2014-06-19

الثوّار في ميزان الأحرار

السادة / دعاة الحرية،
أصحاب مقولة "الشعب مصدر السلطات"، المناصرين للشعوب الثائرة في كل مكان وزمان
 
ما هو الفرق بين ثورة سوريا وثورة العراق؟!
المبدأ الذي تدينون به يقول أنه لا فرق بين هذه وتلك، والمنطق الذي استنطقتموه يقول ذلك، ومواقفكم من كل المظاهرات والثورات أو "التخاريف العربية"، كل شيء يشير إلى أنكم يجب أن تقفوا مع الشعب العراقي وتناصروه وتحشدوا له في تويتر، وتجمعوا له التبرعات في "الديوانيات" وتذهبوا إلى هناك، وربما تقاتلون معه! لكنني لا أراكم تفعلون.
ولا أظنكم ستعتصمون أمام السفارة العراقية؟ أو تطالبون بطرد السفير؟ وقطع العلاقات؟ وإغلاق الحدود؟
*
أتعلمون لماذا؟
لأن مبدأكم طرمبه، ومنطقكم أعوج،
ومواقفكم خاضعة لمتغيرات الظروف والمصلحة، ومُسيّرة بفعل الإعلام الموجّه.
ولأن العراق غير!!
*
لو استرجعنا موقف "دعاة الحرية" المناصرين للشعوب من ثورة مصر، وجعلناه على كفة ميزان وفي الكفة الأخرى موقفهم من الثورة العراقية لاتضح لنا أن الكفة "مايله"؛ فهُم قد ألقوا بكل أوراقهم واستماتوا - وما يزالوا - في مناصرة الثورة المصرية، وفي المقابل عمدوا على تسطيح ثورة العراق وغيرها من الثورات، مما يؤكد أن الأمر لا يتعلق بمبدأ أو منطق! إنما مصلحة أو مناصرة حزب وسعيٌ للسلطة.
وقد تجولت في تويتر على حسابات العديد من "الأحرار"، فوجدت أن أكثرهم تفاعلاً مع ثورة العراق قد اكتفى بـ"تغريدة حشمهْ" وأداء واجب!
هناك قصر نظر عند كثير من الناس الذين اعتقدوا بوجوب اتخاذ موقف موحد من كل ثورة شعب ضد كل حاكم.
يعاني هؤلاء اليوم من اضطراب في المفاهيم وتناقض في المواقف؛ لأنهم انساقوا خلف إعلام موجّه تقوده عقول مدبّرة عرفت كيف تستدر عواطفهم، تستخدمهم في قضايا، وتصدهم عن أخرى أكثر أهمية.
* نقطة:
قد يخرج علينا من يقول أن حكومة العراق جاءت عن طريق الإنتخابات ولا يجب تغييرها إلا من خلال الصناديق!
وهل يحق للمالكي قصف الشعب بالطيران لمجرد أنه منتخب؟
*
خلاصة القول:
يقولون أن المبادئ لا تتجزأ / أنا أقول أنها تتجزأ وتتهزأ أيضاً!
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...