أردوغان يتهم الغرب بدعم الإنقلابات ، وكذلك صرح يلدريم ، وتلاه وزير الخارجية ، كما أن الإعلام التركي بشكل عام يشن حملة مكثفة ، موازية ، داعمة لتصريحات أردوغان وحكومته .
الآن فقط عرف أردوغان ، وحزبه ، وإعلامه أن الغرب يدعم الإنقلابات !
يا حجّي أردوغان / أنت لم تجهل أن الغرب عمل وفق مخطط وخارطة الشرق الأوسط الجديد على تغيير الأنظمة ، واستبدال الحلفاء بانقلابات متزامنة أسماها الكلاب " ربيعاً " ، فدعمها كل حمار عربي ظناً منه أنها الطريق إلى الحرية ، والديموقراطية وفق فهمٍ أريد له أن يعتقده ، فآمن بذلك ، حتى ظن أنه سيكون يوماً كأخيه الأمريكي !
الثورات العربية كانت انقلابات صريحة وإن قالوا غير ذلك ، وإن استبدلوا المسميات ، وقد دعمها الغرب على طريقته بحسب ما يتناسب وكل بلد ، والكيفية الملائمة لإسقاط نظامه ، فتدخل عسكرياً هنا ، واستخباراتياً هناك ، وبالدعم المالي تارة ، والتوجيه الإعلامي تارة أخرى ، وبالإيعاز للأحزاب المعارضة بتحريك غوغاء الناس ، فساهم كثير من العرب الأذناب الطامعين في السلطة في انجاح تلك الإنقلابات ، فخربت ديارهم .
وقد ساهم أردوغان في ذلك أيضاً ، بل كان شريكاً رئيسياً مع الغرب - وله تصريحات عديدة - فدعم الإنقلابات في تونس ، ومصر ، وليبيا التي سقط نظامها ، وفُكك جيشها ، وعمها الخراب بفعل تدخل القوة العسكرية لحلف الناتو الذي قتل آلاف المسلمين في 2011 بمشاركة الطيران التركي !
يا أردوغان / الثورة انقلاب على السلطة ، ومحاولة احلال نظام بدل نظام ، وأنت تتجرع من ذات الإناء الذي سقيت منه رؤساء الدول العربية بالإتفاق مع الغرب الذي تصرح اليوم بأنه انقلب عليك ، فاتهمته بدعم محاولة الإنقلاب الأخيرة .
إن كان الغرب قد دعم فعلاً حزباً تركياً للإطاحة بنظام أردوغان ، فهذا ما فعله أردوغان والغرب في تونس ومصر وليبيا بدعم حزب الاخوان للإطاحة بالأنظمة القائمة ، ولا تحدثني عن نظام الحكم في تلك البلدان ، فالموضوع هنا تدخل خارجي في شؤون داخلية ، واسقاط نظام ، وتفكيك مؤسسات قائمة مستقرة ، وتغيير إلى المجهول .
*
أعلم أنه الساذج العربي سيستمر في اقناع نفسه بأن ما حدث في الدول العربية ليس انقلاباً ، بل ثورات شعبية ! ورغم أنه لا يهمنا هنا جهل الجاهل ، ولا وهم المتوهم ، ومع ذلك سنسأله : هل ساهمت الثورات العربية بتحقيق مخطط الغرب لتغيير خارطة الشرق الأوسط ؟؟
جاوب بصراحة ولا تغش نفسك !
*
على الهامش /
قال الكائن العربي يوماً أن الجيش العلماني في تركيا يمنع أردوغان من أسلمة القوانين ، ومنع الخمور ، والدعارة الخ / الآن سقط الجيش العلماني ، وأصبحت السيطرة مطلقة لحزب العدالة ، فهل انتفى السبب الذي تتذرعون به ؟
أقول / لن يتغير شيء ، وسوف يبحث العربي عن مبرر جديد لسيّده الذي لم يطلب منه ذلك !
*
وللعلم فقط / حليب الحمير التركي يباع بأغلى الأسعار ، وفي الجزيرة يقدم حليب الإبل قرىٰ للضيف ، وعابر السبيل .
*
خلاصة :
الثورة بنت الثور ، والإنقلاب نزعٌ للسلطة بالقوة .
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق