يقول الراوي / ذهبت لأعود صديقاً لي يرقد في المستشفى، وأثناء
جلوسي عنده كنت أسمع ضحكاً مبالغاً فيه يصدر من زوار مريض الغرفة المجاورة، فسألت صاحبي
عن ذلك
فقال: لا أدري، الذي أعرفه فقط أن إسمه أبو سعد، وكل من يدخل
إليه يخرج ضاحكاً بهذه الطريقة!
يقول الرواي / إنتابني فضول شديد لمعرفة حكاية أبو سعد فذهبت
إلى غرفته ورأيت شخصاً يغطي الجبس كامل جسمه ولا يظهر منه سوى وجهه!
سلمت عليه وتحمدت له بالسلامة، فرد علي ودعاني للجلوس، وبمجرد
جلوسي قلت له: بصراحة أنا جئت فقط لأعرف حكايتك وسبب خروج الناس من عندك ضاحكين.
ابتسم أبو سعد وقال: أبشر، سأحكي لك قصتي رغم أنني كررتها
أكثر من 10 مرات اليوم.
الذي حدث أنني رأيت في المنام أن القيامة قامت وحُشر الناس
في ساحة كبيرة فيها باصات كثيرة تقف على شكل مجموعتين كل واحدة منهما في جهة.
ثم جاء رجل برفقته حرس ومعه كشوفات ينادي بأسماء أهل الجنة
ويأمرهم بالإتجاه إلى الباصات التي تقف في يمين الساحة، وينادي بأسماء أهل النار ويقودهم
الحرس إلى الباصات في اليسار.
يقول أبو سعد: كنت أستمع إلى المنادي وأنا متوقع أن أكون
من أهل النار حتى ذكر إسمي مع أهل الجنة، فركضت غير مصدق وصعدت إلى أقرب باص وجلست
حتى فرغ الرجل من الكشوفات وإمتلأ الباص الذي أنا فيه وتحرك السائق وأنا أكاد أطير
من الفرح وأسابق الزمن للوصول للجنة.
بعد أن قطعنا مسافة لا بأس بها مررنا على لوحة إرشادية مكتوب
فيها (النار 100 كم)!
لم أهتم بها فأنا في باص الجنة ومن المؤكد أنه سوف يسلك الطريق
الصحيح عندما نقترب.
بعد نصف ساعة ظهرت لوحة أخرى مكتوب فيها (النار 50 كم)!
شعرت بالقلق بعض الشيء، لكنني فضلت الصمت والإنتظار.
ثم رأيت لوحة ثالثة مكتوب فيها (النار 30 كم)
ثم رابعة تقول (النار 20 كم)
إلتفت إلى الناس من حولي فإذا وجوههم عابسة!
سألتهم: الباص هذا وين رايح؟
قالوا: رايح للنار
!
إنصدمت وقلت: لكن إسمي كان من أهل الجنة!
قالوا: خلاص يا حبيبي باقي 10 كم ونصل إلى النار.
صرخت وقلت أنا من أهل الجنة وأكيد ركبت باص غلط!!
وبدأ ظهور اللوحات يتسارع
النار 5 كيلو
النار 4 كيلو
النار 3 كيلو
النار 2 كيلو
النار 1 كيلو
صرخت وقلت: يا ناس أنا من أهل الجنة مابي أروح للنار / فقال
أحدهم: لا تزعجنا روح كلم سائق الباص.
فركضت إلى مقدمة الباص أصرخ في السائق: وقّف وقّف، لكنه لم
يلتفت إلي ولم يعرني أي انتباه / فلما وصلت إليه ونظرت في وجهه كانت الصدمة الأكبر!!
سائق الباص كان الشيطـــان !
إمتلأ قلبي رعباً وضاق بي المكان فقفزت من نافذة الباص فوجدت
نفسي في المستشفى حيث أخبرتني زوجتي أنني كنت أصرخ وأنا نائم "النار النار"
وأنني رميت نفسي من نافذة غرفتي في الدور الثاني ووقعت فوق مظلة السيارات وتكسرت عظامي!
*
خلاصة القول:
قبل أن تركب الباص... إعرف جهة المقصد، وتأكد من هوية سايق
الباص.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق