اتهموا عبيد الوسمي وشنّعوا عليه اعتقاداً أو تلبيساً منهم
أنه يدعو لحوار "السلطة"، وهذا ما نفاه الدكتور في توضيح أكد فيه أن دعوته
كانت للحوار مع كافة مكونات المعادلة السياسية دون اقصاء لأحد بهدف الوصول إلى أقرب
نقاط يتفق عليها للإنطلاق إلى مشروع اصلاح يمكن من خلاله انتشال البلد من حالة التوتر
التي تعيشها، وانهاء الأزمة المعقدة التي بدأت بشعار مستحق اتضح فيما بعد أنه مجرد
وسيلة لبلوغ غاية.
قبل الإسهاب في الحديث عن الحوار، لنقف قليلاً عند نقطة مهمة
قد نكون غفلنا عنها في زحمة الأحداث وزخم الأصوات العالية التي تُفقد التركيز وتضيع
صوت العقل الخافت.
لنتسائل بدءاً / من هي السلطة؟ هل هي السلطة التنفيذية أي
الحكومة؟!
ولماذا يرفضون التعامل معها ويمارسون الإرهاب الفكري على
كل من يدعو للجلوس معها على طاولة الحوار؟
السلطة التي يعنونها هنا هي شخص صاحب السمو أمير البلاد،
وقد تم تداول هذا المصطلح بتعمد واضح وايحاء خبيث تم الإتفاق على اطلاقه بتغريدات متزامنة
من قبل أعضاء حدس وكوادرها، كررها بعدهم أناس يجهل أكثرهم ما المقصود بالسلطة وجهلهم
بهدف استخدام هذا المصطلح أشد.
حدث ذلك تحديداً مع بداية النصف الثاني من عام 2012 بعد حل
مجلس فبراير، وكنت قد نبهت على ذلك في حينه وكررت ذات السؤال على أكثر من "عارف"
عن الفرق بين السلطة والحكومة فقال أفقهم ماني بـ "عارف"!
كثير من الناس لا يعرف ولا يريد أن يعرف بعض التفاصيل، خصوصاً
تلك المعرفة التي تحتاج لبحث وقراءة ويصحبها تفكير، لذلك لم يهتم الناس بمن وكيف ولماذا
تم استخدام مصطلح السلطة في تلك الفترة تحديداً والتي أعقبت تحالف الأغلبية مع حكومة
جابر المبارك الريّس الذي حظي بحماية الأغلبية البرلمانية مقابل وعود لم يفِ منها بشيء
بحجة حل المجلس، ومع ذلك وجد البعض أنه من غير المقبول إلقاء اللوم على جابر المبارك
الحليف في موضوع حل المجلس والخطأ الإجرائي المزعوم، فكان الإتفاق على رفع سقف المخاطبة
وتجاوز الحاجز الأخطر إلى مقام صاحب السمو، وحيث أن ذات الأمير مصونة بحسب الدستور
فقد تم استخدام مصطلح "السلطة" تفادياً للمسائلة القانونية.
والآن لنعد إلى فكرة الحوار.
أليست السلطة والحكومة أحد أهم مكونات المعادلة السياسية؟
لماذا لا نتحاور معها؟
شخصياً لا أجد سبباً مقنعاً يمنع من الحوار مع الحكومة إلا
إذا كان الخلاف والخصام مع الحكومة أو "السلطة" وصل إلى حد العداء المطلق،
وهذا ما لا أعتقد أن عاقلاً يقول به.
في كثير من الدول يجلس الفرقاء على طاولة الحوار بعد خلاف
وخصومة وصدام وهدم بيوت وإراقة دماء وآلاف من الضحايا، فما لنا نرفض حوار الحكومة التي
مهما بلغت من سوء وفساد فلم تصل إلى معشار سوء وفساد وجبروت الأخرين، كما أن حكومتنا
وفي أسوأ أحوالها تعتبر أفضل من بعض أولئك الذين ننسبهم لمكونات المعادلة السياسية
ثم نجلس ونتحاور معهم!
من هذا المنطلق أدعو للجلوس مع الحكومة التي أتمنى أن تبادر
بالدعوة للحوار، وأن يقبل بها الآخرون حباً وتضحية للوطن وتقديماً للصالح العام.
*
خلاصة القول:
الحوار هو مراجعة الكلام بهدوء بين شخصين أو أكثر بهدف الوصول
لنتائج ايجابية