2015-08-26

المقاطعة .. هبّه وتعدّي

المقاطعة ثقافة، إذا كان الشعب لا يتمتع بها فمن المؤكد أنه لن ينجح في تطبيق شيء منها على المدى البعيد!
يبتهج البعض بما يعتقد أنه نجاح حملة مقاطعة بانخفاض سريع في أسعار الأسماك، مؤملاً نفسه باستمرار أسلوب المقاطعة وتطبيقه على سلع أخرى، وقد غاب عن ذهنه أن هذا النجاح متعلق فقط بطبيعة السمك التي تختلف عن أي سلعة أخرى، من حيث قابليتها للتلف السريع، ومحدودية أسواق السمك.
أنت تنجح مع السمك لأنه يخيس بسرعة!
وليس كل ما "يخيس بسرعة" تنجح معه المقاطعة، فالخضروات سريعة التلف لكنها سلعة أساسية لا يُستغنى عنها، وسوقها كبير، و99% من الشعب ما يطيع فيها!
أنت تنجح مع السمك لأنه سلعة ثانوية بالنسبة لك، وربما تكون غير مدرجة في سلتك الغذائية أصلاً.
وأنت تفشل مع السلع طويلة المدى لأنها لا تخيس، ولأنك تمل بسرعة!
جرّب أن تقاطع اللحم، أو الألبان، أو المنتجات الدنماركية، أو المنتجات الإيرانية! أو أمريكانا، أو KDD، أو سيارات الـ BMW، أو ستاربكس، أو الوطنية للإتصالات.
جرّب مقاطعة مطاعم الوجبات السريعة!
لن تستطيع لأنك لا تملك ثقافة المقاطعة، ولأن مقاطعتك ليست سوى ردة فعل، ولأنك قريّب مدى، ولأنك مجرد مشارك في هاشتاق، وقد شهدنا تجارب ومحاولات سابقة ماتت خلال أقل من أسبوع بتوقف صاحب الهاشتاق عن الهشتقة، أو لأن صاحبها اشتهى ياكل سمك.
منذ عام 2010 شهدتُ وتابعت شخصياً أكثر من 8 حملات مقاطعة للأسماك تحت هاشتاق #خلوها_تخيس.
هل استمرت أو أثمرت عن شيء؟
على مدى 5 سنوات تابعت تقريباً كل هاشتاقات المقاطعة الفاشلة التي لم يستمر منها شيء لأكثر من أسبوع، يعود بعدها المواطن للتعامل مع السلع المُحارَبة وكأن شيئا لم يكن، رغم عدم انتفاء سبب المقاطعة، حتى أن بعضهم جاءت عودته مزدوجة! فاشترى "سمك إيراني" وبسعر غال!!
لن ينجح الشعب الكويتي بمقاطعات الهبّة، ما دام يرفع شعارات مقرفة للمقاطعة مثل (خلها تخيس، وخله يعفّن)!!
لن ينجح الشعب بأي مشروع مقاطعة إلا اذا إمتلك الفرد ثقافة المقاطعة، يعني لازم تكون "ثقافتك منك وفيك".
وأن يصبح لديك مبدأ للمقاطعة تطبقه في حياتك تجاه كل ما يتعارض معه.
وأن تحمي نفسك وعائلتك ولا تنتظر هاشتاق، وحملات تعلمك متى وماذا تقاطع.
*
نحتاج إلى وقت طويل للوصول إلى ثقافة المقاطعة، والوعي الإستهلاكي، وحتى ذلك الحين فليس أمامنا إلا الطلب من إتحاد الجمعيات، ومجالس إدارات الجمعيات التعاونية بالضغط على التاجر، ومقاطعة بضاعته مرتفعة السعر، وإلزامه بتخفيض أسعار المواد الإستهلاكية، فالتاجر المورّد لا يرغم أنفه إلا التاجر المستورد.
خلاصة القول:
المقاطعة ثقافةٌ لا تخيس.
،

