في الـ ٧٠ ــات ، والـ ٨٠ ــات ، كانت كرة القدم شغف الأطفال ، والشباب ، فلا يمكن أن تمر عصرية بأي براحة في الكويت إلا وتشاهد مباراة ، أو أكثر ، والجماهير تحيط بالملاعب تتابع نجوم الشوارع إلى أذان المغرب .
وتتسع نفس البراحات لهواية أخرى ، لا أعتقد أن أحداً عايش تلك الفترة الزمنية إلا ومارسها ، وهي لعب التّيل
.
.
والمبدعون في هذه الهواية هم فقط من يستطيعون ملىء قوطي النيدو !!
وهذه الهواية الهبّة تنشط فترات العطل المدرسية وتخمل فترات طويلة قبل أن تعود ، لذلك يهدر الأولاد محصولهم من التيل وكسبهم طوال موسمها في ممارسة هوايتهم الأخرى المفضلة في ذلك الزمن ، ألا وهي الصيد بالنبّاطة !
ومن الطبيعي أن تتذكر أجيال البساطة هبّة اللعب بالقواري ، والتي يرتبط الحصول عليها بالنجاح ، عندما كان النجاح أمراً صعباً بخلاف ما يحدث مع جيل الآيفون !
.
ولّىٰ زمن هوايات الأطفال البسيطة ، المفيدة ، وأقبل زمن الآيفون ، والهوايات القبيحة التي يشترك فيها أبو ٤ سنين ، وأبو ٤٠ ، وأبو ٦٠ !!
الآيفون يجمعنا !
اليوم يشترك أبو ٤٠ سنة مع الجاهل أبو ٤ سنين ، ومع الحرمة ، وربما تشترك معهم أيضاً الخدامة ميري ، في لعبة سخيفة بالآيفون ، يمضون الوقت الطويل فيها ، وربما تخلفوا عن أعمالهم من الغد لأنهم سهروا ليلهم من الحماس في محاولة للتغلب على البزر الذي كسب النقاط عليهم !
اليوم بسبب الآيفون ، يشترك أبو ٤٠ وأبو ٥٠ سنة مع أبو ١٥ سنة ، ومع السفية ، والكذاب ، في هواية نقل الأخبار على طريقة عاجل ! ومكتوب في تويتر !!
اليوم جعل الآيفون الكذب هواية لكثير من الناس الذين يحدَثون بكل ما سمعوا ، أو كما وصلهم في الواتساب !
اليوم يجمع الآيفون مرضى جلد الذات العرب هواة اطلاق هاشتاقات التنكيت على الحكام ، والإستهزاء بالعلماء ، وشتم القريب ، والثناء على التيس الغريب .
خلاصة القول :
اليوم الآيفون هو الهواية ، وهو الغواية
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق