2014-09-01

أردوغان والعرب الباحثون عن سيّد

أردوغان بنىٰ دولة!
أردوغان صنع مجداً!
أردوغان حقق طموح شعبه!
هنيئاً للشعب التركي بحزبه الذي انتخب وارتضى. ومبارك عليهم الدولة الحديثة، والمجد، وتحقيق الطموح.
طيب / ما شأن أهل الخليج المتخاصمين والمنقسمين بين مؤيد مقاتل مستذبح مستسلخ لأردوغان، وآخر معارض له؟!
ما الذي أفرح هؤلاء، وماذا يرجون؟
ولماذا غضب أولئك، وماذا يخشون؟
سوف أحكي لكم طويلاً أيها المتنازعون، وأبدأ بالمؤيدين، المشجعين لأردوغان على طريقة جماهير كرة القدم؛
في عام 2009 بدأت حملة إعلامية ترويجية ممنهجة، لإبراز وتلميع شخصية أردوغان في الشارع العربي كقائد إسلامي بديل بهدف تسليم تركيا دفة القيادة وزمام الأمور للتفاوض - مستقبلاً - بإسم الإسلام مع الغرب مع نهاية الفوضى الخلاقة الناتجة عن الثورات العربية المفتعلة والمتوقع لها النجاح بسقوط مصر ثم تقسيم ليبيا والعراق، ثم السعودية، ورضوخ باكستان للواقع الجديد.
الغريب أن حملة التسويق للقائد الإسلامي لم تنطلق من قضية حقيقية أو من موقف بطولي، فقد إرتكزت على حادثتين إثنتين، تعتبران أقل من عاديتين في معيار المواقف السياسية أو البطولية! وهما حادثة الإعتداء الصهيوني على السفنية التركية مرمرة، وحادثة انسحاب أردوغان من لقاء تلفزيوني جمعه باليهودي بيريز، ومع ذلك فقد ظهر تأثير هذه الحملة الإعلامية على بعض العرب المهيئين نفسياً وعاطفياً لتقبّل أي "زوج أم" جديد، بعد أن سئموا تصرفات وسوء إدارة ولي أمرهم في تسيير شؤون بيتهم وحياتهم - من وجهة نظرهم - وأنه لا يحقق الطموح الذي يرجونه.
وماذا يرجون؟
نصرة الدين وعز الإسلام ووحدة العرب!
وهل سيحققها لهم أردوغان؟
كل التجارب والأحداث السابقة تثبت أن حكومة أردوغان لا تظهر أي مواقف نصرة حقيقية تجاه قضايا المسلمين أو العرب بدءاً من غزو أمريكا لأفغانستان، والغزو الأمريكي-البريطاني للعراق، مروراً بثورة سوريا، ومخطط تقسيم العراق، وانتهاءً بالإعتداءات الصهيونية المتكررة على غزة.
ومع ذلك ما زال العرب الواهمون يرجون شيئاً من أردوغان الذي يقاتل من أجل الإنضمام إلى الإتحاد الأوربي، والذي لو تقطعت اللحمة الإسلامية قطعة قطعة ما حرك جيشه نصرة لها، إنما يأتمر طيرانه بقصف ما يجمع عليه حلف الناتو الذي ساهم في قتل آلاف المسلمين في ليبيا وغيرها.
ووالله لو تمزقت جزيرة العرب إلى أشلاء ما حرك ذلك في أردوغان شعرة، بل أنه سيجلس على طاولة حوار يخطط فوقها لتقسيم السعودية والعراق.

هل يعز الدين من يعترف بـ:
"نحن حزب أوربي حديث وملتزمون بالعلمانية". عبدالله غول
وهل يرفع راية الإسلام من يقول:
"العلمانية ضمانة للديموقراطية، ويجب عدم تشويه العلمانية بإساءة تفسيرها وإظهارها وكأنها تتعارض مع الدين". أردوغان
وكيف تُنصر العقيدة حين يصرح رئيس مجلس الوزراء الجديد ويقول:
"نحن بحاجة إلى دستور ليبرالي حديث"؟
 
أيها العرب المسلمون المؤيدون المستلجون:
نجاح أردوغان في تركيا والنهوض بها إقتصادياً وسياسياً أمر يحسب له، ويخدم شعبه، لكنه لا يعنيكم بشيء، لا من قريب ولا من بعيد، اللهم إلا حزبيّ يشعر بإنتماءِ فكريِ لحزب العدالة والتنمية!
تناقشتُ كثيراً وقرأت أكثر، ولم أجد مبررًا لدى العرب المتغنين بإنجازات أردوغان، سوى أنهم يبحثون عن سيّد جديد، فربما وقع في ظنهم أن أرحام العربيات لم تعد تنجب أسياداً.
ليس ذلك فحسب، بل أنهم على إستعداد أن يتنازلوا عن كثير من ثوابتهم الدينية ومعتقداتهم ومبادئهم، وأن يغضوا النظر عن كثير من البدع والشركيات التي يمارسها سيّدهم الجديد، في سبيل ما يعتقدون أنه سيحققه للإسلام!
بل أن قبح الإستعباد وصل بهم إلى مرحلة التبرير لكل فعل قبيح.
العبيد الجدد كانوا وما زالوا يرفضون تطبيع علاقات بلادهم مع الكيان الصهيوني -عدو الإسلام الأول- لكنهم لا يعترضون على علاقة تركيا القديمة العميقة القائمة مع إسرائيل!
العبيد الجدد موحِدون، لكنهم لا ينكرون على أردوغان الشركيات والتبرك بالأضرحة وزيارة نصب ضحايا محرقة كلاب اليهود.
العبيد الجدد لا يعنيهم أن مجلس منظمة يهودية كان قد منح أردوغان وسام الشجاعة لمحاربته الإرهاب، ومن الطبيعي أن لا يعنيهم أي إرهاب ذلك الذي كان يحاربه أردوغان وفرح به اليهود!
العبيد الجدد لم يفهموا تعهد أردوغان الإسبوع الماضي بالسير على خطى أتاتورك!
العبيد الجدد جعلوا من كبائر أردوغان صغائر، لكن صغائر أهلهم كبائر!!
 
والآن / ما شأن الطرف الآخر من أهل الخليج؟ وهل يغضبهم نجاح حزب العدالة ونهضة تركيا؟

الذي أراه أن هؤلاء يهتمون لأمر واحد فقط وهو أمن أوطانهم، ولا يغضبهم سوى أن العبيد الجدد يناصرون كل من يناهض دولهم ويعادي حكامهم ويتدخل في شؤونهم الداخلية ويعمل بمساعدة الغرب على تغيير خارطة الشرق الأوسط وفق ما تتطلبه مصلحة بلده وحزبه وتحالفاته الغربية بعيداً عن الإسلام، ودون أي إعتبار لكل ما هو عربي.
*
خلاصة القول:
مباركٌ للشعب التركي ومبروكٍ عليكم
*
-------------------
 
معلومات قد لا تهمك:
تحتل تركيا المرتبة الأولى عالمياً في عدد الصحفيين المسجونين.
فيها أكثر من 70 كاتب وصحفي ينفذون أحكاماً بالسجن في قضايا رأي عام، وهناك ما يقارب 60 آخرين على قائمة المحاكمات.
أظهر تقرير لمنظمة هيومان رايتس أن حوالي 8 آلاف مواطن تركي يقبعون في سجونها بسبب نشاطاتهم السياسية، أكثرهم محتجز دون توجيه أي تهم إليه.
تحتل المركز 3 عالمياً في ألعاب القمار، وقد بلغ عدد المقامرين مليون ونصف، بقيمة مالية تبلغ مليار ونصف دولار، وتصل إلى 5 مليار بإضافته ألعاب اليانصيب والمراهنات بحسب تقرير بريطاني.
الدعارة في هذا البلد قانونية ومنظمة وتخضع للإشراف الحكومي.
في 2010 تم إفتتاح شاطيء عراة في ضاتشه على بحر ايجه .
تركيا إحدى 4 دول في العالم لا تجرم زنا المحارم.
بقرار حكومي صدرت أول مجلة للمثيليين (اللواط).
نقلت شركة "تركيش" للطيران على متن خطوطها أكثر من 352 ألف سائح "إسرائيلي" عبر الخطوط الجوية بين تل أبيب وتركيا، وقالت الشركة أنها قررت زيادة عدد رحلاتها الجوية إلى تركيا لتصل إلى 46 رحلة أسبوعية.
في مجال التبادل التجاري وصل حجم الصادرات الإسرائيلية إلى تركيا ما قيمته 3.5 مليار دولار في عام 2013.
مؤخرا، في فبراير 2013 زودت تل أبيب أنقرة بمنظومات متطورة في مجال الحرب الإلكترونية تساهم في تحسين قدرات الطائرات من طراز إيواكس للإنذار المبكر التي يستخدمها الجيش التركي في صفقة وصلت قيمتها 200 مليون دولار.
*
*
 
 
وهنا رابط لمقالة قديمة
بعنوان أردوغان صديق اليهود!
 
*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق