علي يوسف السند، أحد كوادر حزب الاخوان الكويتي، تحدث قبل
يومين بموضوع جعل عنوانه "فتنة التحذير من الفتنة"، لمز به، وعرّض، واتهم
علماء المنهج السلفي، بأن تحذيرهم من الفتن هو بحد ذاته فتنة!
طعن بعلم أهل العلم الراسخ، فقط لأنهم سعوا لحقن دماء المسلمين،
وحذروا الناس من فتن الثورات، والمظاهرات، والخروج على الحاكم!
فتاوى علماء المنهج السلفي انطلقت من مبدأ شرعي، وأثبتت الأيام،
والأحداث، صحة موقفهم من المظاهرات، والثورات التي أدت إلى الفوضى، والقتل، والتشريد،
والدمار، وقد أغضب ذلك علي السند وأصحابه الذين شعروا أن فتاوى أهل العلم تصد الناس
عن مبتغى دعاة التغيير، الساعين للسلطة بالتخاذل مع دول الغرب وفق ما يسمى بخارطة الشرق
الأوسط الجديد.
علي السند، والحربش، وسويدان، وغيرهم، يعودون في كل مرة للمز
علماء المنهج السلفي باطلاق مسميّات خبيثة، لها أهدافها، يرددها خلفهم سذج القوم، وجهّال
الشارع الكويتي، مثل "علماء السلطة" و "وعّاظ السلاطين".
المضحك أن كبيرهم طارق سويدان علّق على حديث علي الصغير وقال:
"طرح رائع يقدمه الدكتور العالم الشرعي علي السند"!! وهنا
جمع سويدان الخُبث، والغش، والتدليس في كلمته ليُظهر السند بثوب عالم الدين الشرعي
من أجل أن يتقبل الناس بعد ذلك قوله، وطعنه، ولمزه لعلماء الدين، وأن تحذيرهم من الثورات
هو الفتنة!
وعلي هذا مجرد شاب صغير من شباب الحراك حصل على شهادة الدكتوراة
قبل سنتين.
تدليس خمس نجوم!
الشيعة في الكويت لديهم علماء، والصوفية كذلك، والأشعرية،
فهل سمعت، أو قرأت يوماً أن الحربش، وسويدان، والسند قالوا فيهم كلمةً، أو حرفاً؟
أليست هناك قضاياً خلاف، واختلاف بينهم؟
كل شيء يقول أن نقاط الإختلاف مع أصحاب هذه المذاهب أكثر
بكثير مما هي بين هؤلاء الثلاثي وبين علماء المنهج السلفي، لكن القضية لدى الثلاثي
ليست قضية اختلاف وخلاف، ولا قضية حق وباطل، والسالفة مهي سالفة دين، فخلافهم ليس عقائديا،
ولا وطنيا، ولا يتعلق بالحقوق، ولا بالفساد، ولا حتى بالإنسانية، القضية وما فيها أنهم
يخاصمون فقط من يعتقدون أنه يقف حاجزاً بينهم وبين الوصول إلى السلطة، وفتاوى أهل العلم
تصدّهم عن هواهم.
ولأن السالفة مهي دين، فقد رأينا تحالفهم فترة الحراك مع
اللاديني، والقومي، والليبرالي، والمصبنچي، ورانيا، وكل محتركة يمكن أن تساعدهم في
الوصول لمبتغاهم.
السالفة هوىٰ، وسلطة، ومطامع دنيا!
استخدم علي السند كلمة "البعض" وكررها عدة مرات
في حديثه المليء بالتدليس، حتى يجعل له مخرجاً عند المواجهة بأي حقيقة تدمغ تدليسه
في حديثه عن الفتن، وهذه خطة قديمة يستخدمها "البعض" علشان اذا جيته منيّه
👈🏼يطلَع منّيه👆🏼!
هو بلا شك يقصد علماء المنهج السلفي حين يتحدث عن "البعض".
يا علي، البعض الذين تتحدث عنهم يقولون بقول الشيخ ابن باز،
وابن عثيمين وينهجون ذات المنهج الشرعي الذي استمدوا منه فتاواهم.
يقول السند: "البعض لا يتحدث عن الفتنة حين يقع الفساد،
والإعتداء على الحقوق والإستبداد"، وهذا من جهله، أو كذبه، فـ"البعض"
تحدثوا عن الفتنة حين وقع الفساد، وحين أعتدي على الحقوق، وحين حصل الإستبداد، وأقُسم
على ذلك، وقد شاهدت، واستمعت إلى البعض يتحدث عن ذلك، وهؤلاء البعض هم أنفسهم الذين
حذروا من فتنة الثورات، والمظاهرات، والخروج على الحاكم.
ويقول علي السند: البعض يبحث في نتائج الفتن ويترك الأسباب!
/ ونحن نقول: وأنت تستثمر الأسباب لتحصل على نتائج ومطامع دنيوية ولو كان ذلك على حساب
تمزق الأمة، وقتل مئات الآلاف، وتشرد الملايين، وإن كان كما قال صاحبك سويدان عن ثورة
مصر:" ليضحي 1٪ " - يعني يموت مليون مصري مقابل ما يسمى بالحرية، وفي حقيقته:
يموت الشعب من أجل أن يصل الحزب إلى السلطة.
وسائلكم فتنة، وغاياتكم فتنة، وأحاديثكم فتنة، وأحزابكم قامت
على الفتنة، وسقطت بالفتنة، وكل صغير وكبير يعلم اليوم أن ثوراتكم فتنة كادت أن تلتهم
شعب الخليج بعد أن إلتهمت كثيرا من الشعوب العربية.
نعود لحديث علي عن البعض "العلماء"، ونسأل هنا:
هل لدى علي السند مرجعية دينية يستفتيها هو وأعضاء حزبه؟
حزب الاخوان في الكويت يتبع جمعية الإصلاح الإجتماعي، وهي
هيئة إسلامية تعمل لتحقيق الصالح العام الذي جاء من أجله الإسلام وما يتصل بذلك من
أعمال مشروعة (هكذا جاء في المادة الثانية)، وهنا يحضر السؤال: بما أن حزب الاخوان
حزب اسلامي، يعمل من أجل الإسلام، فلا بد أنه لديه مرجعية شرعية تتمثل في عالم دين
أو أكثر، فمن هي هذه المرجعية؟
وهل تدين هذه المرجعية بالبيعة لولي الأمر في الكويت؟
فإن كان في رقبتها بيعة لأمير البلاد فهل تجيز المظاهرات
التي لا يجيزها ولي الأمر؟
وهل ترى جواز الثورات والخروج على الحاكم؟
وهل لها رأي في من يسمّي حكام السعودية والكويت والإمارات
بالطغاة؟
فإن كان حكامنا طغاة، فهل يعني هذا أن لا بيعة لهم برقاب
من يقولها اعتقاداً؟
أقول: إن كان في رقبة هذه المرجعية الدينية بيعة لولي الأمر
وتمتثل بما توجبه هذه البيعة، فهذا يشير إلى أن "البعض" في هذا الحزب لا
يعترفون بمرجعية الحزب الدينية، وهؤلاء البعض مجرد سياسيين لبسوا ثوب الدين من أجل
الوصول للسلطة، وما داموا سياسيين فلا يحق لهم استغفال الناس باسم الدين، ولا التكسب
بمصائب المسلمين، وليتوقفوا عن الكذب ورفع شعار "الإسلام هو الحل".
خلاصة القول:
العِلم مهو شهادة وطلاقة لسان، العِلم بحر
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق