أي رياضي عايش حقبة الـ80ـات، والـ90ـات، لا بد وأنه يتذكر كم من المباريات، والبطولات التي سرقها ناديا القادسية، والعربي، باستغلال التحكيم الجحلّطي، في تلك الفترة، على حساب الأندية المضيومة، اللي عايشة على هامش الرياضة.
المشجع القدساوي، كان يصفق، ويعيش فرحة الفوز، ونشوة الإنتصار، ويحتفل بالبطولات، ويباهي بالإنجازات، وبالطبع لا يهتم بالكيفية التي يفوز بها الفريق، حلال، حرام، ظُلم، استحقاق، جحلّطة، لا يهم، المهم أن يفوز! والمشجع العرباوي مثله.
وهنا يتضح الفرق، بين الرياضي، وبين المشجّع، فالرياضي يريدها رياضة، والمشجّع يبيها بأي طريقة.
نادي القادسية، وبعد مرور 4 عقود، قضاها في سهود، ومهود، جاه سيلٍ غطّىٰ سيله، دارت عليه الدواير، وصار يشتكي من التحكيم الجحلّطي، وشعر بالمعاناة، وبإحساس الأندية المضيومة، وعرف ايش يعني هامش، وتعكّر مزاج المشجّع القدساوي وأصبح يصفق يدا بيد، ويعيش حالة نكد، فقد البطولات، وافتقد لفرحة الفوز، وصار يشجع نادي العربي!، وينتقد الكيفية التي يفوز بها نادي الكويت، والمشجع العرباوي مثله.
من عايش حقبة مجالس 2006، و 2009، وفبراير 2012، و 2016، لا بد وأنه يتذكر مواقف النواب التي سجلوها، انجازاتهم، ونكباتهم، وتناقضاتهم، والصفقات التي عقدوها مع رؤساء الوزراء، ومع الأحزاب، ومع الكتل البرلمانية.
المشجع السياسي، حينها، كان يدعم نائبه، وفريقه، وحزبه، في كل مبارياته، مهما كان أداؤه، ومهما كانت نتائجه.
*
زمان، كان المشجع يتبع اللاعب، أما اليوم، فالنائب يتبع الناخب.
*
في الشأن السياسي اليوم، يُصنع الرأي العام بعقلية المشجّع، الذي لا يهتم بالكيفية التي يتحقق بها الهدف، حلال، حرام، تكييف قانون، حكم محكمة، لائحة داخلية، اقتراح بقانون، اقتراح تأليف، مادة 90، مادة مُذابة، جحلّطة، ميكرفون، باللي يكون!! المهم الربع يفوزون 🤨.
الوضع في المدرجات السياسية سيء جداً، فوضىٰ، وصراخ، وشتائم، وتبادل تُهم، وهذا يحلف، وذاك يحلف، وكل مشجّع مصدّق ربعه، بدون بيّنة، ولا دليل، وأسوأ ما في المشهد، أن كبار السن، كشفوا عن صغر عقولهم!
*
من أغرب ما سمعت من التبرير هذه الأيام، قول أحدهم في الغرف المغلقة؛ ندري أن ... غير قانوني، و ... غير دستوري، وأن فلان غلطان، وأن اللي نسويه غلط، لكن وش تبينا نسوي؟! ما فيه غير هالطريقة 🤔!
*
خلاصة القول:
أن تكون متفرّجا، هو خيرٌ من أن تكون مُشجّعا.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق