كثير من الناس لا يوجد لديهم معيار حقيقي لتقييم أداء نواب مجلس الأمة / فقط ينتظرون الإستجوابات ، وتصويتات القضايا المثارة إعلامياً ، ثم يفرزون ، ويصنفون : هذا حكومي ! وهذا معارض !!
هذا النوع من البشر ليس بحاجة - أصلاً - لمعيار أو مقياس للتقييم ، أو لتمييز الحق من الباطل ، أو معرفة تفاصيل ، فالأمور محسومة عنده من بدري ، فهو يتعامل مع نوابه وفق قاعدة ( حنا معك في شر وألا في قدا ) ، لذلك تكون أحكامه مسبقة ، ومواقفه معلنة قبل المداولة ، ولا حاجة لديه لقراءة محاور استجواب ، أو سماع رأي الآخر .
غداً استجواب وزير الإعلام سلمان الحمود ، وهو ليس سوى نسخة من المشاهد المكررة التي يحشد فيها النواب شعبياً ، ويصعّدون ، حتى تظن أنها قضية مصيرية لا حل فيها إلا بطرح الثقة بالوزير ، ! وفي المقابل تستنفر الحكومة وكأن الإستجواب مسألة حياة وموت !
على هونك أنت ويَاه ، فالإستجواب سؤال وجواب ، ولا داعي للتشنج ، وتحميل الأمور فوق ما تحتمل ، فكم من استجواب تمخض عن فأر .
أكثر المتابعين المتحمسين للإستجواب هم أصحاب الخندقين ( الفهد - مرزوق ) ، وكل طرف منهما يدّعى ظاهراً أنه إنما يبحث عن حل ، وربما صدق ، لكن الحل ليس أولوية لديهما ، بقدر سعي كل منهما لكسر عظم الآخر .
الطريف أنه لو تم تقديم هذا الإستجواب بلحمه ودمه في مجلس 2009 لتفرجنا على مواقف مختلفة ، بل مناقضة تماماً من بعض المتخندقين اللي مع نوابهم في شر وألا في قدا .
لنستمع إلى كلمتين للنائبين الطاحوس والبراك في مجالس سابقة حول القضية الرياضية ، ونتصور كيف هو موقفهما لو كانا حاضرين استجواب سلمان الحمود غداً !
خالد الطاحوس
مسلم البراك
وسلامة فهم اللي ما ودّه يفهم .
وملاحظة :
جماعة خندق واحد يقولون :
الإستجواب سيكشف المناديب الجدد !
وجماعة خندق اثنين يقولون :
الإستجواب سيكشف مناديب أحمد الفهد !
*
غداً أيضاً نحن على موعد مع طلب غريب التوقيت من رياض العدساني ، حيث سيطلب من المجلس السماح له بساعة لكشف أسماء المتهمين في قضية الإيداعات ، وكشف مبالغهم ، من خلال وثائق كما قال !!!
ماذا يريد العدساني بالضبط ؟
ماذا نستفيد من تكرار أسماء باتت معلومة ؟ وهل سيختلف الأمر إن كان المبلغ ٧٠٠ ألف أو ٧ مليون ؟؟
الذي أعتقده أن العدساني يرمي إلى أمر أبعد من فهم بسطاء الناس ، فربما أراد إحراج المستجوبين وداعمي الإستجواب مع المعنيين بالإيداعات ، فإن صوتوا مع منح العدساني ساعة لكشف الأسماء ، فإن هذا الأمر سيغضب المتهمين وأصحابهم مما يدفعهم للوقوف نكالاً مع الوزير رغم أن بعضهم في خندق الفهد !! ( واضحة ؟ )
*
خلاصة القول :
اذا رأيت للرجل موقفين متناقضين من قضيتين متشابهتين فاعلم أنه من ربع حنا معك في شر وألا في قِدا .
.