سعيد جداً بخبر إعادة الجناسي ، ورغم تحفظي على مبدأ المقايضة ، ولعبة عقد الصفقات ، وسياسة سيب وأنا أسيب ، إلا أنني ألتمس بعض العذر للنواب ، لحساسية القضية ، وبعدها السياسي ، وتأثيرها الإجتماعي ، والحاجة لإغلاق هذا الملف ، وتقديم المصلحة العامة ، وأحتفظ بتفصيل رأيي فيما حدث لوقت أنسب ، لكنني سأحكي لكم حكاية :
حدث أمامي ، ذات ليلة فرح ، لدى حضوري حفل زواج ، في احدى قاعات المناسبات بالمنطقة العاشرة ، وعند بداية جلوس الضيوف لتناول العشاء ، قام أحدهم بصب السمن على كف نائب مجلس أمة 2009 ، وهو يردد "والله إنك تستاهل ، والله إنك تستاهل" ، وردد آخرون "كفو" ، و"بيض الله وجهك" ، وعبارات مشابهة .
في الدوانية سألت أحد أبناء تلك القبيلة عن الحكاية ، فقال : فلان مرجّع جناسي ناس من الجماعة ، فقلت على الفور : اي والله إنه يستاهل من يصب السمن على يمناه ، والله لا يحرمه الأ... وكان هذا آخر عهدي في الكلام ، اذ تداخلت الأصوات الشاتمة ، واللاعنة ، والطاعنة في النائب ، الحكومي ، الانبطاحي ، اللي فيه ، وفيه ! ويعني رجعوا له الجناسي لسواد عيونه ! ووش المقابل ! ومن هـ الكلام !!
الموضوع كان بسيط جداً ، رجل وفقه الله لعمل خير ، في قضية انسانية ، فتم شكره ، ليش زعلانين ؟
اليوم ، يتكرر مشهد إعادة الجناسي ، ونقول : شكراً سمو الأمير ، وبيض الله وجه كل من سعى لإعادتها ، ويستاهل من يصب السمن على يمناه ، أقولها وكلي ثقة هذه المرة أنه لن يقاطعني شاتم ، ولا طعّان ، أو لعّان ، بل على العكس ، فالكل يقول معي بيض الله وجه راعي الطيب !
ما الذي اختلف بين الأمس واليوم ؟ وكيف أصبح للربع موقفين متناقضين من قضيتين متشابهتين ؟
- لم يختلف شيء ، الذي حدث أنهم كبروا ، وتعلّموا ، فقدّروا الأمور بميزانها .
ولا هو عيب أنك تكبر وتعلّم ، العيب أنك تكبر ، وتكابر !
*
خلاصة القول :
الدنيا مهي على كيفنا ، لذلك نضطر أحياناً نمشّيها بالليـ هيـ به !
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق