عيوب الجسم يسترها متر قماش
وعيوب الفكر يكشفها أول نقاش
إذا قال لك أحدهم: يعني أنت صح وكل هـ الناس غلط؟، قل: نعم!
الذين يربطون الحق والصواب بـ "كل هـ الناس!" هم
أبسط الناس، والبسيط ليس صاحب رأي، ومن لا رأي له إنما هو كـ "يدّة باب خلفي"
بسوق المحاميد اللي بالفروانية، يديرها اللي داش واللي طالع.
لا تهتم لهؤلاء / إعتد برأيك إن كنت مؤمناً بقضيتك، واثقاً
من طرحك، مستأنساً بتوافق أهل العلم وراجحي العقول وما تقول وتكتب.
لا تنخدع بالمجاميع والجماعات، ولا تأبه بأصحاب الصوت العالي،
وأهل الإعلام والشهرة، ولا ترهبك الكثرة، فإن داخَلك شك وتكاثرت الغوغاء من حولك، وأردت
أن تستكين وتطمئن نفسك؛ فاقرأ القرآن.
قال تعالى:
"أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم
أضل سبيلا"
"وما أكثر الناس لو حرصت بمؤمنين"
"وأكثرهم للحق كارهون"
"وأكثرهم لا يعلمون"
"بل أكثرهم لا يعقلون"
"بل أكثرهم لا يفقهون"
"بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون"
خلق الله الخلق، وتجلت قدرته في كل شيء سبحانه، وبعث الرسل
والأنبياء بالآيات البينات والمعجزات، ثم أكثرهم لا يؤمنون، ولا يسمعون، ولا يعقلون،
ولا يفقهون، وهم للحق كارهون!
ومن كان هذا سلوكه مع رب العالمين، فكيف سيكون معك يا مسكين؟
لا تقرن الصواب بالكثرة، وإن قالوا أن الكثرة تغلب الشجاعة
فاعلم إنها لن تستطيع أن تحجب الحق.
في النقاشات الجدلية التي تدور عادة حول "الفلوس"
ينزعج صاحب الرأي من كثرة الأفواه التي تتحدث بما لا يمكن لأذنين إثنتين إستيعابه في
وقت واحد.
لا تنزعج، ولا تحاول التركيز كثيراً مع تلك الأصوات، فإن
كنت مستمراً في النقاش ولا بد، فقل ما لديك على طريقتك، دون الحاجة للرد على كل صوت،
أو إجابة كل سؤال متكرر، وكن دائماً رأياً، واحذر أن تكون عدداً، فالإنسان العدد هو
أحد أفراد مجموعة "يعني أنت صح وكل هـ الناس غلط؟!"، وهو الذي إذا حضر كان
مجرد رقم، وإن تحدث قال بقول الناس، وهذا بالذات حاول أن لا تكثر النقاش مُعُه.
*
خلاصة القول:
اللهم إنا نسألك التوفيق والسداد في الرأي
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق