2024-01-14

سعد بطيخ

**

مفلح دهيمان الشمري، يقول:

وإن شفتني غايب، ولاني بموجود

الذيب ما يسرح مع الضين والشاه

**

يقولون، أن لعبة الشطرنج، والألغاز، وحل الكلمات المتقاطعة، تُساعد في المحافظة على اللياقة الذهنية للإنسان، إضافة إلى التغذية الصحية، والرياضة، وغيرها من الأمور، والتدابير، التي لا أحبها، أو لا أفضل ممارستها، والإلتزام بها، فقط هناك أمر واحد أعتقد أنه يناسبني، ويساعدني، في تنشيط الذاكرة، والمحافظة على اللياقة الذهنية، وهو الكتابة، لذلك، سأحاول تنشّيط لياقتي الذهنية، بكتابة مقال، وليعذرني القارئ، إن لم آتِ بجديد، وجاء مقالي هذا، طويلاً، مملاً، مكرراً، ومشابهاً لحالة زميلي السابق سعد، الذي يمارس رياضة المشي، بشكل دائم، منذ 5 سنوات، في نفس المكان، في نفس الحزّة، بنفس البدلة، وما تزال كرشه كما هي!

*

ينمو البطيخ، ويتشكل، بالهيئة التي خلقه الله عليها، دائرياً، وبيضاوياً، وكذلك كل الثمار، والمخلوقات بشكل عام، كلٌ بحسب تكوينه.

الصين، واليابان، تدّخلوا في الموضوع، وجعلوا البطيخ مربعاً، باستخدام قوالب، توضع البطيخة بداخلها، مع أولىٰ مراحل نموها، فتتشكل قصرياً، مربعة.

*

يُولد الإنسان على الفطرة، ينشأ عليها، ينمو، ويكبر، بالهيئة التي خلقه الله عليها، وبالطباع التي جُبِلَ عليها، والمرء ابن بيئته، يتأثر بمن حوله، منسجماً، ومتعايشاً مع مجتمعه، بعاداته، وتقاليده.

الأحزاب، والكتل، وجهّال السياسة، تدخلوا في الموضوع، وجعلوا راس بعض الناس مربعاً، بإدخالها في قوالب الحزبية، والتكتلات، والإتحادات، والإنتخابات، مما أدىٰ إلى تفشّي ظاهرة الرؤوس المربعة، المخالفة لفطرتها، الشاذة عن بيئتها، المنسلخة من مجتمعها، وسعد ولّىٰ معهم، ما بقىٰ معه من سلوم أهله، ألا الدشداشة، والغترة.

للعلم، الرأس المربع، شكل افتراضي، لا تُشاهده العين المجردة، إنما تتشكل التربيعة، داخل الجمجمة، خصوصاً الفارغة، لكنك تستطيع، التعرف على الرؤوس المربعة، بعلامات، وأعراض، تظهر على أصحابها، عندما يتحدثون، أو يكتبون.

الصينيون غيّروا خلقة الله، وشكل البطيخ، من باب التسويق، والترويج، والبحث عن ربح، وعوائد مالية، لكنهم لم يغيّروا البطيخة من الداخل، فاحتفظت بلونها، وطعمها، وفوائدها، مثل فيتامين B16، الذي ينشّط الذاكرة، ويُساعد على التركيز، على عكس ما تفعله الأحزاب، والكتل، ونواب الشعبوية، وقوم الحريات، الذين غيّروا سعد بطيخ من الداخل، فأصبح بلا لون، ولا طعم، وأفقدوه تركيزه، وجلعوا منه كتلة B52، ضد عقيدته، ووطنه، وحكامه، وحكومة بلده، ومجتمعه، وبيئته، وأهله.

النقطة المهمة، والأمر اللافت، أن كل سعد بطيخ، وجميع براميل B52، يشتركون في الـ7 صفات أعلاه، رغم اختلاف أحزابهم، ومشاربهم، ومصالحهم، مع أنه لا تجمعهم مودة، ولا عقيدة، ولا وطنية، وغالباً يتنافسون الدنيا، ويتقاتلون عليها، لكنهم يتفقون، ويجتمعون على أمر واحد، وهو كراهية الآخرين!، كراهية الحاكم، كراهية الحكومات، كراهية الجيران، كراهية علماء الدين، كراهية الخصوم، وهكذا، وهذه الظاهرة، من أعفن الظواهر التي انتشرت في الكويت، وتسببت في تفرقة المجتمع، وتصنيفه، وأعتقد أن بذرتها، نشأت قديماً، فترة الـ 50 ـيات، مستوردة من جامعات لبنان، وأزهر مصر، التي جلبت لنا القومية، والشيوعية، والحزبية الدينية، فمنها تفشّت ظاهرة الرؤوس المربعة، التي تمردت على عقيدتها، ووطنها، ومجتمعها.

أفَلَت القومية، وبادت الشيوعية، وانتهىٰ دور الأزهر، لكن لا تامن فروخ الداب لو أبوهن مات، فالرؤوس المربعة، لا تزال باقية، وتتمدد، بإسم حدس، وحشد، والمنبر، وبقية الأسماء، بذات الشعارات، والأفكار الشاذة، المترسبة في زوايا التربيعة، التي لا نزال عاجزين، عن تنظيف ما علق بها، وتراكم، من تلوث عقدي، وثقافات سيئة، يحرّمها الدين، وتمجّها فطرة الإنسان.

(في هذا الجزء من المقال، فقرة تتحدث عن "هوسات دواوين الإثنين"، سأتجاوز الحديث عنها، احتراماً لآدمية الميت من المهوسين، وتقديراً لشيبات الحي منهم)، لكنني عندما أتذكر دواوين الإثنين، ومعارضات الـ80ـيات، ومشاغبات ذلك الجيل، لا أملك إلا أن أقول: الله يرحم الحجاج عند ولده، فقد كانوا يلتزمون حدود الأدب، مع الحاكم، واحترام القانون، والأعراف، وإن شذ بعضهم، ثم خلف بعدهم، جيل من الرؤوس المربعة، لا اعتبار لديه لأي شيء؛ جيل تشرّب ثقافة الكراهية، والاستهزاء، والإقصاء، والتشهير، والتحقير، والطعن، والتخوين، والتصنيف، وجعلوا البلد فريقين!!

نقطة أخيرة: جيل سعد بطيخ، تلبّس بثوب الفضيلة، وادّعىٰ المثالية، لفترة من الزمن، لكنه عجز عن الإستمرار في التمثيل، وانتهىٰ به الأمر بهذا الشكل 👇🏼



*

خلاصة القول:

العقل زينة.

.

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...