هو شخصية مشهورة جداً، حسب، نسب، مال، جاه، طيب، كرم، شجاعة، حكمة، صاحب رأي، فكاك أرقاب، كريزما القائد، وهو أحد الإثنين الذين قال عنهما الرسول صلى الله عليه وسلم: "اللهم أعز الإسلام بأحد الرجلين"، لما علم عنه من مهابة، ومنعة.
من شجاعته، وجلده، وعزة نفسه، روي أنه حين أثخنت فيه سيوف المسلمين، وكان في الرمق الأخير، يحتضر، جاءه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، وصعد على صدره، وأخذ يحز رقبته، فقال عمرو وهو مدرك موته: "لقد ارتقيت مرتقى صعباً يا رويعي الغنم"، فواجه نهايته، في أنفة، وكبرياء، رغم أنه على باطل، ورغم أنه يعلم أن دعوة محمد عليه السلام حق، كما ورد في سبب عدم إسلامه، وحديثه مع الوليد بن المغيرة، لكن أخذته العزة بالإثم، وأوردته المهالك.
هلك أبو جهل كافراً، وهو في النار، كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم تشفع له سيرته الذاتية، المليئة بالصفات، والمواصفات.
*
بعض مشاهير اليوم، من أهل السياسة، والرأي، والتنظير، لا أظن أن أحدهم، يملك معشار صفات، ومواصفات عمرو بن هشام، لكنهم يشتركون معه في الثلاث اللي ضيّعته؛ الكِبر، التعنّت، الزومهْ، وأظن -والله أعلم- أنهم لو كانوا في زمن أبو جهل، يمكن هفّوا معه مهف مقيط، لكن الحمد لله الذي أوجدهم في هذا الزمن، وفطرنا، وإياهم على الإسلام.
*
عيدكم مبارك.
*
خلاصة القول:
تماكن عمرك، عمرو أطيب منك، ولا نفعه طيبه.
.