الكويت، مثل الديرة اللي من حقوق الوسم ممطورة، والمواطن فيها مثل (حوار الربيع)، إن دنّق، عشب ونواوير، وإن رفع راسه، درّت له أمه حليبٍ دافي، يعني لا جايع، ولا ظامي، ومع كل ذلك، واحد من عشرة، اللي اذا تَرَع قال الحمد لله!
زميل لي، أعرف تفاصيله، منذ أكثر من 20 سنة، عايش في البلد، عيشة حوار الربيع، متمتع بكل حقوقه كمواطن، مستنزف كل المكتسبات، ومستفيد من جميع الإمتيازات، وشافط فوقها جاخور، وعلاج في الخارج، وبدل كادر شهادة محاسبة من جامعة الزقازيق، وطوال عمره وهو يتارع، فإن ذكّرته بوجوب شكر النعمة، قال: الحمد لله على كل حال، لكن محد له مِنّهْ، هذي حقوقنا اللي كفلها لنا الدستور! -مع أنني أجزم، وأُقسم، أن الجاخور غير مذكور في الدستور- ثم يباغتك بالهجمة العكسية، فيعدد السلبيات، والمثالب، والشوارع المكسرة، والديباجة المملة، اللي تسمعون مثلها في كل مجلس.
قبل يومين، سمعته يتهكم، تعليقاً على مظاهرات القطريين، ويقول: "وش يبون أحسن من العيشة اللي هم عايشينها، حكومة قطر مهي مقصّره معهم، و ...."!!!، وأخذ يعدد إمتيازات، وسقف راتب، ومستوى معيشة المواطن القطري، متناسياً أنه كان، وما زال يتمتع، وينعم بأضعافها، وفوق هذا عنده سقف حرية مهو عند القطري، يقول اللي يبي، ويروح بيتهم ينام!، لكن ذلك لم يملأ عينه، ولم يمنعه من التظاهر، والإضراب، ومصادمة الدولة، والتطاول على الحاكم.
يا زميل، ما يفعله القطريون اليوم، ليس سوىٰ نسخة، مكررة، رديئة من الممارسات الخاطئة، التي كنت أنت نفسك تقوم بها قبل سنوات، بذات الذريعة، والأسباب، والمسميات، وحتى بذات الشعارات، والألفاظ المستخدمة.
يا زميل، أنت تكشف بتناقض موقفك هذا، أحد أمرين، إما أنك مخطىء بالأمس، وإما أنك مجنون اليوم!
أما نحن، فكُنّا، وما زلنا، على منهجنا الشرعي، وموقفنا الثابت، من المظاهرات، والفوضىٰ، أينما كانت، ومهما كانت أسبابها، وتدور الليالي، وأنتم أنتم، وحنّا حنا.
*
وأنتم يا أهل قطر، إسمعوها من ناصح؛ "المظاهرات ما فيها خير، والسعيد من اتّعظ بغيره"!
*
خلاصة القول:
وان دَرَع في قوايمها وطاح امتحيّر
وخّرت رجلها وألا رفعت عنه يَدْها
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق