قبل سنيّات، في عام خير، وأمطار وسم، وربيعٍ زين، ظهر الفقع في الأراضي السعودية بكميات كبيرة، فتحوّل أهل الكويت كلهم إلى "فقّاعهْ" في ذلك العام، نظام رايح راد، أتفّقع الصبح في السعودية، وأعوّد للكويت المسا، فشكّل ذلك ضغطاً كبيراً، وعلى مدار الساعة في مراكز الحدود البرية، مما اضطر المسؤولين فيها إلى تشغيل المراكز بكافة أطقمها، وطاقاتها.
مُنعت الإجازات، والراحات، والتقسيمات! فأُرهق الموظفون، وأُجهدوا، وتذمّروا، حتى قال أحدهم: الله لا يعيد الربيع اللي فيه فقع!
في ظل هذا الإزدحام الشديد، وتحت هذا الضغط المربك، في الكشك الأخير، عند بوابة الخروج، يجلس صاحب مقولة "الله لا يعيد الربيع اللي فيه فقع"، يستلم أوراق انهاء التفتيش من المسافرين ، وفجأة! وقبل غروب شمس يوم طويل، مُتعب، تقف أمامه سيارة كويتية صغيرة، فيها عائلة كاملة، بخدّامتهم! فيسأله صاحب السيارة:
يالحبيب ، شلون أروح دبيّهْ!
- تاخذ طريق القاعدة.
وين طريق القاعدة!
- تهزع يمين من مفرق مشعاب.
منو مشعاب هذا!
- ما تعرف راس مشعاب؟؟
لا والله ما أعرفه يالحبيب!
- بالله ارجع ارجع لا تحجم على ورعانك! ليل، وبرد، وسيارتك كامري 🤨
قبل سنيّات، في عام الثورات، خرجت مجاميع من الناس إلى الشارع كخروج راعي الكامري، يبحثون عن الربيع!!
وقد نصحهم العارفون، المتبصّرون، بالعودة، وعدم المضي في طريق مجهول، خطر، لكنهم استهزأوا بالناصحين، وكابروا، وخرجوا، وأخذوا مفرق راس مشعاب يسار، فما رجعوا!
*
خلاصة القول :
ذهب الحمار بأم عمرو ، فلا رجعت ولا رجع الحمار.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق