قديماً - وليس قديماً جداً ! - كانت الدواب هي
وسيلة التنقل الرئيسيه في الجزيرة ، وكما هو الوضع الآن - في القدره على إمتلاك الـ
( مايباخ ) و الـ ( بنتلي ) والـ ( لكزس ) كان الوضع في السابق - فليس كل أحد يستطيع
إمتلاك ( بعير ) أو فرس
لذلك كانت الوسيلة المتاحة والأقل تكلفة لعامة
أهل الحاضرة هي ( الحمار ) أجلكم الله
أما الدواب الفارهة ! فهي للتجار والشيوخ فقط
، وليس عيباً أن نركب الحمار فقد ركبه الأنبياء صفوة البشر ، ومع ذلك فأهل البادية
لا يقبلون بغير الجيب أبو شنب والونيت أي البعير والحصان ، فالطبيعة الصحراوية التي
يستمد منها البدوي الأنفة وعزة النفس ما تقبل الحمار
المهم ،، كانت هناك مجموعة من الحمّـارة تقوم
بمهمة نقل البضائع بين القرى المحلية ،، أو بين الكويت والبصرة أوالزبير ،، يجتمعون
في مكان معروف في الكويت وينطلقون منه إلى مقصدهم ،، لا تجمعهم قبيلة ،، ولا نسب ،،
ولا مذهب ،، ولا صداقه ،، لكنهم يستأنسون ببعض من وحشة الطريق وخطر السباع ،، وقطاع
الطرق
تراهم جنباً إلى جنب في المسير ،، وعند التوقف
للإستراحة ابتعد كل حمــّار عن أصحابه وأخرج مزهبه وتناول غداءه ،، لحاله ،، وهذا متعارف
فيما بينهم .. على قولة المثل : كل واحد ياكل من زهابه
إذا تأخر أحدهم في المسير لا ينتظروه ،، ومن يمت
حماره لم يحملوه ، ولذلك يطلق على هذه الخـوّه خـّوة حمـّارة
وعند وصولهم لجهة مقصدهم يتفرقون في سوق البلد
كأن لم يعرف أحدهم الآخر ، وقد يتواعدون في مكان محدد ووقت معلوم للعودة لديارهم ،،
ومن يتخلف ما عنه نشـّاد
الكتل السياسية والتجمعات البرلمانيه والحركات
الشبابية الطارئة على ساحتنا المحلية اجتمعوا على طريقة الحمـّارة فتفرقوا سريعاً
خلاصة القول
لم يعد ركوب البنتلي والمايباخ مقصوراً على التجّار
والشيوخ ، وأصبح كثير من البدو حمـّــارة
*
مقال من الأرشيف مع التصرف
1/7/2009