2014-03-09

وفجأة / أصبحنا نكره الحكام !

انشغل البعض بتقصّد أخطاء الحكام وتقصير الحكومات وزلات المسؤولين في الخليج، حتى أصبح ذلك دينه وديدنه، وكأنما وُكّل بهذا الأمر وينال عليه الجزاء!
 
لا يفعل ذلك نقدًاً أو سعيًاً لإصلاح، إنما كُرهاً وفجوراً في الخصومة، حتى أن أحدهم نسب نفوق حوت على شواطىء الكويت إلى فساد السلطة!
 
أبشر يا هذا، ستجد ما يشغلك لبقية عمرك، فأخطاء الحكام لا تنتهي، وتقصير الحكومات ملاحظ في كل مجال وزاوية، وعيوب المسؤولين والسياسيين لا تسترها الثياب، فعش ما بدا لك منشغلاً ، واسأل الله ألاّ نكون أهل الكويت قد أصبنا بدعوة داع همس في جوف ليل:
 "اللهم أشغلهم في أنفسهم"
 
إنني أكاد أجزم أنك لو أصبحت حاكماً لبلدك أو وزيراً أو حِتّةْ مسؤول فلن تختلف كثيراً عن أولئك الذين كنت تتقصدهم، وسوف يستمر الفساد الذي تدّعي محاربته وإن حاولت استبدال مسمّياته بما يتلائم ومنصبك أو مصلحتك بعد التغيير!، وستجد من أهلك المقربين أيضاً من ينشغل بتتبع زلاتك وعيوبك.
 
لماذا تنظر دائماً لحكومة بلدك بالعين العوراء، ولا ترى فيها سوى السلبيات، وفي نفس الوقت تتعمد المبالغة في الثناء على التيس الغريب!؟
 
وأين أنت من مبدأ الموازنة بين إيجابيات الدولة وسلبياتها ذلك المعيار الذي عليه تقاس الأمور وبه تستمر الحياة ولولاه ما دامت علاقة بين شخصين اثنين.
 
هل تعاني من "عِقدة زوج الأم الظالم" مع حاكم بلدك؟
 وهل تظن أنك ستنعم بالعيش وتشعر بالأمن وتتمتع بالحرية بزوال حكام الخليج؟
 
 ما هو نموذج الحكم الذي تبحث عنه كـ مسلم؟
 لا يمكنك أن تأتي بنموذج حكم غير موجود في العالم، لا في سالف العصر ولا في حاضره، فلست خير ممن كانوا قبلك ممن أعزوا الإسلام بحكمهم الغير ديموقراطي!
 ولن تكون أفضل ممن حولك من أهل التجارب الديموقراطية.
 
تتغنى بـ وامعتصماه وأمجاد الفتوحات والدولة القوية التي تجهل عقيدة معتصمها وفساد عسكرها، ولو نصّب المعتصم حاكماً للكويت اليوم فكأني أراك أول من يعارض سياسة حكومته ويسيّر المظاهرات ضده.
 
تضرب الأمثال بديموقراطية الغرب الكافر المتسلطن الذي يمارس الدكتاتورية بأبشع صنوفها، وتستنصرهم من أجل التغيير فإن لم يكن ما تشتهي قلت إنها حرب على الإسلام!
 
تلعن الفساد، وتطالب بالإصلاح والتنمية، وتحقيق العدالة والمساواة، وتتمنى الخير لبلدك ومجتمعك، وتطلق شعارات جميلة، لكنك لا تبدأ بنفسك اعتقاداً منك أن الإصلاح يبدأ من فوق!
 
الذي أعتقده أنك طيّب وحبّوب، ومحق في بعض مطالبك ومعذور في جهلك لكيفية ايجاد الحلول، لكن هذا لا يعني أن نتجاوز عن محاولتك إلحاق الضرر ببلدك وبالتالي بمجتمعك وبنفسك من خلال تنفيذ أجندة غيرك دون وعي وإدراك منك وقد غلب على ظنك أن ما تقوم به هو الصحيح، وفي حقيقة الأمر أنت تخدم الأعداء، وفوق هذا أنت خادم بدون أجر.
 
وجهت سؤالا لأحد العارفين عن أقل الدول العربية الـ22 سوءاً على مستوى العدالة والأمن والحريات وتوفير سبل العيش الكريمة / فقال:
 الدولة التي يشكو شعبها من الفساد وهم جزء منه!
 
*
 خلاصة القول:
 النقد شيء / وليش مو لابس طاقية شيء آخر.
 *
 وعلى الهامش / قيل عن النساء:
 
"لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيراً قط"

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...