حمد درس، وتعلم، ونال شهادة، ثم تعيّن بالواسطة في وظيفة
محترمة ذات راتب عال مكنه من شراء سيارة فاخرة ميّزته عن سائر رواد الدوانية كتميّز
عطره الفواح الـ60 ML أبو 130 دينار، وهندامه الماركة الأنيق، ونسفة غترته
اللي ما يلبسها مرتين!
في بيت حمد مكتبة جميلة، دينية، علمية، أدبية، وتضم أيضاً
بعض الكتب والمراجع التي تتحدث عن تاريخ الكويت، والجزيرة العربية.
رغم كل هذه الميزات، والمميزات، والإمتيازات التي يتمتع بها
حمد إلا أنه مجرد خيّال تصفيح، ويمكنك أن تكتشف خواء فكره من ثاني لفة نقاش حول أي
موضوع جاد!
بالأمس فتح لنا موضوعاً جديداً بمفهوم مغلوط -كعادته- ولا
أدري حتى هذه الساعة هل كان جهله بما جاء به من معلومات جهلاً عادياً، أم كان جهلاً
مركباً!
حمد يدّعي أن "السلفيين في الكويت دخلوا في تحالف مخزي
مع الليبراليين"، وأن بين الإثنين توافقاً فكرياً!، وأطلق عليه "تحالف الليبرجامية"!!
وبما أنني لم أشاهد هذا التحالف المزعوم، أو أسمع عنه، رغم
أنني من "سكان الكويت" ومتابع جيد للساحة السياسية، فقد طلبت منه أن يبين
لي صورة هذا التحالف، أو يسمعني صوته، أو يرسم لي شيئاً من ملامحه، فقال كلاماً كثيراً
لم أفهم منه إلا القليل، لكنه "تكلم بما يعتقد أنه دليل على ما يعتقد" وقال:
نواب السلف في المجلس متحالفين مع مرزوق، والصانع عيّن الشريّكهْ في الأوقاف وأطلق
يد السلف في الوزارة!
يا أبو احْميد أنشهد إنك ما تعرف راسها من كراعينها! والذي
يبدو أن خبيثاً "غشك" فتحدث عامداً أمامك بحكاية التحالف السلفي الليبرالي
الملفقة بهدف ترويجها بين عامة الناس مستغلاً سذاجتك، وطبعك الأمحق في نقل كل ما تسمع
دون تثبت.
وبما أنك هدور مجالس ونقّال حكي فخذ مني ما تقرأ هنا وعد
به من حيث أتيت، وأخبر به من تواجه من الليبراخوانية.
أولاً: مرزوق ليس ليبرالياً، والتحالفات البرلمانية في المجلس
تتكون على أساس مصلحي، أو توافق رؤى، ولا علاقة لها بالمذاهب، والأفكار، وبالذاكرة
القصيرة يستطيع كل أحد التعرف على طبيعة وكيفية تكوّن الكتل البرلمانية الوقتية / هذا
إن كان هناك تحالف سلفي مع مرزوق كما تدعي.
ثانياً: وزارة الأوقاف وعلى مدى سنوات كانت تحت سيطرة حزب
الأخوان، ولو عملنا بنظرية محرّضك، ملفق حكاية تحالف الوزير مع السلف لقلنا أن الأخوان
تحالفوا مع الصوفية في عهد المعتوق! وتحالفوا مع السلف في عهد باقر والمعوشرجي، ولحسبناهم
على محمد شرار، والمحيلبي، وجمال شهاب!
يا حمد، التحالف الذي حدثوك عنه لا وجود له، فهو ليس سوى
تلفيق، ومحاولة مكشوفة لتشويه سمعة الآخرين وملفقه أولى به! وكذلك هي حيلتهم التي تعلموها
من العفلاء رهم بنت الخزرج "رمتني بدائها وانسلّت".
أنا سأحدثك عن التحالف مع الليبرالية في الكويت:
هل تذكر عندما نصح مبارك الدويلة بتفكيك "نهج"
وتشكيل ائتلاف المعارضة في خطوة أولى للمطالبة بالحكومة المنتخبة المتفق على تشكيلها
بطريقة المحاصصة بناء على ما يخرج به توافق ذلك الإئتلاف؟؟
ربما لا تذكر، لا يهم، فالكلام ليس موجهاً لك أصلاً، إنما
لمن اختلق كذبة تحالف السلف مع الليبراليين.
في تلك المرحلة حدث تحالف ليبرالي إخواني مبني على مصلحة
حزبية لم تضع في اعتبارها الدين، ولا العقيدة، ولا المبادىء؛ حيث تم إشراك حزب التيار
التقدمي كعضو مؤسس في الإئتلاف وهو حزب علماني "لا ديني"، كما أنهم توسلوا
إلى الليبرالي الخطيب وقدموا له التنازلات ليحالفهم في ائتلافهم، وحايلوا الليبرالي
صالح كذلك، لكنهما رفضا، كما انسحب الديين بعد فترة قصيرة جداً.
هذا هو التحالف المخزي يا حمد، أما التوافق الفكري مع الليبراليين
فهو أن تقول: نريد دولة مدنية تعددية ديمقراطية لا دينية، وتعمل لتحقيق ذلك، وهذا هو
قول سويدان، ومرسي، ومحمد الشقفة، والغنوشي، وكل القيادات التي يتبعها ويخضع لتعليماتها
اللي غشّك يا حمد.
تحالف الليبراخوانية حقيقة ثابتة يريدون إلصاقها بغيرهم بالكذب،
وهم أصحاب باع طويل في الإثنتين، الكذب، والتحالف حتى مع الجن الأزرق في سبيل الوصول
لمبتغاهم، ففي مصر كانوا حلفاء لحسني، وفي العراق حالفوا المالكي، والآن في تونس يحالفون
أصدقاء زين العابدين، وفي المغرب، وفي كل طريق إلى الحكم ربعك خوي الماشي يا حمد.
*
خلاصة القول:
لا يضحكون عليك يا خبيل.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق