2021-07-16

تناتيف التاريخ

قصة تاريخية، مضىٰ عليها أكثر من 400 سنة، نقرأها في كتاب، أو حادثة جرت قبل 40 سنة، نسمع منها تناتيف من الراوي، ثم ينتهي الأمر عند ذلك، دون تفاعل يُذكر، أو اهتمام، أو ردود أفعال تعكس حالة التأثر بالقصة وأحداثها، ومع مرور السنوات، يتبقىٰ بعضها في الذاكرة، وننسىٰ ثلاث أرباعها.


بعد عدة عقود، من قراءة، أو سماع تلك القصة اللي ما إهتمينا فيها، فجأة 😳 يتم تحويلها إلى فيلم أو مسلسل من 700 حلقة، برعاية دولة، أو مؤسسة إعلامية، بإمكانيات عالية، وكُلفةٍ غالية، إخراج، وتصوير، ومؤثرات، وممثل كريزما، وشغّل مرتّب، فيتزاحم من قرأ، ومن سمع، وأبو تناتيف، واللي ما بعد عرفها، على حلقاتها، ومتابعتها، أولا بأول، دون تفويت، يطوف فرض الصلاة، ولا تطوف حلقة من مسلسل أرطغرل، أو رشاش، أو عبدالله النفيسي!!


ما الذي يحدث 🤔؟ أهو حبّ في التاريخ 📖؟ أم شغف للبطولات 🐎؟ أو أنه هوَس جمعي، يصنعه الإعلام الموجّه، ويخلق منه مزاجاً عاماً لدىٰ شريحة المتفرّغين!!


لا أدري بالضبط، وليس بالضرورة أن أدري، فالذي يهمني، وأخشاه، هو أن تنتقل هذه العدوىٰ من الميتين، إلى الحيين. 


التاريخ جميل، وقراءة أحداثه ممتعة، فيها من العبر، والحكم، والفوائد الكثيرة، التي ليس من بينها أن تتحمس مع حلقات مسلسل تاريخي وتشتري حصان وسيف!!

*

خلاصة القول:

التاريخ يصنعه الأبطال، والمسلسلات يصنعها المُخرج!


فهد الحداري

16 يوليو 2021 

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...