لعل 3 أرباع ما نحن فيه من خلاف، واختلاف، وجدلٍ، وحِدّة
في النقاش، وتنافر، وفجور في الخصومة، كل ذلك إنطلق من قاعدةٍ إبتدعها كلب الحرب الصليبية،
وانتهجها من بعده كل جاهلٍ طارىءٍ على العمل السياسي وجد نفسه فجأة وبدون مقدمات في
معمعة حِراك يجهل حقيقة أهدافه؛
هي مقولة "إذا لم تكن معي فأنت ضدي"!
المقولة التي تبلور منها الفكر الإقصائي، والمقاطعة السياسية،
والإقتصادية، حتى تمت الدعوة للعزل الإجتماعي، فراجت بعدها عبارة يرددها كل متوهم عايش
الدور بأنه معارض حيث - يلخصك بطرف عينه - ويسألك بنبرة إختار يابو مختار: "أنت
معنا أو مع الحكومة؟"
تلك العبارة التي بسببها تقمص بعض أبناء الوطن دور عدو الوطن
- بجهل أو بعلم -، فأصبح يساند كل خصوم بلده، تارة بالتصريح، وأخرى بالتلميح.
يُظهر الشماتة بكل إخفاق حكومي، ولا يخفي فرحه بفشل أي مشروع،
كما أنه يحزن ويغضب ويغتم عند الحديث عن أي إنجاز للحكومة وإن إستفاد هو منه، ويرفض
بشدة مديح المسؤولين في حضرته!
ـ بالتأكيد لسنا معك، وأيضاً لسنا مع الحكومة بمفهومك القاصر،
لكننا ضد كل حراك يدعو للتظاهر والفوضى ويرفع شعار الحكومة المنتخبة التي هي محاولة
للتغيير إلى المجهول، وتسليم زمام قيادة البلد إلى الحزبيين، ومن ثم ضياع بلد، وتشرد
شعب.
نحن مع الحكومة ما دمتَ أنت وأمثالك خصومها، وهذا لا يعني
أننا نؤيد كل قرار يصدر عن الحكومة، أو نقر بفساد، أو نرضى بظلم، أو نقبل بانتقائية
تطبيق القانون.
من المنطق أن أكون مع حكومة بلدي - رغم سلبياتها -
ما دام الطرف الآخر يدعو إلى المجهول.
ومن الطبيعي أن أقف إلى جانب الدولة التي أنعمُ معها بالأمن
والأمان، وتتوافر لي على أرضها سبل العيش الكريم الذي تفتقده شعوب الحكومات الحزبية
المنتخبة.
ومن البديهي أن أدعم إستقرار بلدي ضد دعوات التظاهر، ونشر
الفوضى، وإغلاق الطرق، وإشعال الحرائق، والدعوة للعصيان المدني.
ومن الوطنية أن أعلن التضامن المطلق لحكومة بلدي حين تخوض
حرباً مع العدو.
ومن الحكمة أن أتغافل عن بعض أخطاء الحكومة، وأغفر بعض الزلات،
وأختار توقيت المحاسبة أو النقد بحسب الظروف ومراعاةً للصالح العام، تماماً كما فعل
عقلاء أغلبية 2012 في تأجيل نشاطها السياسي بسبب تداعيات حرب اليمن.
ومن العدالة والإنصاف أن أعمل بمبدأ الموازنة بين الإيجابيات
والسلبيات في تقييم أداء الحكومة، فأشكر النعم، وأحاول المساهمة في معالجة السلبيات.
وأنت أنت / من الفضيلة أن تعترف بالخطأ، ومن الصواب ألا تستمر
فيه، ومن الشجاعة أن تسلّم بأن الحراك قد مات / وتذكّر أثناء ذلك أنك تغافلتَ عن زندقة
ولاّدة، وقبلتَ بشراكة الجاسم، وتحالفت مع المنبر اللاديني، ودافعت عن وقاحة صقر، وقدمت
تنازلات كثيرة متخلياً عن مبادئك من أجل بلوغ هدفك!
*
اليوم / سقط الحراك بما حمل /
سقط الحراك ولم تسقط الكويت كما قال جمعان / بقيت الكويت
إستثناءً عن بقية الدول التي خربّتها ثورات حزبه.
اليوم / لا يوجد شباب حراك، إنما فلولٌ ينتظر كثير منهم إنتهاء
شهر رمضان للسفر لأوربا وتركيا حيث تم تأكيد الحجوزات، واستخرجت التأشيرات، ووضعت على
أبواب حساباتهم في تويتر لافتة "مغلق بداعي السفر"!
اليوم / الجميع لا يملك رأي ولا رؤية، ولا حل ولا ربط، فالقرار
أُحادي، والساحة لمن تواجَد فيها، وقد خفتَ صوت كثير من المصلحين لأنهم لم يعودوا يملكون
وسيلة ضغط يناورون بها الحكومة، بسبب تخليهم عن مسؤولياتهم، ولأنهم طاوعوا حدثاء الأسنان،
واستمعوا لصغار العقول، وجعلوا ميزان إحترام الشخص بعدد الفولورز الذي يمتلكه!
اليوم / نحن نرزح تحت سياسة فرض الأمر الواقع، إقبلوا بها
أو إرفضوها فليس لكم من الأمر شيء، إلا أن تعودوا لصوابكم، وتسلكوا الطريق الصحيح بالعودة
للمشاركة والتواجد في المشهد السياسي، بعد التحرر من تلك الأفكار الإقصائية، وحل كل
الكتل والتجمعات التي قامت بقرارات إرتجالية، والأهم أن يسفّه رأي الفلول، ويسند كل
أمرٍ إلى أهله.
*
خلاصة القول:
أحد الحلول، نبذ الفلول
.