2015-08-15

الأحزاب تاكل تراب

عندما يتعلق الأمر بأمن الوطن، فلا يمكن أن تتفاعل مع الحدث إلا من خلال زاوية فقط، لكن هناك من دأب على حشر قضيته، ومحاولة تصفية حساباته، مستغلاً أي حدث، وإن كان ذلك على حساب الوطن وأمنه.
*
أوضح من هـ القضية ما رأت عيني! لكن أبو سعد وربعه على نهجهم سائرون، يخلطون الأوراق، ويمرّسون السوالف، حتى أنك لا تدري ما حقيقة موقفهم، أغضباً لأجل الوطن، أم إنتهاز فرصة لإنتقام من خصم؟!
*
ترسانة أسلحة، وخلية إرهابية تنوي الضرر بالوطن وأهله، وهذا يحشر داعش في تغريدته، وذلك يطالب بالمصالحة الوطنية في النصف الثاني من تصريحه عن الخلية، وثالث يتحدث عن الجناسي، وآخر يتهم الحكومة بالتخاذل! وحالات كثيرة تشّرق وتغرّب بعيداً عن القضية الأهم والأخطر.
*
تفاعلاً مع خبر إلقاء القبض على الخلية الإرهابية التابعة لتنظيم حزب اللات، كتب أحدهم تغريدة مفادها "في مثل هذه الظروف نحتاج مجلس برئاسة أحمد السعدون"!
لا يا شيخ!! بالله اشرح لنا هـ التغريدة!
يا أبو تغريدة / عندما كان أحمد السعدون رئيساً لمجلس الأمة شكّل تكتلاً برلمانياً يضم أعضاءً في حزب اللات الكويتي، ولا أظن سياسياً بحجمه، وبعدد سنين عمره كان يجهل إنتماء زملاء كتلته لتنظيم ذلك الحزب، وقد ثبت ذلك بحادثة تأبين أحد قيادات الحزب.
اعلم يا أبو تغريدة أن السعدون ومسلم والطبطبائي والدلال ومرزوق وحاكم وساجد وغيرهم من أهل المصالح السياسية، والأجندات الحزبية، والحسبات الإنتخابية، كانوا يدعمون حزب اللات اللبناني بتصريحاتهم، ومقالاتهم، وحضور مهرجاناتهم، وكانوا يسبغون على حسن نصر لقب البطل، والمجاهد!!
واعلم أيضاً أن السعدون شكل إئتلافاً مع حزب الإخوان الكويتي الذي يدين بالولاء للمرشد، والتبعية فكرياً وتنظيمياً للحزب.
يا أبو تغريدة / في مثل هذه الظروف لسنا بحاجة لرئيس كـ أحمد السعدون، بل أننا لا نحتاج لمجلس الأمة بمن فيه.
ما نحتاجه هو الإلتفاف حول قيادتنا، ومؤازرة رجال الأمن، والعمل بمبدأ "كل مواطن خفير".
الحكومة بحاجة اليوم لمن يعينها، ويساندها، لا من يقاطعها، ويحاربها، ويتخصص في تصيّد أخطائها، وتتبع عثراتها، وتعداد زلاتها، والشماتة بسقطاتها.
يا أبو تغريدة / من يعتقد أنه يستطيع خدمة الوطن من خلال تواجده في الساحة السياسية فليتواجد بها، ولا يبخل على وطنه بعزل وإقصاء نفسه عن المشهد.
يا أبو تغريدة / ستحميك الدولة، وستتكفل الحكومة بحسب إمكانياتها بالتصدي للأخطار الخارجية، وتأمين الجبهة الداخلية، فقط كن داعماً لها، ومعيناً، وخفيراً.
يا أبو التغريدة / المواطنة ليست مجرد سكن، واستيطان، وتنعم بخيرات بلد / المواطنة شعور بالإنتماء، وولاء، وأداء واجبات / فكن مواطناً صالحاً.
أيها المواطن / من يبيع وطنه للأحزاب، يبشر بالخراب
*
خلاصة القول:
ما يذبح الرجّال ضِدٍّ من بعيد
 الموت وإن جت ضدته من سنيده
.

2015-08-10

لا صار ما لك من ذراعك نَجْدَهْ

البنك المركزي لم يقم بدوره الرقابي تجاه البنوك الربوية، وهو المسؤول الأول عن إطلاق يد المصرفيّين الربويين في إستغلال واستدراج واستغفال المواطن غير المُدرك، من خلال توريطه بقروض كبيرة ذات فوائد تراكمية تبدأ ولا تنتهي.
هذا الموضوع منتهين منه، ومتفقين عليه، والسؤال هو: أنت ليه ما تحمي نفسك يا مال الشحم؟
إحم نفسك بدلاً من أن تنتظر الحماية من حكومة أنت لا تثق فيها أصلاً! وتتهمها بالفساد! ولديك قناعة بشراكتها مع التاجر الجشع الذي يتعامل مع الزباين وفق قاعدة:
"جلدٍ مهو جلدك، على الشّوك جِرّه".
سلمت نفسك للبنك دون تفكّر ولم تراعِ دينك ولا دنياك.
لم ترهبك آيات القرآن في تحريم الربا وما جاء في عقوبة متعاطيه في الآخرة، ولم تنهك أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في التحذير من أكل الربا، ولم تراعِ صالحك، وظروفك، ومستقبلك، وسمحت للغول أن يغتالك، ومن أجل ماذا؟
لأجل أن تسافر! أو أن تشتري مرسيدس جديدة! أو بهدف دخول تجارة وشراء أسهم!
كل مقترض ربوي يتذرع بالحاجة والظروف، وفي الحقيقة أن غالبهم لا ظروف ولا حاجة!
الوكاد يا إخوة أن المواطن الكويتي عدو نفسه.
وكلما زاد الخير في يده ومن حوله، كلما زادت إلتزاماته، وكمالياته! وأقساطه!
والقضية ليست مقتصرة على الإقتراض والبنوك الربوية وموقف البنك المركزي منها، إنما أتيت بهذا الموضوع كمثال لقضايا كثيرة تهمل فيها الحكومة حماية المواطن بتقاعسها عن تفعيل القوانين الرادعة لتجار الجشع، وأيضاً كمثال لسذاجة المواطن وافتقاره لثقافة حماية النفس.
*
خلاصة القول:
لا صار ما لك من ذراعك نَجْدَهْ
شربك على يدين الرجال هماج
.

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...