2022-08-21

آخر ركّاب التاكسي 🚕

واحد من الربع يقول: في لندن وقفت أمام باب الفندق، أشرت للتاكسي، ركبت، وطلبت منه ايصالي للمكان الفلاني، وبعد مشوار طويل، زحمة شوارع، وحواري، وإشارات مرور، وصلنا، وأخذ مني مبلغا وقدره!، فلما نزلت، نظرت! فإذا أنا أشاهد فندقي، على بعد 15 متر، مقطاع الشارع، في الجانب الآخر!

يقول: لو رفعت رأسي فقط، لرأيت المبنىٰ أمامي مباشرة، وعبرت الشارع، لأصل إلى المكان، في 30 ثانية!، وكان ما ضحك علي سائق التاكسي، وأخذ فلوسي، وضيّع وقتي.

صاحبنا هذا معذور، غريب في ديرة أجناب، لكن لو أنه سأل استقبال الفندق، أو رجل الأمن، فربما أرشدوه.

عاد، الربع لو رفعوا رؤوسهم عام 2013، لشاهدوا المنطق، أمامهم، مقطاع الشارع، ولما ضحك عليهم أصحاب التكاسي، في الندوات، والمظاهرات، والمسيرات، ومقاطعة الانتخابات، ولما أضاعوا سنين عمرهم، وزهرة شبابهم، ولما أهدروا وقتهم، ولما خسروا مبادئهم واحترام الناس لهم، ولما وقعوا في التناقضات، ولما تفرّقوا، ولما تهاوشوا، ولما تنابزوا.. ولما.. ولما.. !!

ربعنا هؤلاء، لا يُعذرون من جهل، فبعضهم دكاترة جامعة، وبعضهم محامين، وبعضهم موظفي بلدية، وقد نصحناهم، وأرشدناهم، وقلنا يالربع لا تركبون التكاسي، لكنهم عاندوا، واستكبروا، وغادروا.

عادَ بعضهم في 2016، وعاد بعضهم في 2020، واليوم عادت الدفعة الأخيرة، لكن الجميع عادوا، بدون مبادئهم، التي رحلوا لأجلها.

*

المهم:

برنامجهم الانتخابي، كان: أقسم بالله لن أصوت لمرزوق!

شعارهم، سنة عبيد ينزل في الخامسة: عددالأصوات سيكون رسالة للحكومة!

موضتهم اليوم: صوتي للرئاسة، للسعدون!

بالله عليكم، هل يستحق هؤلاء عنوّة المشوار، والوقوف في طابور حرف الميم!

في النهاية، استمر مرزوق 9 سنوات في الرئاسة، وأصوات أهل الخامسة، صار فيها بحّهْ، من كثر الصياح، والرسالة طارت في الهواء!

واليوم، تتسابق أسماء كثيرة، بنفس العقليات القديمة، لاعلان تزكيتها للسعدون، قبل الوصول للمجلس!، وهم بكل تأكيد يجهلون، سبب ترشح السعدون المفاجأة، لم يكلفوا أنفسهم، بمجرد التفكير، عن سبب تنازل أكبر صاحب مبدأ، عن مبدأه، ولم يسألوا أنفسهم، مجرد سؤال، كيف سيواجه السعدون نفسه، ويدافع عن كلمته التي ألزم نفسه بها، حين طالب كل شخص يرغب بالمشاركة في الانتخابات، بالاعتذار للناس، ثم الجلوس في بيته.

هل سيلتزم، ويعتذر للناس؟، أم أن الشعارات التي تُطلق أمام الميكروفات، بضاعة سوق، وسوالف ليل؟.

هل سيلحق بركب الذين أقسموا، وحنثوا، في 2016؟.

عاد بكيفه، لكن الأكيد ان جهل ربعنا بأسباب ترشح السعدون، أعمق من جهلهم بأهداف ترشح عبيد في الخامسة، لذلك هم معرّضون لصدمة، جديدة، تنسيهم الأولىٰ.

شخصياً، أنا واللي مثلي، الوضع جايز لنا، ثابتين محلنا، والتكاسي لها 10 سنين، تودّي دفعة، وتجيب دفعة.

في النهاية، أتوقع، وأتمنىٰ، أن يسلك السعدون، مسلك عبيد، في التعاون مع الحكومة، ثم ليفعل جهّال السياسة بعدها ما يريدون، حتى ينتهي بهم الأمر، إلىٰ:"ثقيلة الوقع والحدث"!


مقال ذو صلة

http://justideaq8.blogspot.com/2022/06/blog-post_23.html

*

خلاصة القول:

السابقون ما يفهمون، واللاحقون ما يتعلمون! 

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...