداً، مدافعين فيه عن غنوّشهم، بحجة أنه ضيف الكويت! وأنه من مخرجات الصناديق! والديموقراطية!، وأنه من ريحة الثورات، وربيعهم العربي!، مبررين، ومبربرين بهرجٍ كثير ما له خانة.

هَيْهَيـــهْ هَيْهَيـــهْ، الآن فقط عرف سعد مرزوق أن الضيف له احترام، وتقدير!
والسيسي، ألم يكن ضيفاً يا ولد غنوّش؟؟!
إذا كان الغنوشي ضيف مرزوق، فالسيسي ضيف سمو الأمير، يا غبي.

ثم، ماذا يعني أن يكون الغنوشي خرّيج صناديق، وإفراز ديموقراطية؟ أتعتبرها ميزة!
هل الديموقراطية إسلامٌ بعد كفر؟
وهل تجُبْ الديموقراطية، والصناديق ما قبلها من كراهية، وتآمر، وعداء، ودعم أعداء؟؟

الغنوشي من مخرجات الخريف العربي، والثورات رائحتها البارود، والبراميل المتفجرة، والجثث المتعفنة، ودولتنا كان لها موقف معلن، رافض للثورات، والخراب، والفوضىٰ.

سعد 📣.. هل أنت تونسي؟ لا
سعد 📣.. هل أنت من الغناوشة؟ لا
سعد 📣.. أنت تابع لحزب الاخوان؟ لا
سعد 📣.. أنت مؤيد لمواقف الغنوشي من الغزو؟ لا
طيّب، علامك تقمّز من منشن لمنشن، وتناشب أبناء بلدك لأجل الغنوشي؟، فقط لأنهم عاملوه بما يستحق، جراء مواقفه المخزية تجاه الوطن ؟؟!

اللي ناسي، نذكّره، والجاهل، نعلّمه، والنايم، نصحّيه، والحق أبلج، قل خيرا، أو اسكت، يا سعد.


*
خلاصة القول:
بعض العرب ما فيهم احميّا.


.


.

2020-06-16

الدولة لها رْجالٍ تسنّعها

أفضل توقيت لنقاش أي قضية، هو حينما لا تكون هذه القضية "حديث الساعة"، وتكون بعيدة عن الساحة السياسية، وغير مثارة من قبل الإعلام، ومصروف عنها النظر من قِبل دبيّجة تويتر، وحكواتية سناب، حينها يمكن تناولها، وتفكيكها، وفهمها بشكل واضح.

بالأمس، شاهدت مقطعاً قديماً لنواب مجلس أمة سابقين -اثنين منهم ما زالا-، في تجمع أمام سفارة روسيا، احتجوا فيه على دور الروس في سوريا، مطالبين بطرد السفير من الكويت، بعد أن وجّهوا إليه خطاباً شديد اللهجة، بعنوان؛ رسالتي إليك: (تفو عليك)!، صفّقت على أثره الجماهير، وكركرت كثيراً.

أتذكر أنني علقت على تلك المطالبات الحماسية، غير المدرك أصحابها لأبعاد، ومفهوم العلاقات الدولية، معتبراً أن غالبية نواب مجلس الأمة لا يفقهون في السياسة، لا كثير، ولا قليل، ولا يفهمون كيف تدار الدول.

والأمر هنا لا يتعلق فقط بأولئك النواب الذين يعملون بعقليّة المرشّح، ويتذللون لصوت الناخب بكل وسيلة متاحة، إنما يشمل كل من يتعاطىٰ السياسة، من النخب، والأحزاب، وعُرفاء الندوات، واللي يوقّفون خلفهم، على طريقة ابراهيم الفريّان، والفئة الأخيرة هي ذاتها التي تبنّت حملة دعم المنتجات التركية، نكاية في بوتين الكافر!، إثر نكبة إسقاط الطائرة الروسية، والتي اعتذر عنها أردوغان -لاحقاً-، وزج بالطيّار التركي الذي أسقطها في السجن، بتهمة السعي لتخريب العلاقات التركية الروسية، والتي استمرت، وازدادت توثيقاً، وتفاهماً، خصوصاً فيما يخص سوريا!!.

المهم، هناك فرق بين إدارة دولة، وبين إدارة حملة انتخابية، وهناك فرق بين معايير العلاقات الدولية، وبين معايير تحالفات المرشحين، وتكتيك توزيع الـ ٤ أصوات، وهناك فرق بين فن الممكن، وبين فن الشيلات، وهناك فرق بين الحكيم الذي يُخضع الأمور لميزان المصلحة العامة، وبين المتحمس الذي تُحركه العاطفة.

من الجيد أن هؤلاء فشلوا في الوصول للسلطة، وأنهم بعيدون عن التأثير في القرار، وإلا لكنا قاطعنا روسيا بسبب أحداث سوريا، ولقاطعنا الصين تعاطفاً مع قضية الأيغور، ولقاطعنا بورما تضامناً مع الروهنجا، ولقاطعنا فرنسا لتدخلها في مالي، ولقاطعنا تركيا لأنها تقتل أحفاد صلاح الدين، ولقاطعنا مصر لأنهم يكرهون السيسي، ولقاطعنا الإمارات لأن عندهم مشكلة مع محمد بن زايد، ولقاطعنا الدنمارك، وأمريكا، ولاستمرت مقاطعتنا للعراق، وللأردن، وللسودان، ولليمن، وللجزائر، .. ثم نقعد لحالنا🚶🏻‍♂️.

