المواطن الذي يكره الحاكم ويتمنى زواله، ويجزم بأن الحكومة
فاسدة ويسعى لإسقاطها، ويشكك في القضاء ولا يحترم أحكامه، ويخوّن رجال الأمن ويصفهم
بالنساء، ويطعن برجال الدين ويحط من قدرهم، ويرى أن التجار حرامية، ويعتقد أن كرامته
مهانة، وحقوقه منهوبة، وحريته مسلوبة، وفوق هذا كله لديه اعتقاد أن الشعب الكويتي
"مهو بكفو" إنطلاقاً من تجربة ومقولة عبدالله النفيسي: "هذا شعب لا
يستحق أن تعمل لأجله".
باختصار / مواطن آيس من الحكومة وآيس من الشعب!
بودي أن أطرح عاى هذا المواطن سؤالا:
هل أنت الشريف النظيف الوحيد الذي يستحق الحياة في هذا البلد؟
إن كنت تعتقد جازماً بذلك فأنت ظالم لنفسك إن بقيت في هذه
الأرض مستضعفًا، مهانًا، مظلومًا.
قال تعالى: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا
فيمَ كنتم؟ قالوا كنا مستضعفين في الأرض، قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها؟).
فما يبقيك إن كان كل من حولك ظالمًا فاسدًا بحسب اعتقادك؟
ربما أبقاك المال، والإمتيازات التي تمنحها هذه الدولة الفاسدة!
وربما أبقاك ارتباطك بأحبابك، وعلاقاتك الإجتماعية الطيبة
بالشعب البائس، الجبان، الذي لا يستحق أن تعمل لأجله!
إن كان كذلك، فأنت أقل وأحقر من أن تتحدث عن الصلاح والإصلاح
والعمل لأجل وطن، أو شعب.
*
والله لو اجتمعت كل هذه الإعتقادات في رأسي ما بقيت يوماً
في هذه البقعة من الأرض، لكنني وبفضل من الله أرى غير ذلك تماماً.
*
الذي يبدو لي أن هذا المواطن يجهل حقيقة ما يهذي به، وأنه
يعيش واقعاً جيداً بعكس ما أوهم نفسه به، فقد وقع ضحية بعض السياسيين، وتأثر بمقولات
المنظرين أمثال النفيسي الذي قال أيضاً في معرض كلمته المشهورة تلك (أنا ريّال في نعيم،
وفي غني عن مجلس أمة وعن صحافة، أنا ريّال متربّي على راحة، شكو أتبهذل بهـ الطريقة،
وعلشان منو، علشان هذول)!
و"هذول" تعني فئة معارضة للحكومة في تلك الحقبة
التي تبهذل فيها النفيسي مدة 8 أيام في المخفر!!، وهي فئة يعلم كل من عايش تلك الفترة
أنها أصدق، وأشجع، وأكثر ثباتاً على المبدأ من معارضة الـ 2010 الطارئة "المتربيّة
على راحة"، المعارضة المتناقضة التي إصطدمت شعاراتها بأهدافها، قوم (إحجزوني علشان
أصير بطل)، وربع صورني وأنا مدري، وأصحاب تغريدة "متواجد الآن في ساحة الإرادة
"!
*
أيها المواطن، حاول أن تنظر للأمور من حولك بعقلك، وبتجرد،
بعيداً عن تدليس السياسيين، ومقولات المنظرين، وخثاريق المغردين.
أخرج من الدائرة المغلقة التي وضعوك فيها، والتي لا ترى من
خلالها إلا ما يريدون لك أن ترى.
إمسح تلك الغشاوة عن عينيك وستجد أن كرامتك مصانة، وأن حقوقك
محفوظة، وأن حريتك مكفولة.
إسأل نفسك: المظلوم المهان المستضعف مسلوب الحقوق، هل يعيش
في نعيم، ويتربّى على راحة؟؟
تفقّد كل شيء، وستعرف أنه ما ضاع لك شي!
وفي النهاية يا زميلي المواطن، اعلم أننا لا نريد منك ولا
من النفيسي أن تعمل لأجلنا كشعب، فقط اعمل لنفسك، ترى ما نبي خيرك، ما نبي ألا كفاية
شرك.
*
خلاصة القول:
إن كنت في نعيم فلا تُخرج نفسك منه!
،