2013-06-19

المقاطعة بين المبدأ والصالح العام

السياسة فن الممكن، ولا يدرك هذا الممكن سوى أصحاب الحنكة والآراء المتزنة والعقول الراجحة التي تقيس الأمور بمقياسها الصحيح وتعي أبعاد كل قرار قبل إتخاذه، وتقدم المصلحة العامة على ما سواها، بعيداً عن المطامع الشخصية والتوجهات الحزبية والضغوطات الشعبية والعاطفة الغبية وتصفية الحسابات مع الخصوم .

لا يمكن أن تكون سياسياً ناجحاً ما دمت تحمل في رأسك عقلية سالم الزير وتهدر سنين عمرك في مطاردة جساس لأجل دم كليب الذي قتله ظُلمه واستكبارة وتجبّره واحتقاره للناس.

وهل تعلمون أن جساساً أطلق شنب من سالم الزير الذي حضرت شجاعته وغاب عقله فأباد أهله وعشيرته ثم قُتل ذليلاً مدحورا في خلاء موحش بعيداً عن وطنه.

إختصمنا بالأمس إلى المحكمة الدستورية وليست المرة الأولى التي نختصم فيها أمام هذه المحكمة، لكنها الأولى التي يعلن كثير منا عدم إحترام حكمها، وكنا قد إحترمنا أحكاماً دستورية سابقة على لسان أكبر وأقدر ممثلينا في مجلس الأمة، فما الذي إختلف هذه المرة؟ ألأن الحكم لم يأت على ما نشتهي ونريد؟ إذاً لماذا كنا ننتظر حكم المحكمة!

لنتفق أن الحكم كان ظالماً وجائراً، أيكون ذلك سبباً للتوقف عن التفكير والبحث عن السبل الصحيحة للخروج من هذه الأزمة التي لن تنتهي طالما أن هناك من يوكل الأمر إلى شجاعة سالم الزير في حين أننا بحاجة إلى عقل إبن عباد.

المقاطعة السابقة للإنتخابات كانت ظاهرة وقتية انتهت في حينها، ورغم أنها كانت مؤثرة لكنها لم تكن الحل الأنسب لأنها كانت مجرد ردة فعل لم تبنى على أسس واضحة ولم تضع لها الخطط المستقبلية المدروسة التي تساعد على الإستمرار فيها وإتمام نجاحها، لذلك أجد أنه من الخطأ الإستمرار اليوم في هذه المقاطعة التي ستثبت فشلها مع الإعلان عن نسبة المشاركة في الإنتخابات القادمة في حال إجرائها في موعدها المتوقع في شهر رمضان الذي سيشهد تواجد كل الكويتيين في داخل البلاد.

أيها السادة.. فشلت الحكومات المتعاقبة ووأدت التنمية وتوقف حال البلد لإفتقارنا للسياسي الحكيم العاقل المتزن المحنك في صفوف الحكومة – إلا ما ندر – واليوم تغيب الحكمة ويشح بعض عقلاء الأغلبية السابقة بعطاءهم عندما يتخذون قرار المقاطعة بحجة أنهم إتخذوا موقفاً لا يمكن التراجع عنه، متخلين عن مسؤولياتهم في التشريع ومتنازلين عن أدوارهم في الرقابة، وكلما تأخروا في العودة كلما زادت تركة الفساد وزاد عبء المواطن وثقل كاهل المصلح فننشغل حين نعود سنين أخرى بالترقيع ومحاولة العودة إلى نقطة البداية.

إن كنتم مصرّين / فليقاطع من إتخذ موقفاً يعتقد أن عليه إحترامه، وليشارك من يرى وجوب المشاركة، لكن ليحترم كل منا الآخر، ولنتوقف عن مخاصمة بعضنا البعض بسبب هذا القرار الإختياري، وابتعدوا عن التصنيف والإرهاب الفكري، واعلموا أن وصول بعض الصالحين للمجلس القادم يصب في مصلحة البلد والمواطن ويخدم أيضاً حراك المعارضة التي إختارت عدم المشاركة وبالتالي إقصاء نفسها من المشهد السياسي القادم محققة رغبة الحكومة! ويجب أن لا يعول أحد بعد اليوم على محاولة تغيير تأتي من الشارع.

*****

خلاصة القول:
في السياسة لا وجود لقاعدة: الرجّـال عند كلمته

2013-06-13

القضاء الكويتي بين الترغيب والترهيب


قناعة تامة لدى الكثير من السياسيين والناشطين وبالتبعية بعض المواطنين، أن القضاء في الكويت يخضع في بعض أحكامه وقراراته لضغوط الحكومة وتوجهات أصحاب القرار.
في المقابل هناك طرف آخر يعتبر أن ما تقوم به المعارضة من خلال تصريحات أقطابها المتزامنة في الندوات الأخيرة والمتعلقة بحكم المحكمة الدستورية ما هو إلا ضغط مضاد ومتعمد يمارس على القضاء للتأثير في قرار المحكمة والحيلولة دون تحصين مرسوم الصوت الواحد.
لذلك نجد أن القضاء الكويتي يقف اليوم بين الترغيب والترهيب، وكلاهما فعل شائن مذموم مرفوض وإن حاول كلا الطرفان تبرير أسباب فعله، فمن أجاز فعله لنفسه كأنما أعطى مسوغاً بجواز فعل الطرف الآخر.
ورغم أن الجميع يردد تلك العبارة المعلبة  "نحن نحترم القضاء ونلتزم بالقانون" إلا أن الكثير منا لا يعنيها، فكيف يتفق ذلك مع ضغط الترغيب الحكومي، وكيف يتفق ذلك مع ضغط الترهيب الشعبي والتهديد – المبطن أحياناً والصريح أحياناً أخرى – بأن تحصين المحكمة الدستورية لمرسوم الصوت الواحد سيقود إلى الفوضى والصدام!

إذا كان كذلك، فكيف هو إحترام القانون الذي ندعي ونسعى لتطبيقه؟
القضية في رأيي تتعلق بتوافق هذا القانون ومصالحنا وأهدافنا، فإن كان غير ذلك فهو قانون غير محترم ونحن غير ملزمين بتطبيقه! للأسف
أشد من ذلك أن شريحة لا بأس بها من المواطنين يرون وبكل قناعة أن أحكام البراءة التي صدرت بحق بعض نواب المعارضة والناشطين يرون أنها صدرت تحت ضغط الشارع وغصب عليهم حسب تعليق البعض، وقد بات هذا البعض يؤمن بهذا الأمر ويعمل على ترسيخه للإستفادة منه.

وقد أخبرني أحد المحامين بأن تعمد ذكر أسماء القضاة وترويجه في تويتر قبل صدور الأحكام هو أحد وسائل الضغط الغير مقبولة، والتي من شأنها إعطاء صورة غير لائقة عن القاضي فيما إذا صدر حكم بغير ما يريد المتعاطفون مع القضية! وقال أن المتعارف عليه هو فقط ذكر إسم المحكمة المنظور فيها القضية.

الذي أراه أن القضاء ما زال بخير، رغم يقيني وإيماني بالقول الشريف: قاض في الجنة وقاضيان في النار، لكنني على ثقة أيضاً أنه لو كانت هناك إحصائية لأفضل 3 دول عربية تتمتع بعدالة القضاء لما خرج إسم الكويت من بين تلك الثلاثة ولربما حازت الكويت المرتبة الأولى، وهذا لا يعني عدم وجود تدخل أو أخطاء أو مثالب وثغرات دستورية وقانونية يلج من خلالها المفسدون والمحامون المتحذلقون.

*******
خلاصة القول:
إذا لم يحترم الكبار حكم المحكمة الدستورية اليوم، فلن يحترم الصغار كل حكم غداً

2013-06-10

الرجل الطيّب والريّـس الشعبي!

لا أجهل هدف حدس من الحكومة المنتخبة، وأعلم لماذا تسعى كتلة العمل الشعبي لإقرار قانون الهيئات السياسية، كما أتفهم مطالبة بعض النواب بحكومة ذات أغلبية برلمانية.

الذي أعيا تفكيري وحيـّر عقلي هو ذلك الرجل الطيّب الخلوق المحسوب على الأغلبية الصامتة عندما نطق فجأة مطالباً بريّس شعبي.. وردد بعض عبارات ستالين الرنانة الشهيرة، لكنه لم يكن بحماسة ستالين، مما أفقد النص محتواه.

من أين لك هذا أيها الرجل الطيّب؟

وهل تعي معنى ريّس شعبي؟ وحكومة منتخبة؟

كان جوابه كلمات ( بجّها ) بكل برود: على الأقل أحسن من حكومتنا!

نعم حكومتنا سيئة، وكل عيب فيها.. ومن أحد عيوبها أن سمحت لك بالجلوس في البيت لمدة خمس سنوات تحت بند مفـروز، وغيرك كثيرون أيها الرجل الطيّب، فلا تنسى أن تطالب حكومتك الشعبية بوضع حداً لهذا التسيّب والفساد الإداري الذي يترتب عليه هدر أموال عامة ( تلهفها ) بدون وجه حق.

******

المطالبون بما سبق.. المحترفون منهم والهواة، لا يملكون تصوراً واضحاً لما يطالبون به ويسعون إليه، إنما يسعون للتغيير فقط.

سألت أكثر من مهتم أن يعطيني تصوراً واضحاً يمكن أن نقنع به أنفسنا بحاجتنا للحكومة المنتخبة والريّس الشعبي، وكان جواب الجميع غير بعيد من كلمات الرجل الطيّب.

من سيرأس الحكومة أيها الرجل الطيب؟

ومن سيتقلد الوزارات السيادية أيها الرجل الطيّب؟

وإذا جاءت أغلبية كأغلبية مجلس 2009 وين نولّـي؟

أيها الرجل الطيب.. الحكومة الشعبية قد تجعلك تردد هذا الدعاء في يوم من الأيام:

اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي

وهواني على الناس.. أنت أرحم الراحمين

ورب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني؟

إلى قريب يتجهمني أو إلى عدو ملكته أمري!

أيها الرجل الطيّب، لن تستطيع إقناعي لأنك بلا حجّة ولن أغيّر من قناعاتك لأنك مبرمج ومؤدلج وتبج الكلام من فمك ولا تعلم ماذا يعني.. مما أعيا تفكيري وحيّر عقلي.

ولكن.. بيني وبينك الشعب.. والأغلبية الصامتة، والإستفتاء الشامل الذي وحده سيحدد ما إذا كان الشعب الكويتي مستعداً للحكومة الشعبية.. أو المنتخبة، أو الإمارة الدستورية اللي ثلاثة أرباع الشعب لا يعرف ما الفرق بينها.

*****

خلاصة القول:
استبدل الملحد ستالين الإنتماء الديني للشعب الروسي بالإنتماء الشيوعي

2013-06-06

يا حكام العرب.. ‏السالفة وصلت للمس الخشوم

قبل حكم عبدالعزيز كان البدو آخذ ومأخوذ، هجاد وصباح، حيافة وحنشلة، وما دون الحلق ألا اليدين .

في إحدى تلك السنين الغابرة قام سبعة رجال من قبيلة ما بنهب إبل بدوي من قبيلة أخرى، ولم يكن عنده أثناء حدوث الغزو سوى عبده وراعي إبله اسعيد، فكان أن تغلبوا عليه بسهولة.

أخذوا الإبل والعبد كما أخذوا صاحب الإبل بغرض الإبتعاد به مسافة كافية، يضمنون خلالها عدم استطاعته العودة لطلب المساعدة واللحاق بهم.
وكانوا خلال مسيرهم يستفيدون من العبد في سوق ورعاية الإبل المسروقة، وأثناء راحتهم يخدمهم ويقوم على حاجياتهم.

كان إسعيد مطيعاً كعادته، ينفذ الأوامر بصمت، رغم أن الغزاة يسخرون منه ويضربونه أحياناً ويعرضونه للإهانة التي لم يسلم منها معزبه صاحب الإبل.
عندما وصل الغزاة إلى المسافة المطلوبة، واطمئنوا إلى عدم استطاعة أحد اللحاق بهم، قرروا إطلاق سراح المعزّب قائلين له:
سنطلق سراحك الآن لكننا سنأخذ هذا العبد معنا، وأشار المتحدث إلى اسعيد بخيزرانة كانت معه وضرب بها أنفه..
لكن ردة فعل إسعيد كانت غير متوقعه !!
إستشاط اسعيد غضباً واحمرّت عيناه وصاح بهم قائلاً: وصْلَتْ للمس الخشوم؟
هاج اسعيد هيجان البعير وهجم على الغزاة..
وشيل هذا وحط هذا.. وما هي إلا لحظات قليلة كانت كفيلة بإسقاط الرجال الـسبعة، بين كسير وجريح!

كل هذا والمعزب ينظر مذهولاً من المشهد الغريب وكيف آل النصر له بلمسة خشم!

أخذ صاحب الإبل إبله وركايب الغزاة وأسلحتهم وتركهم يعانون إصاباتهم البليغة، وعاد مع اسعيد متجهاً لأهله.

وأثناء طريق العودة قال المعزب : 
ليه ما فكيّت الإبل دامك تقدر للقوم يا اسعيد؟ ليه ما سويت سواتك هذي وحنّا قريّب أهلنا ؟!
ليه تخليهم يهينوني ويهينونك ؟

قال اسعيد:
ما دريت إنها تبي توصل لـ لمس الخشـوم !

******

خلاصة القول :

يا حكام العرب ، يا قادة الخليج ، يا أهل اليمن  يا هيه ، يا دعاة الحريات ، يا الثور الحمر 
السالفة وصلت للمس الخشـوم  !


*

2013-06-03

العليان وخطورة اللعب على الترتان

أتذكر في أحد مبارياتنا بدوري المراحل السنية، وبين الشوطين، نزل أخ صغير لأحد اللاعبين وبدأ يداعب الكرة و يطقطق بروحه في المنطقة القريبة من المنصة المكتظة بالمسؤولين والضيوف من الشخصيات العامة والجماهير الرياضية.
طبعاً هذه المنطقة مغطاة بما يسمى بالترتان، وهو جزء مخصص لسباقات الجري يحيط بمساحة الملعب.
هذا الولد يملك مهارات فنية جميلة تلفت الإنتباه، لذلك تفاعل معه الجمهور وأخذ بتشجيعه بالهتاف والتصفيق له.
الورع تأثر بتشجيع الجمهور وأخذه الحماس وأراد أن يبين للمتابعين أنه يمتلك مهارات أخرى غير الطقطقة! فقام بعمل حركة ( دبل كيك ) سريعة على الترتان الصلب.
المهم / الحركة أعجبت الجمهور الذي ضحك وصفق له طويلاً، لكن الورع ما قدر يقوم من قُوْ الخبطة على الأرض
*****
حمد العليان صار له فترة يطقطق ويستعرض مهاراته على ترتان الساحة السياسية والجمهور يصفق له.. وأتمنى أن لا يأخذه الحماس ويسوي دبل كيك.
******
اليوم / يقول حمد العليان لحمد المطر
(أبلّغ أحمد مطيع، إما يلتزم بالحكومة المنتخبة أو نرفض إستمراره مع الأغلبية)!؟
من أنت لتقرر إستمراره من عدمه يا ولد؟
هل أخذك الحماس وتصفيق جمهور لم يحضر لأجلك؟
هل تعي مدى صلابة الأرض التي تقف عليها عندما تطقطق؟
أحمد مطيع يمثل الأمة وعضو في الأغلبية التي تحتاجه مثلما أن إنضمامه لها يضيف إليه الكثير.
ولعلمك لو خرج معارضو الحكومة المنتخبة من الأغلبية لن تكون هناك أغلبية.. إسمعها وعلم بها ربعك.
ألا تعلم أن رأي أحمد مطيع في الحكومة المنتخبة هو رأي محمد هايف؟ وأيضاً رأي أكثر 12 عضو في الأغلبية؟
******
لماذا إخترت أحمد مطيع وتركت الآخرين؟
سأقول لك شيئا، إختيارك لأحمد مطيع يشابه إختياركم في الهجوم على دولة الإمارات وتجنب بقية دول الخليج وتحديداً السعودية حتى في الحد الأدنى من النقد.
سـتقول لي شلون؟
أقول لك، لأن السعودية تعامل المعارضين السياسيين مثلما تعاملهم دولة الإمارات لكنكم تهاجمون الإمارات فقط إعتقاداً منكم أنها الأضعف ولا تملك مؤيدين مثلما تملك السعودية، لأنكم لا تقوون على مواجهة السعودية علناً.
وفي موقف الإعتراض على الحكومة المنتخبة ومحاولة الضغط وإقصاء من يرفضها لا تجرؤ على مواجهة محمد هايف الذي يمتلك قاعدة كبيرة من المؤيدين والمحبين لما له من ثقل سياسي اليوم، فذهبت لمن تعتقد أنه الحلقة الأضعف في السلسلة، وما تدري أنك واهم ولن تشعر بقوْ الخبطة لين تطيح!

خلاصة القول :
معارضو الحكومة المنتخبة أكثر من مؤيديها، ولن تستطيعوا فرضها بالطقطقة وطولة اللسان وكثرة الإعتصامات ومحاولة العزل الإجتماعي.
*******
مقال من الأرشيف مع التصرف بتاريخ 15 سبتمبر 2012

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...