2013-05-05

الحكومة المنتخبة.. ومبيّت النيّة

لا يجرؤ الساعون لتغيير نظام الحكم في أي مكان في العالم بالمطالبة ورفع شعار تغيير النظام مهما بلغ إستبداده إلا بعد المرور بعدة مراحل تتعلق بالحقوق والمكتسبات والحريات بهدف إستقطاب وجذب القواعد الجماهيرية بإعتبارها وقود كل حراك وركيزة كل تغيير
في دول مجلس التعاون يعلم الجميع أن المطالبة بتغير النظام أمر مرفوض وسوف تتصدى الشعوب قبل الأنظمة لمثل هذه المطالبات الإنقلابية التي يعي الجميع عواقبها، لذلك فشل دعاة الإنقلاب في البحرين وتم وأد هذه المحاولة بتكاتف الدول وتأييد الشعوب الخليجية كافة
لذلك يلجأ أكثر دعاة التغيير جرأة وتفائلاً إلى المطالبة بمشاركة الشعوب في الحكم بما يسمى بالحكومة المنتخبة الكاملة أو البرلمانية الجزئية التي ظاهرها الديموقراطية وباطنها تغيير نظام الحكم الوراثي بنظام حزبي وراثي أيضاً، فأفضل بلد ديموقراطي عربي يتوارثه أبناء حزب واحد فقط وفي الغرب يتوارث الحكم حزبان ولا عزاء لبقية الأحزاب.. واللي ورى الباب للكلاب

الحكومة المنتخبة مشروع قديم للإخوان لا يعلمه كثير من الناس الذين لا يقرأون، وإن قرأوا لم يستوعبوا وإذا استوعبوا أحسنوا الظن، وإحسان الظن عادة كويتية قديمة كانت سبباً في تخلف البلد والوقوع في كثير من الأزمات والمصائب والغزوات!، واليوم بسبب إحسان الظن يُصدَّق الكاذب ويُكذَّب الصادق، فـ إلى الله المشتكى
كما أن كتلة العمل الشعبي تسعى منذ فترة لا بأس بها بتنفيذ خطة من عدة مراحل تبدأ بإقرار الدائرة الواحدة التي ستقود لقانون الأحزاب ومن ثم الحكومة المنتخبة، وهذا الأمر الذي حدى بها للتحالف مع حدس حليف الحكومة السابق التي طالما أسقطت تحالفاتهما إستجوابات المعارضة وأفشلت مشاريع الشعبي الشعبوية، لكنها المصالح العليا! وفق سياسة تحالف مع الشيطان، الشعار الذي يرفعه الجميع في هذا الوسط الخبيث
كانت الحكومة المنتخبة مشروعاً غير معلناً لحدس وكتلة العمل الشعبي، تم تأجيل الإعلان عنه خوفاً من الإصطدام بردود أفعال القواعد الجماهيرية التي وقفت مع كل حراك يدعو للإصلاح، وساندت كل مطالب إستعادة الحقوق والمكتسبات، وأيدت كل صوت ينادي بمزيد من الحريات / لذلك رُفعت الشعارات التي تناسبهم! ويمكن من خلالها إستقطاب أكبر عدد من الجماهير ثم التباهي بهم والتهديد بمزيد منهم مالم تتحقق المطالب الظاهرة والباطنة
وأجزم اليوم / لو رُفع شعار الحكومة المنتخبة كعنوان لحضورة ندوة في ساحة الإرادة ما حضر نصف ولا ربع ولا معشار أي إحصائية سابقة
المهم / أحترم رأي كل محترم يدخل في نقاش حول ضرورة الحكومة المنتخبة في ظل فشل حكومات النظام التقليدي، لكنني لا أحترم ( مبيّت النيـّة ) المتسلّق على أكتاف الشعب من خلال رفع شعارات الإصلاح والحقوق والمكتسبات والحريّات، وتلك الشعارات التي كانت مجرد مراحل يجب المرور من خلالها للوصول للمرحلة النهائية وهي الحكومة المنتخبة
وهل تعلمون أن فلاح بن جامع كان مرحلة من ضمن تلك المراحل، مرحلةٌ وانتهت بالنسبة لهم. فقد تزلّف بعض النواب للشيخ إبن جامع مستغلين موقفه المناهض للفساد، فـ استخدموا معه التقية السياسية! وتحاشوا رفع شعار الحكومة المنتخبة في حضرته لعلمهم بموقفه الرافض لها لكي يستمر بتأييده الفاعل للحراك وتجاوز مرحلة من أهم تلك المراحل
هل يستطيع اليوم / فلاح الصواغ أو نواب إئتلاف المعارضة دعوة الشيخ فلاح للتحدث في ندوة بعنوان الحكومة المنتخبة؟

خلاصة القول:
الحكومة المنتخبة شعار جميل سنهبط من خلال تطبيقه إلى مستوى الدول العربية ونكرر تجاربها الفاشلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...