قبل حكم عبدالعزيز كان البدو آخذ ومأخوذ، هجاد وصباح، حيافة
وحنشلة، وما دون الحلق ألا اليدين .
في إحدى تلك السنين الغابرة قام سبعة رجال من قبيلة ما بنهب
إبل بدوي من قبيلة أخرى، ولم يكن عنده أثناء حدوث الغزو سوى عبده وراعي إبله
اسعيد، فكان أن تغلبوا عليه بسهولة.
أخذوا الإبل والعبد كما أخذوا صاحب الإبل بغرض الإبتعاد به
مسافة كافية، يضمنون خلالها عدم استطاعته العودة لطلب المساعدة واللحاق بهم.
وكانوا خلال مسيرهم يستفيدون من العبد في سوق ورعاية الإبل
المسروقة، وأثناء راحتهم يخدمهم ويقوم على حاجياتهم.
كان إسعيد مطيعاً كعادته، ينفذ الأوامر بصمت، رغم أن الغزاة
يسخرون منه ويضربونه أحياناً ويعرضونه للإهانة التي لم يسلم منها معزبه صاحب الإبل.
عندما وصل الغزاة إلى المسافة المطلوبة، واطمئنوا إلى عدم استطاعة
أحد اللحاق بهم، قرروا إطلاق سراح المعزّب قائلين له:
سنطلق سراحك الآن لكننا سنأخذ هذا العبد معنا، وأشار
المتحدث إلى اسعيد بخيزرانة كانت معه وضرب بها أنفه..
لكن ردة فعل إسعيد كانت غير متوقعه !!
إستشاط اسعيد غضباً واحمرّت عيناه وصاح بهم قائلاً: وصْلَتْ للمس
الخشوم؟
هاج اسعيد هيجان البعير وهجم على الغزاة..
وشيل هذا وحط هذا.. وما هي إلا لحظات قليلة كانت كفيلة
بإسقاط الرجال الـسبعة، بين كسير وجريح!
كل هذا والمعزب ينظر مذهولاً من المشهد الغريب وكيف آل
النصر له بلمسة خشم!
أخذ صاحب الإبل إبله وركايب الغزاة وأسلحتهم وتركهم يعانون إصاباتهم
البليغة، وعاد مع اسعيد متجهاً لأهله.
وأثناء طريق العودة قال المعزب :
ليه ما فكيّت الإبل دامك تقدر للقوم يا اسعيد؟ ليه ما
سويت سواتك هذي وحنّا قريّب أهلنا ؟!
ليه تخليهم يهينوني ويهينونك ؟
قال اسعيد:
ما دريت إنها تبي توصل لـ لمس الخشـوم !
******
خلاصة القول :
يا حكام العرب ، يا قادة الخليج ، يا أهل اليمن يا هيه ، يا دعاة الحريات ، يا الثور الحمر
السالفة وصلت للمس الخشـوم !*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق