رئيس
الوزراء التركي طيب أردوغان اتخذ موقفه الأخير لأن إسرائيل قتلت مواطنين أتراكا،
وموقفه هذا ردة فعل طبيعية لا علاقة لها بالإسلام ولا بالعرب ولا بغزة فلسطين؟
تركيا اعترفت بالكيان الصهيوني وإسرائيل كدولة منذ عام 1949! وهي تعتبر دولة صديقة
ومقربة جداً من إسرائيل بحكم وجود سفارة تركية في تل أبيب وسفارة إسرائيلية في
أنقرة. كما أن تركيا دولة داعمة رئيسية للاقتصاد الإسرائيلي فهي تستقبل ما قيمتة 3
مليارات دولار من البضائع الإسرائيلية، فيما بلغت الصادرات العسكرية الإسرائيلية
إلى تركيا حوالي 2. 5 مليارات دولار. وعلى مستوى السياحة تستقبل تركيا 80 ألف
سائح إسرائيلي كل عام! ومن أوثق عرى الصداقة بين أي بلدين الاشتراك في مناورة
عسكرية بالذخيرة الحية!
خلاصة القول: الطيب هو من يعتقد أن أردوغان طيب
هذه
هي الصداقة الحقيقية، فهل يستحق صديق إسرائيل أن نصفه بالطيب أو البطل؟ إلى متى
ونحن نردد ما تذيعه المحطات الفضائية وأبواقها، فإن قالوا أردوغان بطل قلنا بطل.
ماذا
فعل أردوغان لينال ذلك الوسام وهل يستحق أن تفرد له صحفنا صفحاتها الأولى وتتغنى
ببطولة وهمية بمجرد تصريحه بأن العلاقات مع إسرائيل لن تعود كسابق عهدها. ستعود،
وتعود، وتعود، لأن ما يردده أردوغان كلام لن يعقبه قرار، (يعني بس بالكلام).
هل
تعتقدون أنه سيضحي بتلك العلاقات وتلك المليارات والطائرات التجسسية بلا طيار؟! هل
سيضحي بكل هذا بسبب حادثة قافلة الحرية؟ الجواب لا، والدليل: انتظر وسترى. أكثر ما
أحزنني بعض أقلام الكتاب التي كنت أحترم عقول أصحابها، قرأت لأحدهم أن أردوغان أمل
الأمة الإسلامية وصلاح الدين القادم، وقرأت لآخر أن حفيد عبدالحميد العثماني سيعيد
التاريخ وسنشهد عصر الفتوحات من جديد. قرأت وقرأت حتى أحسست برغبتي في البكاء
فتوقفت لأنه لا يوجد هناك ما يستحق البكاء.
_______________________
مقال / وما زال أردوغان صديقاً لليهود
الخميس 17 يونيو 2010
بما أن التهديدات التركية لإسرائيل لم تتجاوز حناجر المسؤولين منذ عام ونصف العام واقتصرت على التصريحات ، فليس لنا إلا أن نتعاطى مع هذه التصريحات حتى يكتب الله أمرا .
التصريحات التركية اليوم تهدد بتقليص حجم التعاون مع إسرائيل لكن المقاطعة الكلية غير واردة ، وزوال التوتر متعلق بشروط بسيطة جداً برأيي فقد جاء على لسان الرئيس التركي عبدالله غول أن على إسرائيل الإعتذار عن حادثة أسطول الحرية وتعويض المتضررين وتشكيل لجنة تحقيق ورفع الحصار عن غزه ، وهذه الشروط ليست أكثر من تسهيلات لإستمرار العلاقات وإنهاء التوتر بين البلدين بإستثناء الشرط الأخير الذي أشك في جدية طرحه يؤكد ذلك ما جاء في تصريح لوزير الدفاع التركي وجدي غونول بعد الإعتداء على أسطول الحريه حين قال أن التعاون في مجال الدفاع مع إسرائيل لن يتوقف مبرراً ذلك بأن المشاريع بين البلدين ليست خطيره ولا كبيره !
وفي يناير الماضي عندما إنتقد أردوغان حكومة إسرائيل جوبهت تصريحاته بإمتعاض يهودي عبرت عنه الصحف الصهيونيه بطريقتها ، الأمر الذي جعل أحمد داود أوغلو مستشار رئيس الوزراء يصرح مدافعاً عن سياسة أردوغان قائلاً : إن النقد لم يكن موجهاً لليهود أو للشعب الإسرائيلي ! وأضاف : إذا قامت أي دولة أخرى بما فعلته إسرائيل كانت تركيا ستتخذ نفس الموقف .
والآن لنعد لقراءة تصريح رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان الأسبوع الماضي بعد حادثة الأسطول :
" مشكلتنا ليست مع الإسرائيليين أو الشعب اليهودي ، بل مع حكومة إسرائيليه طاغية تمارس إرهاب دولة "
!!!
وهذا يعني أن مشكلة أردوغان قد تنتهي بسهولة مع تغير نهج الحكومة الإسرائيلية الحاليه ، وأن التصريحات التركية المشابهة المداهنة للشعب اليهودي تنسف أمنيات زملائي الكتاب الأعزاء وكثير من العرب الذين رأوا أردوغان في أحلامهم بصورة محمد الفاتح او صلاح الدين .
يا سيّد أردوغان .. نحن نختلف عنك ، فمشكلتنا مع اليهود والإسرائيليين شعباً وحكومة .. ديناً وعقيدة .
نحن نكره اليهود ونعلن كراهيتنا لهم ونعتبرهم غزاة مغتصبين لأرض فلسطين وبيت المقدس ، ومع كل حكومة إسرائيلية نجدد عداءنا لليهود مهما قدمت تلك الحكومة من تنازلات ، أما الحكومة التركية فلا يمكن أن تكون عدواً لإسرائيل وهي التي سمحت للموساد بإستخدام غرفة في رئاسة هيئة أركان الجيش التركي للتجسس على دول المنطقة ، وهي التي تسمح بمرور الغاز عبر أراضيها لصالح إسرائيل ، وهي التي تدعم الإقتصاد الإسرائيلي ، وتشتري السلاح الإسرائيلي ، وتشارك في تدريبات ومناورات مع الجيش الإسرائيلي ، وتفتح أبوابها للسياح اليهود ، وحتى على المستوى الرياضي تجمع فرق البلدين لقاءات رياضيه .
كل ما سبق من تعاون بين تركيا وإسرائيل إستمر ولم يتأثر بمجزرة غزة في ديسمبر 2008 والتي راح ضحيتها حوالي 900 شهيد فلسطيني ، وسقوط أكثر من 4000 جريح .
واليوم يعتقد البعض أن حادثة أسطول الحرية وما صاحبها من تفاعل إعلامي ستكون سبباً في قطع العلاقات التركية الإسرائيليه ، رغم أن هذه الحادثة لا تقارن بمأساة مجزرة 2008
هذا في حال أردنا ربط موقف تركيا الأخير بقضية فلسطين ، أما إذا ذهبنا إلى الرأي الآخر وهو أن ما يظهر لنا من تباعد تركي إسرائيلي وفي المقابل تقارب تركي إيراني ما هو إلا محاولة ضغط تركية للإنضمام للإتحاد الأوربي ، فإننا في هذه الحالة لا نملك إلا أن نقول : يا أصحاب محمد الفاتح ويا أصحاب صلاح الدين أفيقـوا من أحلامكم .. فالأمر لا يعنيكم
وبالمناسبة ، أهديكم هذه المقولة للرئيس التركي عبدالله غول :
نحن لسنا إسلاميين وحركتنا ليست دينيه ، نحن حزب أوربي محافظ وحديث .
!!!