قبل سبعة عقود من الزمن، كان صالح ابن الـ١٦ خريفاً، يعيش في كفافٍ، وقِل حالٍ، كحال أهل قريته، وما حولها من قرىٰ نجد العذيّة، فوسوست له الحاجة بالنفور إلى الكويت، بحثاً عن عملٍ يغنيه، ويعيل به أهله، ويدّخر منه ما يؤمّن به مستقبله عند عودته إلى بلاده.
عرض صالح فكرته على صديقه مرزوق، الذي أعجبته الفكرة، مع تحفّظه على الوجهة، حيث يعتقد أن الكويت ديرة فساد ! وأهلها قليلين دين ! ويشربون الدخّان ! ومزاجهم ما يناسب مع مزاجه !
لكن صالح حاوره، وأقنعه بأن دينهم لهم، وفسادهم عليهم، هم في حالهم، وحنّا في شغلنا، واذا بلغنا مرادنا عوّدنا لأهلنا.
وافق مرزوق على مضضٍ وهو كاره، وسرىٰ الإثنان مسرىٰ الذيّابة، ونهار ثالث وهما في الكويت، ولم ينتظرا طويلاً للحصول على عمل، بأجرة مجزية، تفوق ما كانا يرجوانه بكثير.
استمر مرزوق وصالح بالعمل لمدة ٧ سنوات، ألفا خلالها المكان، وخالطا الناس، فاتضحت لهما الصورة، وتغيرت لديهما تلك النظرة السلبية للكويت وأهلها، وعرفا أن من رأىٰ ليس كمن سمع، وقد أحبا الديرة، وأهلها، إلى درجة أنهما طرحا فكرة الإستقرار في الكويت!
وفعلاً، وبعد نقاش طويل، اتخذ أحدهما قراره بالزواج، والإستيطان في الكويت، فيما رأى الآخر أنه جمع ما يكفيه من المال ليعود إلى أهله في نجد.
الطريف أن الذي قرر البقاء في الكويت هو مرزوق، والذي كان يتحفّظ على فكرة السفر إلى الكويت، ديرة الفساد، والمعاصي، والتتن!
عاد صالح إلى مسقط رأسه، واستقر مرزوق في الكويت، بعد أن اشترىٰ بيتاً، وتزوج، ورزقه الله ولداً أسماه سعد.
نشأ سعد كويتياً، في كنف والده، منعّماً، مدللاً، مجاب المطالب، يأكل من الأنعام، ويشرب أجود أنواع التتن!
كَبُر سعد مرزوق، وصار عقوبة على نجد العذيّة وأهلها، وبات جل همّه تتبع عثرات هيئة الترفيه، والحديث عن قيادة المرأة، والولاية، والحفلات، والفساد، ومصائب الإنفتاح !
*
خلاصة القول:
يا دنيا من أنتِي له 🚶🏻♂
.
عرض صالح فكرته على صديقه مرزوق، الذي أعجبته الفكرة، مع تحفّظه على الوجهة، حيث يعتقد أن الكويت ديرة فساد ! وأهلها قليلين دين ! ويشربون الدخّان ! ومزاجهم ما يناسب مع مزاجه !
لكن صالح حاوره، وأقنعه بأن دينهم لهم، وفسادهم عليهم، هم في حالهم، وحنّا في شغلنا، واذا بلغنا مرادنا عوّدنا لأهلنا.
وافق مرزوق على مضضٍ وهو كاره، وسرىٰ الإثنان مسرىٰ الذيّابة، ونهار ثالث وهما في الكويت، ولم ينتظرا طويلاً للحصول على عمل، بأجرة مجزية، تفوق ما كانا يرجوانه بكثير.
استمر مرزوق وصالح بالعمل لمدة ٧ سنوات، ألفا خلالها المكان، وخالطا الناس، فاتضحت لهما الصورة، وتغيرت لديهما تلك النظرة السلبية للكويت وأهلها، وعرفا أن من رأىٰ ليس كمن سمع، وقد أحبا الديرة، وأهلها، إلى درجة أنهما طرحا فكرة الإستقرار في الكويت!
وفعلاً، وبعد نقاش طويل، اتخذ أحدهما قراره بالزواج، والإستيطان في الكويت، فيما رأى الآخر أنه جمع ما يكفيه من المال ليعود إلى أهله في نجد.
الطريف أن الذي قرر البقاء في الكويت هو مرزوق، والذي كان يتحفّظ على فكرة السفر إلى الكويت، ديرة الفساد، والمعاصي، والتتن!
عاد صالح إلى مسقط رأسه، واستقر مرزوق في الكويت، بعد أن اشترىٰ بيتاً، وتزوج، ورزقه الله ولداً أسماه سعد.
نشأ سعد كويتياً، في كنف والده، منعّماً، مدللاً، مجاب المطالب، يأكل من الأنعام، ويشرب أجود أنواع التتن!
كَبُر سعد مرزوق، وصار عقوبة على نجد العذيّة وأهلها، وبات جل همّه تتبع عثرات هيئة الترفيه، والحديث عن قيادة المرأة، والولاية، والحفلات، والفساد، ومصائب الإنفتاح !
*
خلاصة القول:
يا دنيا من أنتِي له 🚶🏻♂
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق