جاء في تعريف الإنتقائية، أنها نزعة نفسيّة، لإنتقاء ما هو ملائم، وقيل، هي استجابة، لذبذبة، معينة، دون غيرها.
وعُرّفت بغربلة المعلومات، للإحتفاظ بالمهم منها.
وأفضل من عرّفها في العصر الحديث، هو أبو سند، بمقولته الشهيرة؛ هَمْ على كيفك! 🤔
مبارك الدويلة، وفق نزعة نفسية، وأسباب شخصية، إنتقىٰ أسلوباً، يرى أنه ملائم، في مخاطبة خصمه، فكتب: نبيل لفته فضل، بدون"ألف لام"، ولم يبدِ أحدٌ، أدنىٰ ملاحظة.
خالد بن عيسى، وفق نزعة نفسية، وذبذبة، ونظرة إستعلائية، إنتقىٰ ذات الأسلوب، وقال؛ إلى علّام جعفر...، بدون الكندري، ومحد زعل.
علي سالم، وفق نزعة نفسية، وتصفيات حسابية، إنتقىٰ ذات الأسلوب، في مخاطبة؛ مرزوق علي، ولم يعترض أي نفر.
مسلم البراك، وفق نزعة نفسية، وأهداف سياسية، قال؛ يا محمد خالد حمد، فصفّق الجميع، استجابةً، لذبذبات، معينة.
لكن، حين قال سالم الطويل؛ يا علي سند غلوم، تزلزل تويتر، وغبّر الجو، وطاحت الكراسي، وصاحت جماهير حدس، واحتج ربع علي سالم، والذين صفقوا لمسلم بالأمس، استهجنوا اليوم أسلوب الشيخ سالم، كيف يصغّره! وليه يحقّره، وليش ما قال"ألف لام"؟ 🤨، في مشهد، تجلّت فيه الإنتقائية، وتذبذبت فيه الذبذات، وتغربلت المعلومات، وكثر فيه التقحيص، والتفحيط.
هَمْ على كيفك!، تسكت عن الدويلة، وتصيح على الطويل! تسكت عن ابن عيسىٰ، وتفقع في وجه ابن سعد، تسكت عن علي سالم، وتعترض على سالم! تصفق لأسلوب النايب، وتستهجن أسلوب الشيخ!
*
يقولون: ما رأيك في البيان، الذي أصدره 9 نواب، يستهجنون فيه، ما ورد، من ألفاظ، غير لائقة، من رئيس مجلس الأمة، مرزوق الغانم، تجاه النائب محمد المطير.
قلت، كلمة حق، إنتقائية، وبيان مليء، بذبذبات، النزعات النفسية، وهَمْ على كيفك، أنت ويّاه، تستهجنون هذا العام، وأنتم الذين تغافلتم، هاك العام، عن إساءة زميلكم، بحق الشيخ، المحترم، المقدّر من الجميع، حين تلفّظ عليه، بحضوركم، وعلى مسامعكم، بقوله: يا طقعان!! 🙄 على وقع هتافاتكم، وتصفيقكم.
الحقيقة، لا يهمني بيان الـ9، وليس له أي اعتبار عندي -مع احترامي لأشخاصهم- فهم في النهاية مُرشحين، وعلى وجه انتخابات، والمرشح، بشكل عام، في هذه المرحلة، لا تؤخذ تصرفاته، ولا أقواله، على محمل الجد، ولا تعتمد مواقفه، لأنها خاضعة للمتغيرات.
الذي يهمني، ويزعجني، أمران، الأول، انتشار ثقافة قِلّة الحيا، واستمراء الألفاظ، النابية، القبيحة، إلى درجة، أنها أصبحت، هي، والعلكة واحد، في فم المتمضّغين.
الأمر الآخر، أن المتمضّغين بقِلّة الحيا، وصلوا إلى مرحلة متقدمة جداً، تجاوزت ذاك الذي قيل فيه، "لا تنه عن خُلق، وتأتي بمثله، عارٌ عليك، إذا فعلت عظيم"، حيث أنهم، أصبحوا يأتون بالخُلق المذموم أولاً، ويستنكرونه على الآخرين، بعد 15 ثانية، واذنك تسمع، وعينك تشوف!
*
ربما، تساءل أحدكم، لماذا تتحدث الآن، عن موضوع فايت، تم نقاشه، في حينه، وانتهىٰ، فأقول؛ ما فات ألا الشر، والفكرة صالحة، لمدة أطول، وبدون مواد حافظة.
*
خلاصة القول:
وعين السخط تبصر كل عيب
وعين أُخيْ الرضىٰ عن ذاك عميا
.