يقال أن الخلطة السرية لـ(الكشري) كانت من ابتكار سيدة مصرية فقيرة أرادت أن تعمل عشاءً
لزوجها وأبنائها ولم تجد ما يكفي لإطعامهم، فلم يكن في مطبخها سوى حفنة أرز، وشوية
معكرونة وقليل من العدس، وكوب حمص، وليمونه، وبصلتين، وفص ثوم، وحبة طماط،
وباذنجانة. فقامت بـ (سلق) الأرز والمعكرونة، وأضافت بقية المكونات (الإجبارية)
إلى الطبخة، وقدمتها لزوجها وأولادها بعد أن رشت عليها شوية ملح وصلصة، وشطـّة.
وكانت
المفاجأة أن الطبخة أعجبت الجميع بدليل أنهم طالبوا الأم بتكرارها في اليوم الثاني؛ ومن
فرحة (العيال) أخبروا الجيران، وانتقل الخبر إلى الحارة، ثم إلى بقية المعمورة،
وأصبحت الطبخة مشهورة.
وهكذا
كانت بداية (الكشري) الوجبة الأشهر، بدأت بـ 11 صنفا في ظروف قسرية، ووصلت إلى 17
صنفاً في بعض المطاعم، وربما زيد على ذلك!!
أنا
لا أحب الكشري وعلاقتي بالبقوليات والباذنجان والبصل والثوم مقطوعة، لأنني مثل
كثير من الكويتيين أعاني من القولون، وقد نصحني الطبيب بالابتعاد عن كل ما سبق،
وأنا بدوري وعن سابق تجربة أنصح بمقاطعة الكشري لأن ضرره أكثر من نفعه وأستثني من
النصيحة (الآفات) آكلة الزلط عديمة الإحساس، لأن الكلام معهم ضايع!!
أقول
هذا القول مع كل تقدير واحترام للأرز بجميع أنواعه، وليس ذنبه أن جمعته الظروف
القسرية في (قدرٍ) واحد مع البقوليات..
قوى
11 / 11 تذكرني بـ (الكشري)، كنت أعتقد أن اجتماعهم في البداية لم يكن أكثر من ردة
فعل لحراك مجموعة الـ 26، حيث أرادوا توجيه رسالة احترازية مضادة للمجموعة لاعتقادهم
-ونحن معهم- بأن هناك تحركا مريبا قد يؤدي إلى تعليق الدستور، ووأد الديموقراطية.
لكن
الإعلان الأخير باعتبار قوى 11/11 تياراً وطنياً مدنياً -أي حزباً غير معلن- أثبت
أن الطبخة قد
أعجبت تلك الجمعيات الكثيرة ذات المجاميع القليلة، وتوهّم البعض منهم أن بإمكانهم
تشكيل كيان سياسي جديد استعداداً للدائرة الواحدة (الحلم) البعيد، فأعلنوا أنفسهم
حزباً وقاموا بتوزيع المناصب بـ (بلاش)!
عندما
استعرضت أسماء أعضاء 11/11 وتعرفت على توجهاتهم اكتشفت أن الظروف التي
جمعتهم شبيهة بقصة تلك السيدة مع الكشري!!
لذلك أعتقد جازماً أن (مؤتمرهم)
سينفض مع أول اختبار حقيقي، وسيعود كل حي لـ (حيـّه) لأن التوليفة غير متجانسة
وغير صحية وغير قابلة للاستمرار، أقول هذا القول مع كل تقدير واحترامي لبعض
الأسماء التي أجبرتها الظروف على خوض هذه التجربة الفاشلة
.