2015-12-29

المهايطي وجمهوره

بحسب المعايير الإحترافية، والمقاييس التقليدية، والآراء المنطقية، وإحصائيات الأرقام، وكل ما يلزم للتقييم، والمقارنة، حتى نصل أدنىٰ حدود المفهومية، لا جدال أن ليونيل ميسي هو أفضل لاعب كرة قدم في هذا الزمان، وربما منذ ظهور اللعبة.
لا يوجد رياضي يجادل في هذه الحقيقة، باستثناء جمهور المهايطي كريستانو ريال مدريد، من باب عصبية، وفزعة، وتحيّز، في محاولة يائسة لتغطية شمس القايلة بمنخل.
لم، ولن يغيروا من الأمر شيئا، هم فقط حرموا أنفسهم من متعة مشاهدة أفضل مهارة يمكن أن يقدمها لاعب كرة قدم على الإطلاق، بل أن تلك المتعة تحولت إلى هم، ونكد عليهم، فكلما زاد ابداع ميسي، زاد همهم، وكلما سجل هدفاً غُمّ عليهم، وكلما فرح العالم حزنوا!
ليش يا اخوان؟ تراكم فاهمين الرياضة غلط!
الرياضة مهارة، وترفيه، وليست معركة بين طرفين، فاستمتعوا باللعب، والمتابعة، والتشجيع بالطريقة الصحيحة، واتركوا عنكم التعصب للمهايطي كريستانو اللي ما درىٰ عنكم!
طبعاً سيخرج علينا من يقول "حتى ميسي ما درىٰ عنكم"، فنقول له: صحيح، لكن متابعينه استمتعوا بمهارته، وابتهجوا بجمال أهدافه، وفرحوا بالفوز.
وبالمناسبة، سمعت مرة أحد جماهير كريستانو يقول لأحد مشجعي ميسي: "صاحبكم الكافر زار حائط المبكىٰ، مفروض ما تشجعونه"!، يا عيني عليك! يعني صاحبك المهايطي أسلم وزار الحرم؟!
المهم يا اخوان، كما في عالم الرياضة، أيضاً في عالم السياسة، وفي الإقتصاد، وفي كل زوايا الحياة هناك دائماً نسخة من المهايطي اللي عايش الدور أن له قدر ومهابة، وأنه الأفضل، وهو من خف وزنه على القاع، ما درت عنه الأرض هو فوقها وألا تحتها! والمشكلة ليست فيه، فشره في النهاية على نفسه، وخيره دوبه وما يتعداه، المشكلة يا اخوان في جمهوره اللي فاهم الحياة غلط!
البعض قسّم العالم - من البصرة إلى أمريكا - إلى نصفين، سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، ورياضياً، وكوّن مع بعض العقول التي تحمل فكره رابطة مشجعين مهمتها التصفيق لنصف العالم، والصراخ على النصف الثاني.
تبي تشجع وتصفق؟ شجع وصفق، وطبّل، وارقص بعد، لكن ليه تزعل، وتعصب، وتصارخ، وتهابد؟
رغم جنون الجماهير، وتصرفاتهم الغريبة، إلا أنهم يهونون عند المشجع السياسي، فهذا حالة خاصة، ونكتة! فهو يشجع أي فنيلة مكتوب عليها ""معارضة"!
وجدت مشجعا يصفق لأي معارض في العالم حتى لو أنه "كلبٍ أجرب"، فهو يصفق للهندوسي غاندي، ويشجع الشيوعي غيفارا، ويؤيد النصراني مانديلا، ويؤازر الزنديقة ولادة، ويمتدح السكارىٰ، ويدعم الملحدين، والمبتدعين، فقط لأنهم يعارضون الحكومات في بلدانهم، لكنه -مع ذلك- يستثني معارضة بريطانيا العظمى لأنه يجهل لغتها! ومعارضة كاتالونيا لأنه لم يسمع بها، ومعارضة تركيا لأنهم كفار!! وش كفار؟ يعني غيفارا من الاخوان!!
ومن غرائب جمهور السياسة أن أحدهم قال مرة "أنا ما عندي مشكلة في الإعتراض على الله"، وأغرب منه تلك المشجعة التي امتدحت ابليس لأنه اعترض على الله!
 
*
خلاصة القول:
التشجيع تصفيق، وتطبيل، وهتاف، وقفز، ورقص!

2015-12-09

الجراد المشوي

قديماً / يقال أن معلولاً، مبطوناً، أقعده المرض، وآيس الأطباء من شفائه بعد أن جربوا معه علاجات عدة، وأخضعوه لـ"حِمية" عن كثير من أصناف الطعام ولمدة طويلة، حتى نسي طعم الملح والسكر! وفي النهاية أخبروه أنه سيموت خلال أشهر، فقال لأهله: ما دام الأمر هكذا، فأجلسوني عند الباب كل يوم، أقضي ما بقي لي من عمر، أطالع الناس، وأشتري ما أشتهي، فإذا جاء المساء أدخلوني. ففعلوا.
وكان كلما مر به بائع طعام متجول اشترى منه وأكل، وأمضى أياماً على هذه الحال.
وفي ضحىٰ يوم، نادى على أهله باكراً على غير عادته، أتوا فإذا هو ليس بخير حال، وظنوا أنه ينازع الموت، فأدخلوه، وقد انتابته حالة قيء شديدة، وإعياء، وإسهال، وارتفاع في حرارة الجسم، واستمر على هذه الحال ثلاثة أيام، ثم أنه عرق عرقاً كثيفاً، ثم أغمي عليه، فلما أفاق فإذا هو يشتكي الجوع، فأطعموه، فأكل حتى شبع، وشرب حتى إرتوى، ثم نام نوماً عميقاً، واستيقظ بعد أن ظنوا أن لن يستيقظ، لكنه فعل، ثم أن أطرافه تحركت، فقال لأهله أقعدوني، ففعلوا، فجلس، ثم أحس بقوة في جسده، فقال أسندوني، ففعلوا، فمشى يتهادى بينهم، ثم مشى لوحده، وخلال يومين عاد صحيحاً، معافىً، فابتهج أهله، وشاع الخبر، وعلم به أحد الأطباء، واستنكر أن يتعافى ذلك المريض، وهو أعلم بحاله، فجاء إليه وسأله: ماذا فعلت لتعود إليك عافيتك؟
قال: لا شيء، إلا أنني جلست في الطرقات، وأكلت كل ما حرمتموه علي بسبب الحمية، وآخر ما أكلت هو جراد مشوي اشتريته من بائع متجول، فحل بي ما حل، ثم تعافيت بعدها!
تقصى الطبيب خبر بائع الجراد، حتى وجده، وسأله: ماذا بعت للمريض المقعد في ذلك المنزل؟
فأخبره البائع: بعته جراد مُكْن، أصطاده من مكان كذا، وأشويه، ثم أبيعه على الناس.
قال الطبيب: فخذني إلى المكان الذي تجلب منه الجراد، فأخذه، فوجد أن الجراد يرعىٰ عشبة مسمومة، فخمن بخبرته أن السم تحول بأمر الله إلى علاج، وكان سبباً في شفاء ذلك العليل الميؤوس من حالته!
*
خلاصة القول:
اللهم أرزق الأمة الإسلامية، والعربية أكل الجراد المشوي!

2015-12-03

ذا الكويتي مهو بصاحي

هل أنت ممن يقولون: "الحمد لله أني كويتي"؟
لا بأس بقولك هذا إن كنت تفخر بهويتك، وتشكر الله أن أوجدك في هذه البقعة من الأرض، فأنعم عليك فيها بنعمة الأمن، ومتعك برغد العيش، والحياة الكريمة، وهيأ لك سبل الراحة، والرفاهية، وميزك عن غيرك بفرق العملة!
ولا بأس أيضاً إن كنت من الناقمين، أصحاب العيون الضيقة، والتذمر المستمر، والإعتراض الدائم، لكنك تحمد الله على كل حال!
المشكلة إن كنت من الفئة الثانية، ثم تفخر أنك كويتي!
على أيش؟ أو بـ أيش تفخر؟
حاولت تفكيك مقولة "الحمد لله أني كويتي" وتحليل نفسية قائليها أثناء تلفظهم بها، فوجدت أن قائلها من الفئة الأولى يكررها من باب شكر النعم، والرضىٰ، والقناعة، أما قائلها من الفئة الثانية فيتبجح بها فقط، من زود الكِبر، والفوقية، والتعالي، والإستنكاف من أن يكون من أصحاب الجناسي الرخيصة!
ومن هم أصحاب الجناسي الرخيصة؟
الهنود الذين اخترعوا الذرة!
والأوزبك أحفاد البخاري والترمذي!
والمهري، والعراقي، والشامي، وكل كائن حي ما عنده بترول، ولا عنده حكومة تتكفل به من الحفاظة حتى القبر!
أحد الحامدين الله أنه كويتي من الفئة الثانية، وأثناء مشاهدة مباراة للمنتخب الكويتي مع المنتخب الأندونيسي علق قائلاً: ما بقىٰ ألا عيال الخدامات يفوزون علينا!!
نزعة غرور لا يمكن إخفاءها تجاه بقية الشعوب الأخرى تدرجاً بحسب سعر صرف عملة بلدانهم!
الغريب أن الحامدين من الفئتين يظهرون التفاعل في تويتر مع مريض محتاج فصيلة +O!، ويتداعون تغريداً لمساعدة إمراة بدون، تسكن وبناتها في خيمة في بر المطلاع! ويتوقفون عند مشاهدة أي بلسوت أصفر يتصنع الإخلاص في العمل عند اشارات المرور، للتصدق عليه بـ150 فلس مقابل تصويره!
هنا نتوقف، ونتفكر، ونسأل:
 "الحمد لله أني كويتي" و "الطابع الإنساني" و "الكبِر" /
كيف اجتمعت، وتوالفت، وعاشت في صدر انسان من الفئة الثانية تحديداً؟
قسم بالله مهو بصاحي ذا الكويتي!
*
"الحمد لله أني كويتي" إقرار من قائلها بفضل المنعم عليه بها.
*
نصيحة / فقط قل الحمد لله على نعمة الإسلام، تراها راس مالك، لا الجنسية رافعة مقامك، ولا البترول معلّي قيمتك.
*
خلاصة:
من خالف قوله عمله فإنما يوبخ نفسه.
.

