2010-07-22

رجالات الدولة / من يستحق الإحترام؟

عندما قرأت مذكرات خالد العدساني سكرتير مجلس الأمة التشريعي الأول والثاني تفاجأت بما جاء في طياتها من أحداث وأسرار واكتشفت بعد ذلك أنني كنت مخدوعا بحاجة اسمها رجالات الكويت!
كنت أعتقد أن هذه العبارة لا تطلق على أي أحد، كنت أحترم تلك الأسماء القديمة لمجرد ورودها في السجلات الأولى، فهم مؤسسو الديموقراطية ومشرعو القوانين، وبفضلهم بعد الله كانت هذه الحياة الكريمة وما نحن فيه من رغد العيش.
لكن مذكرات العدساني جعلتني أراجع نفسي وأقول: هل يستحق كل رجالات الكويت الاحترام؟
كشفت لي مذكرات العدساني أن (رجالات الكويت) عبارة تطلق على قدامى أهل الكويت من الذين تقلدوا مناصب مهمة في تلك الفترة بغض النظر عن إنجازاتهم، فربما لم يحقق أي منهم شيئا يستحق أن يذكره التاريخ، وربما كان بعضهم لصوصاً كما جاء في المذكرات، وربما كان بينهم المزوّر والمبتز والخائن للأمانة وللوطن.
اليوم نحن بحاجة الى قراءة جديدة وتعريف واضح لعبارة رجالات الكويت ومصطلح أهل الكويت.
هل يكفي أن نسأل متى جئت إلى هذه الأرض ليتم تصنفيك هل أنت من أهل الكويت ومن رجالاتها أم لا؟
لا طبعاً لا يكفي.. لأن السؤال هو: ماذا قدمتْ لهذه الأرض؟ فالأفضلية ليست بأسبقية القدوم إلى الكويت. وخير دليل على ذلك ما جاء في مذكرات العدساني أن بعض السابقين أرادوا بيع البلد والانضمام لحكومة أخرى بسبب خلافات شخصية داخلية كان يمكن حلها محلياً!
ورغم الجانب السيئ الذي كشفته لنا مذكرات خالد العدساني فلا شك أن الجانب الإيجابي، هو الراجح في ذلك الزمن الجميل، فهناك من يستحق الاحترام وقد أنصفهم العدساني وأنصفهم التاريخ وأولئك هم رجالات الكويت وأهل الكويت الذي قدّموا لهذه الأرض وفازوا بالثنتين، الأسبقية والأفضلية.
اليوم تظهر على الساحة السياسية أسماء لشخصيات سيذكرها التاريخ ويصنفهم بأنهم من رجالات الكويت!
لو قيض لأحدكم كتابة مذكراته عن هذه الفترة التي نعيشها، ماذا سيكتب في مذكراته عن هؤلاء؟
ماذا ستكتبون عن نواب مجلس الأمة؟ عن وزراء الدولة ؟عن تجار البلد؟ عن أصحاب الفضائيات؟ عن كُتّاب الصحافة ؟ 
خلاصة القول: من أراد منكم أن يكتب مذكرات.. . فليتذكر أن التاريخ أمانة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...