2015-05-14

حرب اليمن كشفت زيفهم

يا صاحب الذاكرة متوسطة المدىٰ /
هل تذكر في أحداث سوريا / من أي منطلق كان تفاعلك مع الثورة، وتعاطفك مع الشعب، وتبرعك للنازحين، ومشاركتك الميدانية مع الكتائب.. ومن أي منطلق كان تغريدك؟
وهل تذكر في أحداث ليبيا / من أي باب كان تأييدك للثورة، ومؤازرتك للثوار، ورضاك عن قصف الناتو للمسلمين.. ومن أي باب كان تغريدك؟
وفي تونس هل تذكر / كيف كان حجم إهتمامك بالمظاهرات، ومتابعتك للأحداث، ودعمك للتغيير.. وكيف كان حجم تغريدك؟
وهل ما تزال تذكر أحداث مصر / وكيف كانت فرحتك بثورتها، ومباركتك لمليونيتها، واستنفارك الإعلامي لدعمها، وكيف أنك جلبت برجلك وخيلك لإبقاء نارها مشتعلة.. وما سبب إستمرار تغريدك عنها حتى الآن دون سواها رغم أنها إنطفأت؟
إعصر ذاكرتك ذات المدىٰ المتوسط وقل لي أيضاً:
هل كان لك تفاعل وتعاطف ومشاركة وتبرع ودعم وتأييد ومتابعة واهتمام وتغريد.. مع العراق وأهله كما كان موقفك من نكبة سوريا، وثورة ليبيا، ومظاهرات تونس، ورابعة مصر؟؟
ربما لا تتذكر تماماً ما كان منك، وربما تعتقد أن الأحداث لا تتشابه، وربما تظن أن فصيلة دم السوري لا تتطابق ودم العراقي، وربما تظن أن ثوار بنغازي ليسوا كثوار الرمادي، وربما تظن أن التغيير في تونس ديموقراطية وفي العراق تمرّد، وربما أصبح لديك يقين أن قتلى رابعة شهداء وقتلى الفلوجة مجرد جثث!
لا يهم، ولن أثقل عليك في موضوع الشعب العراقي وحجم تفاعلك معه مقارنة بما كان منك مع أخوانه العرب المسلمين.
لا يهم، فموضوعي اليوم عن اليمن، والتي ساندت أنت ثورتها في 2011 ضد الشاويش يا صاحب الذاكرة الفاقسة.
أيها الفاقس /
إن بلادك اليوم تخوض حرباً في اليمن ضد إيران التي ملأت قلبك رعباً، وعلا صراخك في التحذير من خطرها، واتهمت حكومتك بموالتها، وأججت الشارع لعزل ناصر المحمد بسببها، وقاطعت منتجاتها، وحرّمت كبابها المسموم، ورقّيّها المخروم، وتفاحها المحقون، وفستقها الممتلىء بالسوس.
أيها الحزبي المؤدلج، أيها السياسي التائه، أيها الثورجي الساذج، أيها المغرد الإمعة، يا شباب الحراك القاعد / إن دول السعودية والكويت والإمارات والبحرين لا توالي إيران كما تزعمون، وهي تلقي اليوم بثقلها السياسي والعسكري في حرب اليمن لدحر الخطر الإيراني وإيقاف تمدده.
إن المملكة العربية السعودية تقذف بفلذات أكبادها في معركة معقدة خطرة، لكنك لا تتفاعل بقدر الحدث، ولا تدعم بلادك إعلامياً، بل أنك لا تبدي إهتماماً، ولا تظهر تأييداً، ومشاركتك محدودة، وتغريدك حشمة، كما أنك لم تسأل كيف يمكن أن تتبرع للنازحين.
نعم أنت تتابع الأحداث، لكن من باب الفضول والعلم بالشيء فقط!
أين ذهبت نصرتك للدين وللعقيدة؟
أين حميتك؟ وقوميتك؟ وإنسانيتك؟ ووطنيتك؟
أين ثناؤك على دور الدولة في حماية الشعب المظلوم!
ألا تشكر من آوىٰ اللاجئين، وتكفل بالنازحين، وخصص مليار ريال لمركز إغاثة اليمن؟
لقد بدت منك تناقضات كثيرة في المواقف هنا وهناك، وقد إنكشفت حقيقة مفهوم الوطنية لديك والتي طالما تغنيت بها أيها الكاذب المنافق!
الوطنية مشاعر تُستفز، وليست مجرد شعارات تُرفع لغرض إنتخابي، أو لتكتيك سياسي، فمن لم تستفزه حرب تشارك بها بلاده فلا خير فيه.
لقد قرأتُ وسمعت ورأيت الشماتة في تغريدات وتصريحات وأعين بعضهم عند إعلان وقف عاصفة الحزم، فوالله لقد ظهر ما تخفي صدورهم وبان فرحهم بما ظنوا أنها هزيمة حرب، وفشل عمل، وانكسار شوكة / بل أن أحد كبرائهم وقادتهم قال: هذه حربٌ لسنا طرفاً فيها!!
ألعـ.ن آبو هـ الشوارب / فمتى تكون طرفاً إذن؟؟؟
على كل حال /
لم نعد نريد منكم تفاعلاً، ولا مشاركة، ولا دعماً، ولا تبرعاً، فقد كفتنا وإياكم دول مجلس التعاون مؤونة كل شيء، من الإبرة إلى الطيارة، وأما أنتم "ما نبي خيركم.. ما نبي إلا كفاية شركم"!
*
خلاصة القول:
قل لإبن هند ما أردت بمنطقٍ
ساء الصديق وشيّد الأضغانا
*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق