2017-11-24

لَمْ


لم أقدم للوطن شيء يستحق الفخر ، أو حتى مجرد الذكر ، لكنني في أقل أحوالي - بتوفيق من الله - لم أكن عبئاً ، أو همّاً ، أو مصدر قلق ، وإزعاج للدولة ، ولم أقف يوماً في الجانب الآخر من القضايا الوطنية ، ولم أساهم في زعزعة أمن البلاد ، ولم أناهض سياسة حكومة بلدي انحيازاً إلى دولة ، أو إنقياداً لحزب ، أو ميلاً إلى هوىٰ ، أو إتّباعاً لرأي نائب ما عنده ألا الدجّه .
*
لم أردد بقصد ، أو بجهل تلك الجملة الخبيثة " المشكلة في مكان ثاني ! " ، وألمز بها قادة الدولة .
*
لم أصفق دون استيعاب 17 مرة خلال 3 دقايق لكلمة نائب سابق يسيء فيها لرمز الدولة ، وأردد "قال اللي في قلوبنا" !!
وتعال علمنا ، عاد في قلبك شي ! أو عرفت اليوم أن ما كان في قلبك ليس سوى  خَبَثٌ من وسوسة شياطين السياسة ؟
*
لم أجهل قدر ولي الأمر ووجوب طاعته .
*
لم أحرّض الشعب على الحاكم ، وأبتدع مصطلح السلطة للمز رمز الدولة .
*
لم أقل أن الربيع العربي ليس عنا ببعيد ، وأهدد به الحكومة .
*
لم أشتم حكام الكويت والسعودية والإمارات والبحرين ، وأنعتهم بالطغاة ، وأقف ضد قرارهم الداعم للجيش العربي المصري ضد حزب الاخوان ، وضد ثورات الفوضى ، والدمار ، والقتل ، والتشريد ، وضد مشروع تقسيم بلاد العرب .
*
لم أثني على حسن نصرالله ، ولم أتظاهر داعماً لما يسمى بحزب الله ، ثم أكتشف بعد سنوات أنني صيدة إعلام !
*
لم أكن أضحوكة لحزبيٌ اختزل الإسلام في حزب الاخوان ، واختزل القضية الفلسطينية بحزب حماس .
*
لم يجرجرني جهّال السياسة في الشارع ، والمناطق السكنية ، بحثاً عن الحرية ، والكرامة ، والحقوق .
*
لم أتابع ، وأنقاد في تويتر لحساب وهمي يسحّبني بشارع الخليج ، ويرجعني لبراحة مشرف .
*
لم تضحك علي حدس ثم تتركني في المهمهيّة تذروني الرياح .
*
لم أسافر علاج للخارج على حساب الدولة  - بالواسطة - وأنا أدرىٰ الناس أنني غير مستحق  .
*
لم أسعى للحصول على كَسْبْ ( مناقصة شاليه مزرعة جاخور منصب ) عن طريق صديق فاسد .
*
لم تكن علاقتي بالوطن مادية ، ولم أكن ذلك السخيف اللي قال عطوني نصيبي من البترول .
*
لم أغرس في نفوس أولادي أن الحكومة تكره الشعب .
*
لم أقل يوماً لأحد : أنت معنا أو مع الحكومة .
*
لم أتابع مسلسل تركي .
*
لم أشاهد سكوب .
*
لم أتبع توافه وحثالة سناب وتويتر .
*
لم أروّج إشاعة .
*
لم أقل أن الحريري محتجز  😀

*
خلاصة القول :

      كُنْ لَمْ ولا تكن برِمْ


.

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...