2014-10-17

التكتيك الخليجي .. إستنزاف واستفزاز

أزمة إقتصادية حقيقية تواجهها إيران ولا يمكن أن تنجو منها إلا بإفتعال وتفجير أزمة أكبر في محيطها الإقليمي، أو أن ترضخ للضغوط التي تمارس عليها وتقدم تنازلات كبيرة على مستوى مفاوضات المفاعل النووية، وملفات سوريا ولبنان والعراق، واليمن أيضاً.
الخفض المتعمد من قبل دول الخليج لأسعار النفط سيدفع نحو إنهيار كبير وسريع للإقتصاد الإيراني قد يرغم الحكومة على خفض ميزانية الدولة مما ينعكس سلباً وبشكل مؤثر خطير على دخل الفرد المتردي أصلاً أثر العقوبات الإقتصادية طويلة الأمد المفروضة على إيران.
وسيطال التأثير كل مفاصل الإقتصاد في إيران في توقيت لا تريده في ظل إنشغالها بملفات وبأزمات داخلية "بلوشستان، والأحواز"، وخارجية "سوريا، لبنان، العراق، اليمن".
ما يحدث اليوم مشابه إلى حد ما بما حدث في عام 1990؛ حين رفعت الكويت والإمارات نسبة إنتاج النفط مما أدى إلى إنخفاض سعر البرميل فتضررت منه العراق التي حاولت الخروج من تلك الأزمة بغزو دولة الكويت فوقعت في فخ كبير لم تخرج منه حتى الآن.
 لكن إيران ليست بغباء العراق، وهي تحاذر من الإنجرار إلى نفس الفخ.
 كما أنها لا تجرؤ على غزو أحد!
والتاريخ يخبرنا أن إيران تستعرض قوتها العسكرية ولا تستخدمها إلا تحت راية غيرها، كما حدث في العراق بالتعاون مع الشيطان الأمريكي، وفي سوريا بلباس الجيش السوري وبتعليمات غرفة العمليات الروسية.
ثم أن القوة العسكرية الإيرانية أقل بكثير مما يروّج لها، فالطيران الخليجي كفيل لوحده بهزيمة الجيش الإيراني المتهالك. والهزيمة هنا لن تكون بإحتلال إيران طبعاً، بل بإلحاق خسائر أكبر.
إذن فمن الراجح أن يخرج من يحارب بالوكالة عن إيران، وقد لا تكون حرباً بمفهومها العسكري التقليدي!
*
خلاصة القول:
تقوم دول الخليج بتكتيك كبير وخطير لا بد منه، وستكون له إنعكاسات بحجمه!
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...