2015-12-01

يا شين الرغاء عقب الهدير

(الحرب على تركيا حربٌ على الإسلام)!!
يكررها البعض لفظاً، ويتحدث بمضمونها بعض آخر!
لا الأول يؤمن بها، ولا الثاني مستوعبها، لكنها شقرا تعدو مع الخيل كلما عدت.
*
يتداعي الحزبيون، ومن خلفهم أتباعهم، سذج القوم، صيدات الإعلام والخدمات الإخبارية، يتداعون لدعم إقتصاد تركيا بشراء "لبنة بينار" نصرةً لأردوغان في مواجهته السياسية مع بوتين، بعد اسقاط الجيش التركي طائرة روسية.
يا وليدي، اقتصاد تركيا مرتبط باسرائيل، وايران، والسوق الأوربي، ولبنة بينار مهي مغنية تركيا، ولا مفقّرتها، لكن خل الهاشتاقات عنك، وإخذ لك فذة تمر مع قشطة المراعي، خير لك وأنفع.
*
القضية يا عيال أن هناك من أوقع أردوغان في شرك وموقف حرج، ربما بإعطاء أوامر مباشرة، أو إيعاز بإسقاط الطائرة الروسية، لا أدري بالضبط، لكن الأكيد أنهم وهّقوه!
هذا ما أعتقده، والذي أوجد لي هذا الإعتقاد هي تصريحات أردوغان، والتي بدأت بهدير، ثم محاولات تبرير، وبالأخير انتهت برغاء، حيث تحدث الرئيس التركي لـ 5 أيام متتالية، بمعدل 3 تصريحات يومياً، محاولاً التوضيح، ثم التبرير، ثم السعي لـ لقاء بوتين من أجل ايجاد مخرج مع الروس، ويتضح من خفوت نبرة تصريحاته أن الأمر سينتهي بإعتذار، وقد يحدث ذلك في اجتماع خاص! في مجلس صديق وسيط!
*
شخصياً، أفرح بسقوط أي طيارة كفر حربية، وإن كان مسقطها "كلبٍ عور"، لكن حادثة اسقاط تركيا للطائرة الروسية لا علاقة لها بالكفر والإسلام كما تعتقدون أو تروّجون يا بشر!
وقد بحثت عن نقطة أنطلق منها إلى هذا الإعتقاد فلم أجد، كما لم أجد مدخلاً إلى بعض العقول المؤدلجة لإقناعها بحقيقة ما يجري، وحرت معهم حتى قال لي أحدهم "أنت مو فاهم"!
مقيولة يا حبيبي مقيولة:
وإن عناء أن تُفهم جاهلاً
فيحسب جهلاً أنه منك أفهمُ
*
يقول أحد جهابذة الإعلام الجزراوي: أي حرب على تركيا هي حرب شاملة على الإسلام لأنها قلب العالم الإسلامي!
وش اللي حرب شاملة، وتركيا قلب العالم الإسلامي يا قلبي؟!
أين ذهبت أم القرى يا أجير؟
غزت أمريكا الكافرة العراق العربي المسلم، وأبادت المسلمين، ولم نسمع منك أنها حرب على الإسلام!
شن الناتو الصليبي الحرب على ليبيا، وقصف المسلمين، ولم تعتبرها حرباً على الإسلام! بل باركتها، كما فعل شيخك الذي أضله الله على علم، فقال يوماً: لو كان محمد صلى الله عليه وسلم حياً لوضع يده بيد الناتو!!
اذا شعرت بخطر على حزبك يعلو صياحك، ويكثر نياحك، وارتفعت نبرة نباحك، وروجت أنها حرب على الإسلام، وإذا حورب الإسلام اعتبرتها حرية رأي، وإرادة شعوب، وحقوق انسان!
الحرب على الإسلام يا وليدي اشتعلت مع ثورات ويكيليكس، وأنت شريك فيها.
الحرب على الإسلام بدأت مع تفكيك الجيوش العربية يا نايم، ليس لأنها كانت بقيادة قائد عسكري ديكتاتوري! بل استباقاً قبل أن تقع تحت إمرة قائد مسلم موحد يدعو للجهاد!
الحرب على الإسلام هي الحرب المستمرة على بلاد التوحيد، وقبلة المسلمين، لكنك لا تراها، ولن تراها قبل أن تنزع نظارتك الحزبية السوداء!
الحرب على الإسلام مرت من هنا:
27 ديسمبر 2013
*
خلاصة القول:
لبنة بينار ما لها شغل في الموضوع، يا اخوان!
.
مقال ذا صلة:
.

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...