مقدمة:
نحن نُبغض اليهود، وضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، ولا نتمنىٰ الصلح مع إسرائيل، ونمتنع عن التعاون مع الإسرائيليين كأفراد، ولا يوجد منا من يعمل في مؤسسة إعلامية يُديرها عزمي بشارة، الرأي الشرعي في العلاقة مع اليهود متروك للعلماء الراسخين في العلم، والقرار السياسي، في يد ولاة الأمر لتقدير المصلحة العامة، في الصلح، من عدمه، ويشمل ذلك اليهود، وأمريكا، والإتحاد الأوربي، والناتو، وبوتين، والصين، وأثيوبيا، .. وأنت ماشي🚶🏻♂️.
⁃ ما جاء في كتاب؛ توضيح الواضحات.
⁃ باب؛ حاول تفهم.
*
حوار مع شخص عمره 50 سنة؛
⁃ سمعت كلام النفيسي اليوم؟
🤓: اي والله سمعته، قال خوش كلام.
⁃ النفيسي كرر أكثر من مرة "علماء الإسلام الثقات"، هل تعلم أحدا منهم؟
🤓: لا والله، بس أكيد هو يعرف.
⁃ لكن النفيسي سنّد على علماء ثقات -ما سمّاهم-، وأنهم أفتوا بعدم جواز الصلح الدائم، وأن في إقرار هذا الصلح كُفرا صريحا.
🤓: ما دام العلماء قالوا، فاللي يصالح اليهود صلح دائم، فهو كافر، بلا شك.
⁃ طيّب، هل ينطبق الكلام هذا على اتفاق الإمارات، وإسرائيل.
🤓: طبعاً.
⁃ تقصد أن حكام الإمارات وقعوا في الكُفر؟ وتميم؟ وأردوغان؟ والسيسي؟ والأردن؟ وعُمان؟ والمغرب؟ وموريتانيا؟ وتونس؟ وكل الدول المسلمة، التي لديها إتفاقيات مع اسرائيل، يعني الدعوىٰ صارت كلها كفرنة، بحسب مفهومك، وبناء على استدلال النفيسي بعلماء ثقات ما سمّاهم!
🤓: أعوذ بالله، أنا ما أكفّر أي أحد، لا تقوّلني كلام ما قلته.
⁃ الحمد لله إنك ما تكفّر أحد، بس انتبه! لا تاخذ العلم إلا من أهله، واحذر من نقل الجاهل، اللي يسنّد على المجهول، وتلاحق على باقي عمرك.
*
يقول النفيسي، في كلمته، الأخيرة، المكتوبة، مبرراً إتفاقيات مصر، والأردن، مع اسرائيل: أن هذه الدول تورّطت بهذه الإتفاقيات، وكان بينهم حروب، وتطاحن، وأن هذه الحالة، دفعت مصر، والأردن دفعاً، لعقد مثل هذه الإتفاقيات، وهؤلاء لديهم حجة، أما نحن في الخليج، فلا حجة لدينا، فلا حدود مشتركة، ولا حروب، ولا مصالح مشتركة. انتهى كلامه
تعليقي، إما أنك مجبور على سرد هذه الكلمة الإنشائية، أو أنك ما زلت تستغبي جمهورك، وتستغفل الغافلين! وسأبيّن ركاكة ما جاء في ورقتك، وهشاشة استدلالك، متجاوزاً المسألة الشرعية، وتقوّلك على علماء المسلمين، وتكفيرك لخلق الله على لسانهم، فلذلك أهله.
مضحكٌ، تبريرك لإتفاقيات مصر، والأردن، واستدلاك بالحروب، والحدود المشتركة، والمصالح، وأنها حجة لهم، بينما لا تشملنا هذه الحجج.
هل فاتك أن التاريخ كتب، ووثق حروبنا -دول الخليج- مع اسرائيل في 67، و73، وأن لدينا شهداء، ولدينا شهود أحياء، شاركوا في تلك الحروب؟
يا أبو سياق تاريخي، وجغرافي!، نحن وإياهم سواء في الأمر، لكننا لم نتذرع بأي من هذه هذه الذرائع، والمبررات -التي تسّوقها بجهلك- رغم الضغوط التي تمارس علينا من أمريكا، وأوربا.
وعلى طاري جغرافي، السعودية لديها حدود مشتركة مع اسرائيل، والربع في تبوك، وحقل، يشوفون العسكري الإسرائيلي اللي مستلم برج، شوف العين، ولبنان كذلك، لديها حدود، وسوريا، لديها حدود، فهل هذا مسوّق جغرافي، كاف، لمن أراد عقد إتفاق، وصلح مع اسرائيل؟ كيف تفكّر؟!
أما المصالح المشتركة، فهي كلمة بجّيتها، ولا تدري، هل هي لك، أم عليك، فالمصالح المشتركة، مصطلح فضفاض، يسع كل صاحب مصلحة، فمنها التجارية، ومنها الأمنية، ومنها مصلحة الفلسطينيين، ومنها إقرار السلام، ومنها التصدّي لمخطط تأجير ايران جزر طنب، وأبو موسىٰ، لتركيا، لإقامة قاعدة عسكرية، مما يشكل خطراً على الإمارات من عدوها المُعلن في هذه المرحلة.
يا د. عبدالله، أنا لا أدري، هل تتحدث لتبيّن خطر الصلح مع اليهود، أم أنك -بجهل، أو بخبث- تخلق الأسباب، لتهيئة الأرضية، والذريعة لمن أراد عقد إتفاقية مع اسرائيل، بمسوّقاتك، التاريخية، والجغرافية، والمصلحية، والحدود، والحروب، ودفعاً!
وعلى طاري مصلحيّة، ودفعاً، ما المصلحة، والسبب، لعدم ذكرك للإتفاق القطري، الإسرائيلي، وما الذي دفع قطر لعقد صلح، وتطبيع مع اليهود منذ 1996، رغم عدم وجود مصلحة، ولا حدود، ولا حروب 🤔، وأنت القائل: (لذا، من الصعب إقناعنا في الخليج، بأي مسوّقات شرعية أو قانونية للصلح مع اليهود)!!
يُكمل النفيسي: (أما تركيا، فقد فرض مصطفى كمال العلماني، المتوحش، التطبيع على الشعب التركي).
لا أدري إن كان يقصد مصطفىٰ أتاتورك، الذي توفىٰ عام 1938، بينما الإعتراف التركي بإسرائيل، كان بعد موته بـ10 سنوات، فهل فرض عليهم التطبيع قبل توقيع الصلح، والتطبيع، أم فرضته عليهم روح أتاتورك، ونصبه التذكاري، اللي يزورونه كل صبح، ومسا.
مع عدم أهمية هذه المعلومة، فتبرير النفيسي، لحكومة أردوغان هنا، مردود عليه، لأن تركيا قد قطعت علاقاتها بإسرائيل في 2009، بسبب حادثة مرمرة، فمن فرض على الشعب التركي إعادة العلاقات مع الكيان الصهيوني، بعد ذلك بسنوات، وهل يدخل أردوغان بذلك الإتفاق، في دائرة الكُفر الصريح الذي تحدث عنه النفيسي؟
ثم يقول:
أن الصهاينة، يريدون أن تكون لهم يد مباشرة في الخليج، ويكونون موجودين معنا في الخليج، علشان يسعّرون الفتن بين الأطراف.
في هذي صدقت، فالصهاينة منذ تواجدهم في قطر، مع نشأة قناة الجزيرة، عملوا على تسعير الفتن بين دول الخليج، وكانت الكويت هي الهدف الأول لها، فالسعودية، والإمارات، والبحرين، ولم تسلم أياً من الدول العربية، من الفتن التي تنطلق من منصة الصهاينة الإعلامية، في الدوحة.
ولا زلنا نتذكر حضور بيريز للدوحة، حيث دشّن قناة الفتن، وبارك جهود القطريين في التسعير، ومثلك لا يجهل كلمة النائب السابق خالد العدوة الشهيرة، في البرلمان الكويتي، وتحذيره من هذه الفتنة تحديداً.
في الختام تحدث النفيسي، عن مخطط أمريكي لتوطين 3 ملايين فلسطيني، في صحراء الخليج، وأنه بصفته مستشار للسعدون، في مجلس الأمة رفض هذا، و... !!
موقف دولة الكويت معروف، وثابت، تجاه القضية الفلسطينية، ولسنا بحاجة لرأي مجلس، أو مستشار، لكن المهم، عرفنا أنك كنت مستشارا في مجلس الأمة، عند أحمد السعدون، الله يسامحه.
ولم ينس النفيسي، في كلمته أن يتنقّص -كعادته- من أهله، فذكر أن الشعب الخليجي، استهلاكي، غير منتج، وبالطبع لم يعترض عليه أحد من جمهوره، اللي بغوا ياكلون خشم هند الصبيح لأنها قالت ذات مرة؛ الكويتي لا يعمل ....، فقفزوا عليها، شتماً، وركلاً، قبل أن تُكمل جملتها!
*
على الهامش؛
أكثر رسائل وصلتني بشأن اتفاق الإمارات، واسرائيل، جاءت بمضمون (هاااا ليش ما تعلّق على تطبيع الإمارات؟)...!
كنت أرد بسؤالين اثنين2 فقط؛
⁃ مشكلتك مع التطبيع، أو مع الإمارات؟
🤓: مع التطبيع طبعاً.
⁃ هل لك موقف مُعلن -ولو في القروب على الأقل-من تطبيع قطر واسرائيل 24 عاماً؟
🤓: لا، بس أنت ليش ما تعلّق؟
⁃ علّقت، بس أنت ما فهمت 😎.
*
خلاصة القول:
يبدو أن النفيسي دُفِعَ لتسجيل هذه الكلمة المكتوبة دفعاً.
.