إذا رأيت للرجل موقفين متناقضين من قضيتين متماثلتين، فاعلم أنه أحد ثلاثة: كذاب، أو مجنون، أو نائب مجلس أمة!
*
أعرف نائباً، في مجلس 2009، استطاع منفرداً، إعادة حقوق، وجناسي، عدد كبير، من أبناء عمومته، حين دخل في تفاهم، مع ناصر المحمد، وقد شهدتُ -مصادفةً- تكريمه، في إحدىٰ المناسبات الإجتماعية، بصب السمن، على يمينه، في مشهد مهيب، تقديراً لدوره الكبير، وموقفه البطولي، يوم عجزت الرجال، لا ترد حق عيال عمه، لكن ذلك لم يغنِ عنه شيئاً، ولم يشفع له، عند الشلّة الشعبويّة، وتم تصنيفه "نائبا حكوميا"، مغضوبا عليه، بسبب التنازلات التي قدمها مقابل التفاهمات، وفوق هذا، سقّطوه عيال عمه، في أول انتخابات، رغم أنه لم يتكسّب بموقفه ذاك، ولم يمن بجميله على عيال عمه، لأنه يعلم بأن:
شرهة الطيّب على اللي يمنّون الجميل
مثل شرهات النشامى على بنت الحلال
بدون ضرب أمثلة، على مدىٰ عقود، في كل المجالس، من بين كل 10 نواب، هناك 8 على الأقل، كلٌ بحسب ما تتطلبه مرحلته، وظروفه، ومصالحه، وتقديراته، يدخلون في تفاهمات، كثيرة، بعضها قصير مدىٰ، وبعضها طويل مدىٰ، مع الحكومة، ومع رئيس مجلس الوزراء، ومع الوزراء، ومع الوكلاء، ومع المدراء، ومع رؤساء اللجان، هذا لأجل إعادة جناسي، وهذاك بغرض تجنيس معارف، وثالث علشان يدخل كم طالب ضابط، ورابع بصفقة مناصب لناخبيه، وآخر مقابل علاج بالخارج للسياحة!، وسادس لتعيين أخته في هيئة التدريس، وسابع يبي يفرّغ موظف، وكل واحد حجته في مخباته، يصدق واحد، ويكذب تسعة، واضرب عدد، واجمع عدد، تفاهمات لا علاقة لها بالصالح العام، وتنازلات تدوس في بطن المبدأ، ومن خلف كل متفاهم، ومتنازل، جمهور غفير، يتبعه، ويرقّع له.
لذلك يا إخوان، لا تحرّموا التفاهمات عاماً، وتحللونها عاماً، وبلاش تفرقة، وتصنيف للنواب، ترىٰ نائب تفاهمات 2009، لا يختلف عن نواب تفاهمات من أغلبية 2012، وهو راعي الأوّلهْ، وعلى دربه مشىٰ نواب تفاهمات مجلس 2016، فلا تنهوا عن خُلق وتأتوا بمثله، ترىٰ الوضع سيم سيم!
*
مجنون من بلادي، محسوب على الشعبويّة، يقول: (الفضل للحكومة، في حل قضية الجناسي، وفي موضوع العفو، يعني لا عبيد، ولا غيره لهم دور)!، طيّب يا مجنون، قول الكلام هذا لربعك، بلاش تبرير، ولا تِلحقون الناس مِنّهْ.
*
ليت كل نائب سابق، يكشف كل ما قام به، من تفاهمات، ويعلّم بالصحيح، كما فعل النائب الحربش، هنا.
*
خلاصة القول:
دُنيا زين، نفرات ما فيه زين، نفرات اليوم واحد كلام، بكرة ثاني كلام.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق