ليس بالضرورة أن ينجح حكم الفرد، لكن من المؤكد أن الفشل
مقترن بالديموقراطية العربية.
*
لا يزال البعض يحاول أن يوهم الناس أن صلاح العباد، وإصلاح
البلاد، ووأد الفساد لا يكون قطعاً إلا بتطبيق ديموقراطية الأحزاب، وتداول السلطة،
وتقاسم الثروة، ومزيد من الحريات!!
ألم يقرأ هؤلاء التاريخ؟
بلىٰ، قد قرأوا التاريخ، وشاهدوا المسلسلات، وهم معجبون بالحجّاج
ويرددون منتشين مقولته الرنانة "أنا ابن جلا وطلاّع الثنايا، متى أضع العمامة
تعرفوني".
نعم، قد قرأوا التاريخ ويفخرون بالرشيد الذي كتب "من
هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، أما بعد: قد قرأت كلامك يا ابن الكافرة،
والجواب ما تراه لا ما تسمعه".
أجل، قد قرأوا التاريخ ويطمحون بحاكم كـ المعتصم فخر العرب
والمسلمين، الذي اقتحم عمورية البيزنطيين بـ 500 ألف جندي مسلم تولى قيادتهم بنفسه،
تلك الحادثة التي ترجمها أبو تمام بقوله:
السيف أصدق أنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
وأيضاً قرأوا التاريخ وترنموا بانتصارات صلاح الدين الأيوبي
التكريتي قاهر الصليب.
بالتأكيد، قد قرأوا التاريخ ولم يجهلوا أننا طردنا اليهود
من جزيرة العرب، وغزينا الفرس في عقر دارهم، وألحقنا الذل بالإمبراطورية البيزنطية،
وأخذنا الجزية من النصارى، وحكمنا مشارق الأرض ومغاربها بدون أحزاب! ولا تداول سلطة!
وكانت الثروة في بيت مال المسلمين تنفق بحقها بأمر الحاكم الفرد!
نعم، لقد كنا أعزاء بالله، أقوياء بالحكم الفردي، والشورى
فقط.
ثم أصبحنا في ذل، وضعف، وهوان منذ أن جاءت الأحزاب، والديموقراطية،
ومنذ أن ترسخ في ذهن البعض أن الحل في تداول السلطة، ومزيد من الحريات!!
*
من يخبرني عن ديموقراطية عربية أعزّت شعبها؟
من يزودني بتجربة ناجحة لتدوال السلطة في الوطن العربي؟
من يحدثني عن بلد عربي ارتقت فيه الحريات؟؟
الجواب طبعاً: لا يوجد، لذلك علينا عدم الإستماع لأولئك الحالمين
بالسلطة والساعين لها من خلال الفرصة الوحيدة المتاحة وهي تداول السلطة بإسم الديموقراطية،
الكاذبة.
*
بودي أن أضرب مثالاً بالحكم في دولة الكويت، وكيف أنه تفوق
على كل الدول العربية المتملقة بالديموقراطية الحزبية، لكنني أعلم أن الكثير من الناس
لن يستمع أو يقتنع بقولي لتراكمات نفسية وسياسية تمنعهم من رؤية الجوانب الإيجابية
لخصومهم!!
لذلك سأحيلكم إلى تجربة حكم الفرد الناجحة في المملكة العربية
السعودية تحت قيادة الملك الحازم سلمان بن عبدالعزيز، والذي يثبت يوماً بعد يوم من
خلال حكمته التي تتجلى في قراراته الحاسمة العادلة أن عز المسلمين ومجد العرب يمكن
أن يعود بالطريقة التي كان عليها في عهد مضى.
عهد القادة الذين صادق فعلهم قولهم، فخلدهم التاريخ الذي
همّش معارضيهم والثائرين عليهم من أبناء جلدتهم في حقبة كانوا فيها في حرب مع العدو!
عهد الرجال الذين صنعوا المجد بانجازاتهم، فضاعت سيئاتهم
في بحر حسناتهم، حتى فاخر بهم من يختلف معهم في معتقداتهم!
عهد الحكم الفردي والقيادة الواحدة التي سعى وما زال يسعى
المستعمر "القرداتي" الغربي أن لا تعود، فأوهم "القرد" العربي
أن الديموقراطية وتداول السلطة وتقاسم الثروة هي الحل لمزيد من الحريات!
*
خلاصة القول:
لقد قرأوا التاريخ لكنهم لم يتعظوا من التجارب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق