2016-01-21

اللي على المدرّج يتفرّج

الذي يتواجد في مدرجات ملاعب كرة القدم لا بد وأنه يعرف ذلك المشجع المزعج الذي لا يغيب عن أي مباراة، ويستمر طوال اللعب في الإعتراض على الحكام لإحتساب ضربة جزاء، والصراخ على المدرب لإجراء تبديل، وشتم المهاجم لإضاعته هجمة، وبين الشوطين يجري لقاء تلفزيوني ينتقد فيه الإدارة، ويطالب برحيلها، ويكرر "حرام اللي قاعد يصير للفريق حرام"!
هذه النوعية من البشر لو تنبش ماضيه الكروي تجد أنه "خواره"، ولا يمكن أن يلعب مع فريق، حتى في السكة، إلا في حالة: "يا ولد تعال كمّلنا"، أو أن يكون صاحب الكرة!، وفي كل الأحوال سيكون مكانه حارساً للمرمى، والمتطور من هذه النوعية يكون منظم دورات حواري!
في عالم السياسة هناك نمونة من هذا المشجع، ويتواجد بشكل لافت، ومزعج، بكثرة حركته، وبصوته الجهوري، وعبارته المكررة "حرام اللي قاعد يصير بالبلد"!
منذ 10 سنوات وأنا أتفرّج من على مدرجات الساحة السياسية، وفي كل مرة أشاهد ذلك المشجع السياسي يسجل حضوره بقوة، دون كلل، ولا ملل، بنفس الحماس اللي على الفاضي، ونفس العبارات المستهلكة، فيهاجم الحكام، وينتقد النظام، ويعترض على الحكومات، ويصرخ في وجه الوزراء، ويتهكم على رجال الشرطة، ويكفّر المباحث وأمن الدولة، ويحبّط جنود الجبهة الجنوبية، ثم يختم ديباجته المكررة بشتم الشعب بمقولته الشهيرة: هذا شعب مهو كفو وما يستاهل تعمل لأجله!
إسمعني يا خواره: لعب السياسة ليس كـ لعب الكورة، وحاكم البلد ليس كحكم المباراة، والتواجد في ساحات المعركة ليس كالمشاركة في دورات الحواري، وحماة الوطن ليسوا كلاعبي الكورة!
توقف عن الثرثرة، وفرّق بين الجد واللعب!
تعلم ما يفيد، وحاول أن تعمل ما يُستفاد منه.
حاول أن تكون مواطناً ايجابياً، منتجاً.
ابتعد عن الأفكار السلبية، وترديد عبارات المحبطين.
فإن لم تستطع، فـ خلك على المدرّج واتفرّج! واترك العمل للرجال المخلصين.
*
خلاصة القول:
السياسة مهي كورة يا وليدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...