2014-06-23

صكوك الغفران

يبدو أن الشعب الكويتي يهيئ نفسه لمنح الشيخ أحمد الفهد صك الغفران عن ذنب لم يعترف به وتوبة لم يعلنها، وهذا يوضح أن شروط التوبة عند الشعب الكويتي لا تتعلق بالإعتراف بالذنب والإقلاع عنه وعدم الرجوع إليه.
إذن / ما هي شروط توبة السياسي المتهم بالفساد وسرقة المال العام؟
وما هو معيار منح صك الغفران؟
هو شرط واحد وبلا معيار،"أن تكون معنا" ويغفر الله لك!
وأيضاً نضمن لك عدم تعرضك لأي مسائلة مستقبلاً، كما لن يطالبك أحد بإرجاع ما تحصلت عليه من مال عام وإن كان بالمليارات، وربما نذهب معك إلى ما هو أبعد من ذلك!
المهم أن تكون في صفنا وتحارب معنا خصم المرحلة.
هناك تجارب ومواقف سابقة للشعب مع شخصيات مُنحت صكوك غفران رغم أنها لم تعلن توبتها، وكانت قد تمرغت في وحل الفساد بحسب تصنيف الشعب وتأكيد نوابه في مجلس الأمة بما توافر لديهم من دلائل مادية وشواهد ومعطيات.
أحد هؤلاء هو محمد الجاسم الذي اتهم أحمد السعدون وكتلة المعارضة في مجلس 2003 بالفساد، ثم انضم إليهم بعد 2006، وفي 2012 عينه أحمد السعدون مستشاراً في مجلسه!
ولا أدري هل كان صادقاً فيما قاله عن معارضة 2003 أم كان كاذباً؟
إن كان الجاسم صادقاً فهل تاب السعدون ومن معه مما نسبه لهم؟ أم أن المحامي انضم إلى فاسدين لغرض في نفسه.
وإن كان كاذباً - وهم أعلم به - فكيف يُمنح صك مغفرة وهو الذي لم يعتذر عن ذنبه ولم يقلع عنه؟
 ومن الحاصلين على صك غفران أيضاً محمد الدلال عضو مجموعة الـ26 التي إعتبر الشعب أن الإنضمام إليها عار وذنب لا يغتفر / وبالمناسبة ما زال الـ25 الآخرين ملاعين مترس في نظر بعض الشعب!!
وتعتبر حدس أحد أهم المذنبين المغفور لهم، وهم الذين أضفوا الشرعية - وبالإجماع - على كل فساد حكومي، وهم الذين أبطلوا كل مشروع نيابي يطالب بمكتسبات الشعب، ومنعوا المواطن من حقوقه بالتنسيق مع الحكومة، كما أنهم أجهضوا كل استجوابات نواب الأمة بترجيح كفة الحكومة خلال 5 مجالس برلمانية.
والطريف أيضاً أنهم في مجلس فبراير 2012 مارسوا مهنتهم بالدفاع عن الحكومة رغم انضمامهم لكتلة الأغلبية المعارضة!!
أيها الإخوة / قد نصحو في يوم من الأيام وأحمد الفهد حاكماً أو رئيساً للحكومة، ومحمد العليم نائباً للريّس، والجاسم رئيساً للفتوى والتشريع، ونواب حدس يعودون للعب دور الموالاة من جديد.. فما أنتم قائلون حينها؟
أخاطب الذين اتهموا أحمد الفهد وأقنعوا الشعب بفساده ورفضوا وجوده في الحكومة.
أخاطب كل من يعرف تاريخ محمد الجاسم ويثق بأنه يكذب ويتجنى على أحمد السعدون دفاعاً عن سراق المال العام.
أخاطب كل من تبرأ من مجموعة الـ26.
أخاطب المنافق السياسي الذي يثني على مواقف أعضاء حدس في العلن، وفي المجالس الخاصة يردد (أدري أنهم متسلقين وما لهم أمان).  
قلنا لكم سابقاً: لا تفجروا في الخصومة، ونقول لكم اليوم: لا بأس من الصفح، لكن اجعلوا للعلاقات الإجتماعية مقياساً، وللسياسية معياراً، وللتوبة شروطاً.
*
خلاصة القول:
صكوك الغفران وثائق ابتدعها الرهبان الكاثوليك للحصول على مكاسب دنيوية
*

2014-06-19

الثوّار في ميزان الأحرار

السادة / دعاة الحرية،
أصحاب مقولة "الشعب مصدر السلطات"، المناصرين للشعوب الثائرة في كل مكان وزمان
 
ما هو الفرق بين ثورة سوريا وثورة العراق؟!
المبدأ الذي تدينون به يقول أنه لا فرق بين هذه وتلك، والمنطق الذي استنطقتموه يقول ذلك، ومواقفكم من كل المظاهرات والثورات أو "التخاريف العربية"، كل شيء يشير إلى أنكم يجب أن تقفوا مع الشعب العراقي وتناصروه وتحشدوا له في تويتر، وتجمعوا له التبرعات في "الديوانيات" وتذهبوا إلى هناك، وربما تقاتلون معه! لكنني لا أراكم تفعلون.
ولا أظنكم ستعتصمون أمام السفارة العراقية؟ أو تطالبون بطرد السفير؟ وقطع العلاقات؟ وإغلاق الحدود؟
*
أتعلمون لماذا؟
لأن مبدأكم طرمبه، ومنطقكم أعوج،
ومواقفكم خاضعة لمتغيرات الظروف والمصلحة، ومُسيّرة بفعل الإعلام الموجّه.
ولأن العراق غير!!
*
لو استرجعنا موقف "دعاة الحرية" المناصرين للشعوب من ثورة مصر، وجعلناه على كفة ميزان وفي الكفة الأخرى موقفهم من الثورة العراقية لاتضح لنا أن الكفة "مايله"؛ فهُم قد ألقوا بكل أوراقهم واستماتوا - وما يزالوا - في مناصرة الثورة المصرية، وفي المقابل عمدوا على تسطيح ثورة العراق وغيرها من الثورات، مما يؤكد أن الأمر لا يتعلق بمبدأ أو منطق! إنما مصلحة أو مناصرة حزب وسعيٌ للسلطة.
وقد تجولت في تويتر على حسابات العديد من "الأحرار"، فوجدت أن أكثرهم تفاعلاً مع ثورة العراق قد اكتفى بـ"تغريدة حشمهْ" وأداء واجب!
هناك قصر نظر عند كثير من الناس الذين اعتقدوا بوجوب اتخاذ موقف موحد من كل ثورة شعب ضد كل حاكم.
يعاني هؤلاء اليوم من اضطراب في المفاهيم وتناقض في المواقف؛ لأنهم انساقوا خلف إعلام موجّه تقوده عقول مدبّرة عرفت كيف تستدر عواطفهم، تستخدمهم في قضايا، وتصدهم عن أخرى أكثر أهمية.
* نقطة:
قد يخرج علينا من يقول أن حكومة العراق جاءت عن طريق الإنتخابات ولا يجب تغييرها إلا من خلال الصناديق!
وهل يحق للمالكي قصف الشعب بالطيران لمجرد أنه منتخب؟
*
خلاصة القول:
يقولون أن المبادئ لا تتجزأ / أنا أقول أنها تتجزأ وتتهزأ أيضاً!
.

