إذا كنت في منصب عُينت
به، أو لجنة زكيت لها، أو فزت بعضوية منتخبة، فلا يُنتظر منك إلا الإنجاز، وتحقيق ما
كلفت به من واجبات، والإيفاء بالوعود والعهود التي قطعتها على نفسك.
تابعت برامج المعيّنين،
وبحثت في أعمال المزكين، وراقبت المنتخبين خلال سنوات "النشاط السياسي" الأخيرة،
فما وجدتُ لكثير منهم شيئا يذكر، وما هي إلا مناصب طلبوها فأُعطوها، وطموح سعوا إليه
فنالوه، ثم اقتصرت الإنجازات، والمنافع على شخوصهم، وحواشيهم!
لا أنكر نشاطهم، لا
يخفى ذلك على أي متابع، ولا يجحده إلا جاحد، فوالله ما رأيت أنشط منهم في مجالاتهم،
ولا أمهر منهم فيما تخصصوا به، لكنه وبكل أسف تخصص ونشاط في غير ما أوكلوا به، بل أنه
يتنافى ويناقض برامجهم، وواجباتهم، ووعودهم!
كانوا نشيطين فقط
في كشف أستار منافسيهم، وفضح فساد خصومهم، وهدم بنيان الآخر!
مجموعة المحمد تسرب
ما يضر بحكومة المبارك، ومجموعة المبارك تذكر الناس بفساد حكومة المحمد.
نواب البرلمان يتحدثون
دائماً عن فساد الحكومة، وأعضاء الحكومة ينشرون فضائح النواب.
مرزوق يهاجم طلال،
وطلال يعذرب مرزوق.
حتى أحباب البراك
اتبعوا نفس الأسلوب ضد الرمز السعدون، فجاء الرد القاسي من محبي السعدون، فضاعت الخوّة!
هل نحن في ساحة سياسية
أم في قناة الساحة؟؟
هل ما نقوم به عمل
سياسي، أم مجرد محاورة بين شاعرين ومن خلفهما انقسم الشعب إلى صفوف قلطة تصفق مع صاحبها،
وتصرخ على خصمه؟
إلى متى ونحن مجرد
اثنين 2 ومن خلف هذا وذاك أتباع، وجماهير تنشط في رصد كل السيئات، والزلات، والسقطات،
والسرقات؟
إلى متى ولا شغل لنا
إلا تتبع العذاريب، وشذب العراقيب؟
يا وزير، يا وكيل،
يا مدير، يا مسؤول، يا نائب، يا مؤتمن / قل لي: متى تحدثني عن انجازك؟
وأنتم يا موالون،
وأتباع، وجماهير / أعترف أنكم نشطاء وتنجحون في كل مرة بكشف فساد وفضائح الآخر، لكن
لا أحد منكم يستطيع أن يفاخر بانجاز واحد لصاحبه!
*
خلاصة القول:
لا تخبرني عن فشل
الآخرين، وقل لي ماذا قدمت.
،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق