2014-11-10

الحكومة المنتخبة أبخص

يستصغرك البعض ويستكثر عليك أن يكون لك رأي مخالف أو مصحح لفعل وآراء كبار السياسيين خصوصاً ممن يُعجب بهم ويختزل فيهم المعرفة، والفهم الدستوري الصحيح، والرأي الصواب على طول الخط! لذلك لا تستغرب أن تتكرر من مثل هؤلاء عبارة:
«يعني أنت أحسن من السعدون والخطيب و..»
هذا النوع من الناس عبارة عن نسخة «تعيسة» من أصحاب مقولة «الشيوخ أبخص».
هؤلاء «المستكثرون» الفهامية على الناس كثير منهم من المنادين بالحكومة المنتخبة، بعد الـ 2011 طبعاً، فلم يكن لها «طاري» عندهم قبل ذلك!
وهم في الواقع عبيدٌ يمتهنون التبعيّة على طريقتهم، وعند إقرار الحكومة المنتخبة - التي يدعون إليها - وتقلد قدواتهم مناصبها ستنطبق عليهم مقولاتهم التي أسقطوها على الآخرين، وسيتحولون إلى
«انبطاحيين» و «فداوية أحزاب» و «علماء سلطة منتخبة»
وبالطبع سيرددون «الحكومة المنتخبة أبخص»!!
لأنهم يجزمون بأن لا أحد أبخص من السعدون، ويعتقدون أن لا أحد أفهم من الخطيب، وليس هناك أشجع من مسلم، ولا أثقب رؤية من النفيسي، ولا وطني غير الطبطبائي، ولا شيخ إلا أحمد الفهد، ولا صاحب مبدأ كصالح الملا، ولا بعد أحمد الربعي ربعي.
عندما يتجاوز عمرك الـ 40 والـ 50 سنة ولا تزال تختزل الفكر والعمل والمرجلة السياسية والحلول في بضعة أسماء كيفما كانت اطروحاتهم السياسية ومتغيراتها فهذا يعني أنك تقدمت في العمر لكن فكرك لم يتطور وبقي رهينة توجه آخرين بتبعية مطلقة تلغي شخصيتك وتجعل الجميع أبخص منك.
أن يكون السعدون رمزاً لا يعني أن تتقزم.
وأسبقية الخطيب السياسية لا تمنحه حق القيادة وأن تروم أنت الجلوس في المقاعد الخلفية.
كما أن شجاعة مسلّم لا تعني أن تتقي وتتذرىٰ به وتعيش في ظله جباناً.
وعندما يكون النفيسي ذا رأي ورؤية فهذا أمر لا يجب أن يمنعك من التفكير.
والوطنية شعور يستفز في مواضعه وليس صكاً يُمنح.
كما أن المبدأ معتقد ومعيار وقاعدة أخلاقية لا تتأثر بالمتغيرات السياسية!
الأسماء السابقة - وغيرها - عملت وأنجزت ولها الشكر والتقدير، لكن إن كنت تعتقد أنهم قدموا الشيء «الكثير» مما تعجز عن القيام بمثله أو أفضل منه وأن ترى نفسك دون عطاءاتهم وقدراتهم فأنت «قليل».
خلاصة القول:
 
 متى تَـكـبــر؟

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...