لذلك يا إخوان، من أجل الكويت، نرجو من الجميع، البقاء في دائرة الإنتخابات المحلية، وتكتيكاتها، والقضايا الداخلية، وإرهاصاتها، التركيبة السكانية، والمشكلة الإسكانية، والصحية، واصلاح النظام التعليمي، ومحاربة الفساد الإداري، وما إلى ذلك، واتركوا عنكم إدارة العلاقات الخارجية للي مرسّيها على بر الأمان طوال هذه السنين!

*
خلاصة القول:
الحماس يُعطّل العقل.
.

2020-06-06

تحيا مصر

لو كان السائح الكويتي مقتنعاً فعلاً، بما يُروَّج من سوء عن مصر وأهلها، لما امتلأت قوائم السفر، والحجوزات، والإنتظار بالكويتيين، في العطل، والإجازات، باتجاه القاهرة.

لو كان المستهلك الكويتي مقتنعاً فعلاً، بما تروّجه كوادر حزب الإخوان عن فساد، وعدم صلاحية خضرة، وفاكهة مصر، لعزف عن شرائها، ولتوقف تدفق آلاف الأطنان من المنتجات المصرية، والتي يتم توريدها بشكل يومي عبر الموانئ الكويتية.

لو كان التاجر الكويتي مقتنعاً فعلاً، بما يُروّجه سعد مرزوق عن رداءة المنتج، والصناعة المصرية، لما استثمر أمواله فيها، ولبحث عن بديلٍ أجود، وأجدىٰ بالربح.

لو كان المحامي الكويتي مقتنعاً فعلاً، بما يروّجه صديقه اللي ما عنده مكتب، عن قِل فهامية المستشار المصري، لما استعان به لإدارة مكتبه.

لو كان الطبيب الكويتي مقتنعاً فعلاً، بعدم كفاءة الطبيب المصري، لما اعتمد عليه في مداواة مرضاه، في عيادته الخاصة، ومستشفاه.

 لو كانت مجالس إدارات الجمعيات التعاونية لا تثق في الموظف المصري، لما عيّنته محاسباً، وأميناً على أموال المساهمين.

والمصانع، وأصحاب المكاتب الهندسية، وورش النجارة، ومقاولو البناء، وهكذا، في كل نشاط، وفي كل مجال، والأمثلة لا تنتهي.

وعليه، فإما أننا نروّج كذباً، أو مبالغةً، وإما أننا نغش أنفسنا، فنقبل التعاون مع السيئ، ونتعامل مع النصّاب، ونستورد الرديء، وهذا يعني أن حواضن الفساد، منّا، وفينا.

أيها الناس، أيها الناس.. هل تعلمون أن أكثر الكويتيين المتذمرين اليوم من مصر، كانوا يحييون مصر 🇪🇬✋🏼✌🏼، ويحبون أهل مصر، ويروّجون لسياحة مصر، ويدعمون جنيه مصر، ويشترون منتجات مصر، ويحثون على الإستثمار في مصر، في الفترة من 24 يونيو 2012 حتى 30 يونيو 2013؟؟ ثم اتضح أنه؛
 ما حُب الديار شغفن قلوبهم
ولكن حب من حَكَم الديارا  🤔 !!

عموماً، نلفت الإنتباه هنا، إلى أن علاقة الكويت بمصر، أكبر من أن تستوعبها بعض العقول القاصرة، التي جهلت سبب رمي الكويت بكل ثقلها، دعماً للجيش المصري في 3 يوليو 2013.
*

أرسل أحد الحكماء ثلاثة من أبنائه إلى مصر، بعد أن زود كلا منهم براحلة 🐪، ومتاع، وما يكفيه من المال، وأوصاهم أن يتفرقوا عند الوصول، ولا يلتقوا إلا عنده، بعد مدة قدّرها لهم، فكان ذلك.

عند عودتهم في الوقت المحدد، سأل الأول، كيف رأيت مصر، وأهل مصر؟ فقال:
بلد علمٍ، وعلماء، ومساجد، وعبادة، وقد أمضيت جل وقتي في حلقات العلم، ومجالسة المشايخ، وجئت بحمولة جمل 🐪 من الكتب النافعة.

والتفت إلى الثاني وسأله ذات السؤال، فقال:
أهل تجارة، وبيع، وشراء، فيها أسواق كبيرة، ومحلات كثيرة، وقد تعرّفت على تجارها، واشتريت منهم بضائع مربحة، من القطن، والجلود، والأقمشة.

ثم سأل الثالث: وأنت؟ فقال:
أهل مصر، أهل فرح، ومرح، وضحك، وغناء، ينامون النهار، ويسهرون الليل، يحبون البقشيش، ويمتهنون النصب، ولا تأمن على مالك من النشل.

ابتسم والدهم الحكيم 😄، وقال:
كلٌّ وجَدَ ما ذهَبَ إليه!


*
خلاصة القول:
    الشعب المصري مثل غيره، فيه، وفيه.

.

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...