بعيداً عن تلسكوب الباحثين عن النقطة السوداء في الثوب الأبيض، واعتراضات قوم ((لا مو صحيح، ومو شرط، وقوم افرض إنك…)) المنحرفين بالسوالف من الخطوط الرئيسية، إلى الشوارع الفرعية، ومنها إلى دبّاية كلها مطانيج، تنتهي إلى اخطيطٍ يولّي منّاااك، ثم ينقطع بك قبيل غروب الشمس، في منتصف دبدبةٍ تكسو أرضها الصمعا الفايحة، وتغطي سماها الغيوم السابحة، فما تدري بعدها في أي اتجاهٍ كنت تسير!
بعيداً عن امبَعْثِرْةْ السوالف، سأحدثكم اليوم بهدوء، وبشكل مختصر، عن حقيقة التكوين التاريخي للنسيج المجتمعي في الكويت.
*
بحسب يوسف بن عيسى، في كتابه صفحات من تاريخ الكويت، فإن سنة الهيلق كانت قبل 150 سنة تقريباً، وهي مجاعة أصابت المنطقة بشكل عام، لكنها كانت أكثر وطأةً على أهل فارس، الذين أكلوا الجيف، وشربوا الدم، واضطر بعضهم إلى بيع أبنائه، فنزح عدد كبير منهم إلى الكويت، ليجدوا ما يسد رمقهم، حيث تكفل أهل الخير في الكويت بإطعام الجياع، في الطرقات، والأسواق، لثلاثة أعوام، حتى فرج الله لعباده.
وجد النازحون، من أهل فارس، قوت يومهم في الكويت، فاستقروا بها.
ربما كان جدّك العود أحد هؤلاء النازحين، الفارّين من بلاد الجوع، وربما كان والدك أحد أطفال فارس الذين حملهم البحر إلى هذه البلاد في ذلك العام.
*
في حرب الجهرا 1920م، ربما كان جدّك العود أحد الفرسان الذين كانوا يُحاصرون القصر الأحمر، فيما كان والدك منشغلاً بنخله في الحسا، أو خلف إبله في نجد، أو في الحجاز، أو الجنوب، أو الشمال.
مع ظهور النفط، ربما كان والدك أحد الذين قدِموا إلى هذه البلاد، واستقروا بها، بعد أن وجدوا الرّزق بها.
*
في عام 1961م حين حشد عبدالكريم قاسم جيشه على حدود دولة الكويت، طمعاً في احتلالها، ربما كان جدّك العود أحد جنود قاسم، فيما كان والدك في بستان أهله في البصرة، أو في دجله يصيد سمك قطّان وبنّي، أو في الرمادي، أو في الجزيرة.
مع الإستعداد لمحاربة العدو الصهيوني 1967م، وفتح باب التسجيل في الجيش الكويتي، ربما كان والدك أحد الذين انتهزوا الفرصة، فقدِم إلى هذه البلاد، ليسجل اسمه جندياً في الجيش، وحين وجد رزقه في الكويت، استقر بها، وعاف البصرة ونساها.
*
ومن بلاد الشام، ومن عُمان، واليمن، ومن نيبار، وزنجبار، والهند، انتهىٰ المطاف بأجناس مختلفة من الناس في الكويت، حيث وجدوا رزقهم في غير وطنهم الأم.
ومثل ما قالوا الأوّلين:
ديرتك، اللي تِرْزَقْ بَها، ما هي اللي تنولد بها.
وهكذا، أصبحنا شعباً واحداً، وكلّبونا جماعة، وفق المرسوم الأميري رقم 15 لسنة 1959 بقانون الجنسية الكويتية.
*
خلاصة القول:
كلّنا عيال مرسومٍ واحد.
.
بعيداً عن امبَعْثِرْةْ السوالف، سأحدثكم اليوم بهدوء، وبشكل مختصر، عن حقيقة التكوين التاريخي للنسيج المجتمعي في الكويت.
*
بحسب يوسف بن عيسى، في كتابه صفحات من تاريخ الكويت، فإن سنة الهيلق كانت قبل 150 سنة تقريباً، وهي مجاعة أصابت المنطقة بشكل عام، لكنها كانت أكثر وطأةً على أهل فارس، الذين أكلوا الجيف، وشربوا الدم، واضطر بعضهم إلى بيع أبنائه، فنزح عدد كبير منهم إلى الكويت، ليجدوا ما يسد رمقهم، حيث تكفل أهل الخير في الكويت بإطعام الجياع، في الطرقات، والأسواق، لثلاثة أعوام، حتى فرج الله لعباده.
وجد النازحون، من أهل فارس، قوت يومهم في الكويت، فاستقروا بها.
ربما كان جدّك العود أحد هؤلاء النازحين، الفارّين من بلاد الجوع، وربما كان والدك أحد أطفال فارس الذين حملهم البحر إلى هذه البلاد في ذلك العام.
*
في حرب الجهرا 1920م، ربما كان جدّك العود أحد الفرسان الذين كانوا يُحاصرون القصر الأحمر، فيما كان والدك منشغلاً بنخله في الحسا، أو خلف إبله في نجد، أو في الحجاز، أو الجنوب، أو الشمال.
مع ظهور النفط، ربما كان والدك أحد الذين قدِموا إلى هذه البلاد، واستقروا بها، بعد أن وجدوا الرّزق بها.
*
في عام 1961م حين حشد عبدالكريم قاسم جيشه على حدود دولة الكويت، طمعاً في احتلالها، ربما كان جدّك العود أحد جنود قاسم، فيما كان والدك في بستان أهله في البصرة، أو في دجله يصيد سمك قطّان وبنّي، أو في الرمادي، أو في الجزيرة.
مع الإستعداد لمحاربة العدو الصهيوني 1967م، وفتح باب التسجيل في الجيش الكويتي، ربما كان والدك أحد الذين انتهزوا الفرصة، فقدِم إلى هذه البلاد، ليسجل اسمه جندياً في الجيش، وحين وجد رزقه في الكويت، استقر بها، وعاف البصرة ونساها.
*
ومن بلاد الشام، ومن عُمان، واليمن، ومن نيبار، وزنجبار، والهند، انتهىٰ المطاف بأجناس مختلفة من الناس في الكويت، حيث وجدوا رزقهم في غير وطنهم الأم.
ومثل ما قالوا الأوّلين:
ديرتك، اللي تِرْزَقْ بَها، ما هي اللي تنولد بها.
وهكذا، أصبحنا شعباً واحداً، وكلّبونا جماعة، وفق المرسوم الأميري رقم 15 لسنة 1959 بقانون الجنسية الكويتية.
*
خلاصة القول:
كلّنا عيال مرسومٍ واحد.
.
مقال يستحق القراءه، مبضع جراح اصاب الورم، لا عدمناك
ردحذف