2014-06-16

ندوة حشد ولقاء الفهد / قراءة وملاحظات

اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين

 كشف لقاء الشيخ أحمد الفهد وما جاء فيه على لسانه أن ندوة الثلاثاء الفائت كانت برعايته، حيث تطابقت المعلومات التي ذكرها الفهد بما تحدث به مسلم البراك في ساحة الإرادة، وتحدث الفهد أيضاً عن حكم نهائي من محكمة بريطانية مؤكداً ما قاله جمعان الحربش عن " حكم نهائي من دولة أجنبية يثبت أن المقاطع صحيحة " كما أن أكثر من نائب سابق جاء على ذكر مؤسسة كرول والتي ذكرها أحمد الفهد، مما يعني أن أعضاء من ائتلاف المعارضة تواصلوا مع الفهد شخصياً أو من خلال وسيط زودهم بصور من المستندات وقليل من المعلومات، لكن الذي يبدو أن الفهد لم يقتنع بأداء نواب المعارضة المتحدثين في ساحة الإرادة الثلاثاء الماضي/ لذلك خرج في لقاء تلفزيوني ليوصل ما لديه بطريقته!
*
شخصياً لا أرى بأساً في مجال العمل السياسي من التعاون - بحدود - مع أي أطراف وإن كانت تدور حولها الشبهات ما دام ذلك يصب في مصلحة الوطن والمواطن، وقد ذكرت ذلك في مقالي " حوار عبيد والسلطة " وأكدت فيه أن السلطة أو الحكومة تعتبر أحد أهم مكونات المعادلة السياسية ولا مانع من الجلوس معها على طاولة الحوار وإن كانت متهمة بالفساد.
*
الفهد اتخذ قراراً بالذهاب إلى النيابة العامة بشكوى ضد المتورطين مستنداً على ما لديه من الدلائل المطابقة لما تمتلكه حشد، وبهذا يتعذر على حشد أو ائتلاف المعارضة الدعوة لأي نشاط أو حراك حتى تفصل النيابة في الدعوى، وسيكون أي تحرك قادم مرهون بتحرك جديد للفهد!
*
الذي أعتقده أن ذهاب الفهد للنيابة العامة ليس سوى خطوة يجب إتباعها وإبراء ذمة قبل تدويل القضية، لكنني أتمنى أن تقبل النيابة الدعوى ويدان المتهمون في سابقة نحتاجها في بلد لا تتسع فيه السجون لملأىٰ البطون!
*
في أكثر من تصريح حدد بعض أعضاء ائتلاف المعارضة هدفهم من الحراك بحل المجلس وإستقالة الحكومة! وأسألهم هنا: ما هي الخطوة التي تلي حل المجلس؟ هل ستخوضون الإنتخابات؟ إن كانت الإجابة بـ لا فما سبب المطالبة بحل المجلس؟
*
لغة خطاب أعضاء ائتلاف المعارضة إختلفت في الفترة الأخيرة وانخفضت نبرتها تجاه السلطة، كما أن الفهد أكد أكثر من 3 مرات في لقاءه الأخير أن الأمير حريص على معرفة الحقيقة، وهذا أمر جيد كما ذكرت سابقاً بأن السلطة هو الأمير واستقرار حكمة استقرارٌ للبلد.
*
الصراع اليوم يدور بين أطراف لا يملكون أي صفة رسمية وجميعهم خارج الحكومة والمجلس، وهو صراع انتقام ومحاولة عودة، والمضحك أن خصوم الأمس أصبحوا حلفاءً اليوم! في تبادل أدوار يكشف مدى عفن اللعب السياسي 
( المحمد / الخرافي ) ( المحمد / حدس ) ( الخرافي / حدس ) ( حدس / الشعبي ) ( الشعبي / الفهد ).
*
مرزوق الغانم وضع من نفسه خصماً في هذه القضية وتصدى لها بكل قوته لأنه يعلم أن نجاح أحمد الفهد ووصوله لرئاسة مجلس الوزراء أو للحكم! ولو بعد حين سوف يسبب لهم الكثير من المشاكل.
*
ما يقوم به الفهد - مع تحفظي على أسبابه ومصداقيته - قد يعود على البلد بخير في جزئتين مهمتين وهما ترتيب بيت الحكم، والحد من فساد المتنفذين الآمنين سابقاً من كشف سترهم من قبل المطلعين على أسرارهم.
*
لاحظت على كثير من الشباب ثقتهم وإقتناعهم التام بمصداقية ونزاهة القضاء البريطاني!! وكأن الـ 100 مليون اللي تجيب راس مسلم كويتي ما تجيب راس خنزير بريطاني!!
*
خلاصة القول:
جـعـل الـسـحـاب إليا تـــرادف ربـابــه
يمطر ومـــن عـقـبـه تـزيــن الفـيـاضـي

2014-06-14

السياسي الكويتي لاعب محلّي

تحدثت في أكثر من مقال وفي تويتر أيضاً عن تكتيك مدسوس - أصبح مكشوفاً - لمخطط خبيث تقف خلفه أمريكا - وأداتها حزب الإخوان في مصر والخليج، بالإضافة إلى دعاة الحريّة حماة الدساتير - بهدف تقسيم المنطقة وفق خريطة الشرق الأوسط الجديد الذي لن يتحقق إلا بخلق حالة من الفوضى تبدأ بزرع الكراهية بين الشعوب وحكامهم حتى لا تكون هناك مرجعية سياسية، والطعن في علماء الدين لإسقاط المرجعيات الدينية ثم التشكيك في القضاء لعدم احترام وتطبيق أحكامه مما يؤدي إلى عدم احترام القانون وفقدان الأمن وبالتالي سقوط أركان الدولة.

في الكويت لا أجد قبولاً جيداً لرأيي هذا خصوصاً عند شريحة الشباب الطارئ على السياسة ممن اشتركوا مؤخراً مع إخوان الكويت فيما يسمى بالحراك، حيث غلب على هذه الفئة عدم قبول أي نقد في حق شركاء العمل والمصلحة والمرحلة، إضافة إلى تغلّب عاطفة الكويتي بطبعه على عقله.

لكنني أحذرهم / إن نجح هذا المخطط في الكويت فهو نهاية دولة، وهو بوابة دخول الفوضى إلى المملكة العربية السعودية العمق الاستراتيجي للخليج والعرب وقبلة المسلمين، وحينها لن يكون هناك وطن.. ولا مزبن.
*
الخبثاء أصحاب الأهداف والأجندات يركزون على إبراز أخطاء الحكام والحكومات والمسؤولين و "تهويلها" إعلامياً، وفي نفس الوقت يتجاهلون الإيجابيات ويستنكفون عن شكرها في الموضع الذي تستحق!

هل رأيت معارضاً يعمل بمبدأ الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات في تقييم أداء الحكومة؟ أم (هل سمعت سياسياً له مطمع في السلطة يثني على حاكم بلده أو يشكر وزيراً على عمله أو قاضياً أنصف في حكمه)؟؟
هم لا يستطيعون إقناع الناس بأنهم الأفضل، لكنهم نجحوا في إثبات سوء إدارة الحكومة التي لا تقل عنهم سوءًا.  
أضف إلى ذلك الخبث ما يقومون به من قلب للحقائق وترويج لأخبار كاذبة تصوّر الحاكم خائناً لدينه وعروبته وبلده، بهدف زيادة الضغينة بين الشعوب وحكامهم.
وإليكم هذه التغريدة كمثال
 
  
الكل يعرف أن السعودية ضد سياسة المالكي حتى أن المالكي نفسه اتهم السعودية بإعلان الحرب على بلاده فكيف يصور لنا الشاهين الحقيقة مقلوبة / وانظر كيف استخدم مصطلح (اجتهاد) بدلاً من سياسة!!

يحاول أسامة الشاهين في تغريدته إظهار السعودية والكويت بمظهر الداعم لحكومة المالكي الشيعي ضد الثوار السنة، وهي تغريدة بنبرة طائفية بامتياز الهدف منها تأليب السنة على حكامهم، كما أنها تحريض لسنة العراق على حكام الكويت والسعودية، وقد تناسى الشاهين أن حزب الإخوان في العراق ممثلاً بالهاشمي هو من وضع يده بيد المالكي من أجل الوصول للسلطة وإن كان على حساب الشعب العراقي السني.
وقد ينكر إخوان الكويت هذا الأمر كعادتهم على طريقة (هذا منشق عن الحزب) لكن هذا العذر لم يعد يلقى القبول عند الناس.
*
خلاصة القول:
قصيرة جداً قامة السياسي الكويتي أمام الأحداث العالمية والإقليمية .

*
 

2014-06-07

الكاميكازي مسلّم البراك

((بعد استعراض مبالغ التحويلات وتواريخها فبلاشك أن الإرادة ستشهد عرض الأسماء والجهات المتورطة)) الدكتور عبيد الوسمي
* 
لو صرح مسلم البراك قبل يوم الثلاثاء بأنه لن يذكر أسماء المتورطين فهل سيذهب الناس إلى ساحة الإرادة؟

لا طبعاً، فالأرقام المليونية والتواريخ ذُكرت سابقاً والناس تبحث عن جديدٍ أكيد! ومن غير المنطق أن يكون هناك اجتماعاً طارئاً لـ(حشد) تعقبه دعوة استثنائية للتجمع في ساحة الإرادة لمجرد التحدث بتلك اللغة المستهلكة عن حجم التحويلات غير المشروعة التي أصبحت يقيناً لدى كل مواطن كويتي.
إذن هناك جديد، والجديد هو الأسماء والجهات المتورطة، وهذا يعني أن تغريدة عبيد عبارة عن فلسفة في فهم الموقف وقراءة منطقية لما يفترض أن يكون في ثلاثاء الإرادة، لكن إشكالية المعترضين على عبيد تكمن في النوايا بسبب التراكمات الخلافية القابعة في نفوس البعض.
شخصياً لا أتمنى أن يُفْصَح عن أسماء المتورطين على طريقة الـ"كاميكازي" والتي ستؤدي إلى ملاحقة مُعلنها قانونياً مما قد يعرّضه "مهمهية" قصر العدل والتي عانى منها كثيرون وأبرزهم مسلم البراك.
وأتساءل هنا: إن كان قرار الإفصاح عن الأسماء قد أتخذ فعلاً ولا رجوع عنه:  
لماذا دائماً يكون مسلم البراك هو حمّال الثقيلة؟ 
لماذا لا يحملها عنه هذه المرة جمعان الحربش ويعلن الأسماء؟ لماذا لا تكون التضحية من أسامة الشاهين؟ أو محمد الدلاّل؟ أو أعضاء الشعبي؟
إلى متى وأنتم تدفعون بمسلم البراك في الواجهة وتتذرون به؟
يحرضونه فإن غَنِمَ شاركوه الغنيمة وإن انهزم فلوحده!
وبالأمس يقول أحدهم: سووا سواته / وافعلوا فعله!!
طيب وأنت ليش ما تسوّي سواته؟ 
* 
خلاصة القول: 
الكاميكازي موت مؤكد لصاحبه وضرر محتمل للعدو، إن جاء بالنصر فالغنيمة لغيرك، وإن كانت الهزيمة فالمنتحر في النار!
.

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...